"السوبر ليغ" يغير جلده ويشن الحرب الأخيرة على فيفا ويويفا

انتفض الاتحاد الأوروبي ضد فكرة السوبر الأوروبي، وساندته عدة هيئات رسمية على رأسها الاتحاد الدولي (فيفا) وبعض الاتحادات الأوروبية الأهلية، مما أدى لوأد الفكرة في مهدها مؤقتا، حيث انسحبت أغلب الأندية المؤسسة باستثناء ريال مدريد وبرشلونة، مما مثل ضربة كبرى للبطولة الوليدة.

وهدد الاتحاد الأوروبي الأندية المشاركة في إطلاق المشروع بالخروج من جنة بطولاته وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا، بل وهددت الاتحادات المحلية بإخراجها من عباءتها، مما أدى بها لأخذ خطوة للخلف لتنظيم الصفوف، قبل أن تعود أكثر قوة.

وقامت الأندية المؤسسة للمشروع باللجوء إلى الهيئات القضائية الأوروبية المختلفة، متهمة الاتحاد الأوروبي بإساءة استخدام سلطاتها وممارسة أساليب احتكارية وفرضها بالقوة على الأندية المنضوية تحت لوائه.

بعد فترة من الشد والجذب والأحكام القضائية المحلية، التي تحاول الانتصار لدوري السوبر الأوروبي ضد هيمنة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حصل مؤسسو المشروع في ديسمبر 2023 على حكم قضائي تاريخي من محكمة العدل الدولية بمشروعية البطولة، وعدم أحقية اليويفا أو غيره في منعها.

وأوضحت محكمة العدل الأوروبية أن "قواعد الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) التي تجعل أي مشروع جديد لكرة القدم بين الأندية يخضع لموافقتهما المسبّقة، مثل دوري السوبر، وتمنع الأندية واللاعبين من اللعب في تلك المسابقات، غير قانونية"، مشيرا لأحقية الأندية في إطلاق مسابقاتها الخاصة.

وعلق رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز على القرار وقتها بالقول: "كرة القدم على مستوى الأندية الأوروبية ليست ولن تكون حكرًا مرة أخرى على أحد.. واعتبارًا من اليوم ستكون الأندية هي صاحبة مصيرها في اقتراح وترويج المسابقات الأوروبية التي تعمل على تحديث رياضتنا وتجذب المشجعين من جميع أنحاء العالم".

كان المخطط الأول لإطلاق دوري السوبر محبطا للكثير من الأندية الاوروبية، مما أدى لعدم مساندته على نطاق واسع، حيث قرر بيريز عدم توجيه الدعوة لأندية ألمانيا وفرنسا والبرتغال للانضمام للأندية المؤسسة، وقرر أن يقتصر المؤسسون على 15 فريقا هي الـ12 التي ظهرت في إعلان الإطلاق الأول، بجانب 3 فرق أخرى.

وضمت قائمة الأندية الـ12 المؤسسة لـ"السوبرليغ" مانشستر سيتي، ليفربول، مانشستر يونايتد، أرسنال، تشسيلسي، توتنهام ممثلة لإنكلترا، وبرشلونة وريال مدريد وأتليتكو مدريد ممثلة لإسبانيا، إلى جانب يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان ممثلة لإيطاليا.

وكانت النية تتجه لمشاركة تلك الأندية المؤسسة بشكل دائم بغض النظر عن نتائجها، مع دراسة آلية مشاركة الأندية الأخرى، لتصبح الأندية الـ15 المؤسسة بذلك مميزة على باقي الاندية، وهو ما قوبل بغضب كبير.

ومع صدور حكم محكمة العدل الدولية، خرجت شركة "A22 Sports" في ديسمبر 2023 بمخطط محسن لإطلاق البطولة، حيث أكدت أنها ستضم 64 فريقا تتوزعون على دوريات من 3 مستويات "النجوم ثم الذهبي ثم الأزرق"، وأن المشاركة بهذه المستويات ستكون حسب الجدارة الرياضية، وهنالك صعود وهبوط ولايوجد أعضاء دائمون.

