كيف أبهرت السعودية العالم بملف مونديال 2034؟

يحظى ملف استضافة السعودية لكأس العالم بدعم غير محدود من قيادات المملكة، التي وجّهت بتسخير كل الجهود والإمكانات من أجل تحقيق الحلم الأولي باحتضان البطولة، ثم الحلم الاكبر بإخراج نسخة تاريخية منها.

وستصبح المملكة أول بلد يستضيف بطولة كأس العالم منفردا بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 48 منتخبا، حيث إنه من المقرر أن تقام النسخة الأولى من المونديال الموسع نسخة 2026، في 3 دول هي أميركا والمكسيك وكندا، فيما يقترب ملف المغرب والبرتغال وإسبانيا من استضافة النسخة التالية لها عام 2030.

وتضمن الملف السعودي 15 ملعبا، موزعة بين 5 مدن هي الرياض وجدة والخبر ونيوم وأبها، وحرصت القيادة السعودية على إخراج تلك الملاعب في أبهى صورة عبر مشاريع ضخمة تتميز بدرجة عالية من الابتكار والتصميمات الجديدة التي وصفها الفيفا بالفريدة من نوعها.

وتضم العاصمة الرياض 8 ملاعب بمفردها، يتقدمها ملعب الملك سلمان الجديد، الذي من المنتظر أن يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، وسيصبح الملعب الرئيس للمنتخب السعودي، ومن المقرر أن يستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للمونديال.

وهناك كذلك ملعب الأمير محمد بن سلمان، الواقع على إحدى قمم جبل طويق، والذي من المنتظر أن يحظى بتصميم مستقبلي مبتكر غير مسبوق، سيجعله تحفة معمارية تبهر ضيوف البطولة، وسيحمل شعار "معا ننمو" الخاص بالملف.

كما سيجري تطوير ملعب مدينة الملك فهد الرياضية، ورفع طاقته الاستيعابية لأكثر من 70 ألف متفرج.

وستشهد مدينة جدة واحدا من أكثر الملاعب السعودي إبهارا، والذي سيحمل اسم "وسط جدة"، حيث إنه سيبنى بتصميم معماري مستوحى من التراث المحلي والعمارة الخشبية التقليدية.

وفي مدينة الخبر، سيتواجد ملعب أرامكو على شاطئ الخليج العربي، وسيشمل تصميمه عددا من الأشرعة على شكل الدوامات.. بينما يتواجد ملعب "جامعة الملك خالد" في أبها، وسيتم العمل على زيادة سعته لاستضافة مباريات البطولة.

بينما ستتمثل المفاجأة الكبرى في ملعب "نيوم"، الذي من المأمول أن يكون أحد أفضل ملاعب العالم، حيث تعتبر طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ضمن المصادر الأساسية لتشغيله، مما يشكل نقلة نوعة غير مسبوقة في تاريخ الاستادات.

تضمن الملف السعودي 134 منشأة تدريبية، بجانب 230 ألف وحدة فندقية موزعة على المدن المضيفة والأخرى الداعمة، من أجل استضافة كبار الشخصيات، ووفود الاتحاد الدولي، والمنتخبات المشاركة، والإعلاميين، والجماهير.

كما تجهز المملكة لتطوير شبكة مواصلاتها بما يتيح سهولة التنقل بين المدن في فترات زمنية قليلة، بعدة مشروعات يأتي على رأسها "مترو الرياض"، وهو أطول مترو في العالم بدون سائق، بالإضافة للمشروعات الأخرى المتعلقة بتوسيع الطرق وغيرها من الأمور التي تستهدف توفير جميع سبل الراحة.

كما سيكون هناك 16 مطارا دوليا يجعل المملكة قريبة من 60% من دول العالم.

وركز الملف السعودي على كون المملكة باتت إحدى الوجهات السياحية المفضلة للزوار من مختلف دول العالم خلال السنوات الأخيرة، للاستمتاع بأجوائها ومعالمها الساحرة والمتنوعة خلال الإجازات.

كما توفر المملكة تجارب شخصية فريدة، تتيح للمشجعين بعض الأمور، بينها الاستمتاع بخدمات تكنولوجية مبتكرة مثل تطبيقات ذكية توفر معلومات لحظية عن المباريات، وبعض التقنيات الترفيهية التي تتيح للجماهير الانغماس في أجواء المباريات بطرق فريدة، مثل استخدام نظارات الواقع الافتراضي لحضور المباريات من زوايا متعددة.

كما تهتم السعودية بتعزيز السرعة الفائقة في شبكات الاتصال، لنقل المعلومات والبث المباشر بأعلى جودة ممكنة، كما سيتم توفير بيئة رقمية متقدمة تدعم الابتكار في التحليلات الرياضية.

أبهرت المملكة جماهير الرياضات المختلفة، عند استضافتها لعدة فعاليات عالمية، على رأسها سباقات بطولة العالم للفورمولا 1، وعروض مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية WWE، ونزالات الملاكة العالمية ورياضة الفنون القتالية المختلطة.

فضلا عن ذلك، فإنها أصبحت مستضيفا معتادا لعدد من بطولات كرة القدم الأوروبية، على رأسها كأس السوبر الإسباني، والسوبر الإيطالي، بجانب استضافتها نسخا مبهرة من بطولات أخرى كمونديال الأندية والبطولة العربية للأندية، والسوبر الأفريقي والسوبر المصري.

أحد ابرز العوامل التي تدعم استضافة السعودي لكأس العالم 2034 هو الدعم العالمي غير المحدود الذي تحظى به من كل دول العالم وكل النجوم والشخصيات الكبرى في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي تجلى منذ لحظة إعلان الترشيح وحتى الإعلان عن التقييم التاريخي.

ومنذ أعلنت المملكة أنها ستترشح لاستضافة البطولة، قررت الدول التي كانت تنوي التقدم بملفات لاحتضان البطولة عدم الدخول في منافسة محسومة سلفا لصالح السعودية، وعلى رأسها أستراليا التي ظلت تفكر حتى اللحظة الأخيرة في التقدم قبل أن تبتعد في النهاية.

وأعلن 125 اتحادا أهليا من أصل 211 اتحادا منضويا تحت مظلة الفيفا دعم الملف السعودي بشكل صريح ورسمي، فضلا عن نخبة من نجوم العالم يتقدمهم اللاعبون المحترفون في المملكة وعلى رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، والمهاجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة، والنجم العربي الجزائري رياض محرز.

وأسهمت الاستضافات الناجحة للبطولات المختلفة في وصول المملكة إلى تلك الدرجة من الثقة والإقناع لدى أغلب دول العالم، مما جعلها على بعد خطوة واحدة من أهم حدث رياضي في عالم الساحرة المستديرة.