وأشارت إلى أن دوري النجوم سيتكون من 16 فريق ويلعب بنظام مجموعتين (8 أندية بكل مجموعة)، ثم سيكون هناك الدوري الذهبي الذي يتكون من 16 فريق أيضا؛ ويقام بنظام مجموعتين (8 أندية بكل مجموعة)، وأخيرا الدوري الأزرق الذي سيتكون من 32 فريقا؛ بنظام 4 مجموعات (8 أندية بكل مجموعة)، وستلعب 14 مباراة بكل مجموعة، 7 مباريات للذهاب و7 للإياب.

وأوضحت الشركة حينها أنه سيكون هناك فارق كبير بالأرباح بين دوري أبطال أوروبا والسوبرليغ، حيث سيحصل بطل الأخير علي 400 مليون يورو، فيما يحصل بطل دوري الأبطال علي 120 مليون يورو.

كشفت صحيفة "الصن" البريطانية، الثلاثاء، عن المخطط الأحدث المزمع تطبيقه لإطلاق بطلة دوري السوبر الأوروبي، مؤكدة أن هناك نموذجا جديدا، تم الاستقرار عليه سيحمل اسم "الدوري الموحد"، سيشارك فيه 96 فريقًا في المجموع.

وأوضحت أنه سيكون هناك دوريان رئيسيان هما دوري النجوم والدوري الذهبي، سيتكون كل منهما من 16 فريقًا، مقسمة إلى مجموعتين كل منهما مكونة من 8 فرق، ويلعب كل فريق ضد كل خصومه بالمجموعة ذهابا وإيابا في كل من دوري النجوم من الدرجة الأولى والدوري الذهبي الثانوي.

وستكون هناك مسابقتان أخريان - الأزرق ويونيون – تتكون كل منهما من 4 مجموعات، كل منهما تضم 8 فرق.

ووفقا لـ"الصن"، ستضمن بطولة كبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مشاركين في المسابقة النخبوية الأولى، مع مكانين في الثانية، وما يصل إلى 5 أماكن أخرى في المسابقتين المتبقيتين.

وعلى عكس المقترح الأول الذي قوبل بانتقادات، فإن أي فريق لن يضمن مكانا دائما في البطولة، وسيتم حجز جميع المراكز من خلال الأداء المحلي في الموسم السابق.. وسيتم كسب مكانين في دوري النجوم، و7 في الدوري الذهبي، من خلال سلسلة من جولات التصفيات، حيث يحصل الفائزون في المسابقتين على أماكن تلقائية في المستوى الأعلى للموسم التالي.

وتعتقد A22 أنه سيتم إطلاق المسابقات الجديدة في سبتمبر 2026، على أن يتم لعب مباريات مرحلة الدوري الـ14 بين سبتمبر وأبريل 2027.

بمجرد أن أعلن السوبر ليغ عن تغيراته الجرئية، حول أنظاره إلى العدوين اللدودين، والمقصورد بهما الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، والاتحاد الاوروبي للعبة (يويفا).

وطالبت شركة "A22 Sports" الفيفا واليويفا، للاعتراف بمسابقة كرة القدم الجديدة "الأوروبية للأندية" تحت مسمى "الدوري الموحد"، والتي مصممة أساسا لمنافسة دوري أبطال أوروبا.

ومن غير المرجح أن يتم الاعتراف بالمشروع نظرا لأن الهيئتين الحاكمتين تعارضان بشدة المشروع، على الرغم من أن أندية عملاقة في مقدمتها ريال مدريد الإسباني تروج للفكر، لكن يبدو أن الفترة المقبلة ستكون حافلة بالأحداث في هذا السياق، إذ يتدثر الدوري الوليد بعباءة القانون، فيما يمتلك الفيفا واليويفا عصا التأثير بفعل مكانتهما العالمية.