مدخنا سيجاره.. 7 أيام تكفي كونسيساو لإعادة ميلان المرعب
أسبوع واحد كان كافيا للمدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، لإعادة الوهج والتألق والرعب إلى فريق ميلان الإيطالي، وقيادته لاعتلاء عرش عمالقة بلاد الآزوري من جديد، وحصد أول بطولة منذ أكثر من عامين ونصف، وهو يدخن السيجار.
وتولى كونسيساو قيادة ميلان يوم الإثنين الموافق 30 ديسمبر 2024، خلفا لمواطنه باولو فونسيكا، وبعد 7 أيام بالتمام والكمال وبالتحديد يوم 6 يناير 2025 كان يقود الروسونيري للفوز بلقب كأس السوبر الإيطالي للمرة الثامنة في تاريخه.
ووفقا لشبكة "أوبتا"، فقد بات كونسيساو هو المدرب الذي احتاج لأقصر فترة ممكنة لتحقيق أول لقب مع ميلان على مر تاريخه، بعدما احتاج مباراتين فقط لتحقيق ذلك، محطما رقما فينتشينزو مونتيلا الذي احتاج 18 مباراة للفوز بالسوبر الإيطالي في 2016.
عودة ميلان المرعب في 7 أيام
خاض ميلان تحت قيادة كونسيساو مباراتين فقط، تمكن خلالهما من استنساخ نسخة مرعبة من العملاق الكامن القادر على فعل أي شيء في أي وقت، بعدما تمكن من إسقاط العملاقين يوفنتوس وإنتر ميلان بريمونتادا مثيرة في كل مواجهة.
وتأخر ميلان بهدف أمام يوفنتوس (الجمعة) بعد 21 دقيقة من انطلاق المباراة، قبل أن يتمكن من قلب الطاولة عليه وتسجيل هدفين فقط بفاصل زمني 6 دقائق، وبالتحديد في الدقيقتين 71 و76، ليتأهل إلى المباراة النهائية التي واجه فيها غريمه الإنتر في ديربي الغضب.
وبينما بدا حامل لقب الدوري الإيطالي في طريقه لتحقيق فوز سهل، بعدما تقدم بهدفين في الدقيقتين 45 و47، كشر العملاق الكامن عن أنيابه مجددا مدونا ريمونتادا أكثر إثارة من سابقتها، عبر تسجيل 3 أهداف في الشوط الثاني، أحدها في الوقت بدل الضائع.
وسجل ثيو هيرنانديز هدف ميلان الأول في الدقيقة 52، وتبعه كريستيان بوليسيتش في الدقيقة 80، قبل أن يصعق تامي أبراهام الجميع بتسجيل الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع من المباراة، معلنا استعادة فريقه لقب السوبر بعد غياب لأكثر من 8 سنوات.
كونسيساو يهزم المرض.. ويعيد الألقاب
رغم معاناته من المرض وارتفاع درجة الحرارة، جلس كونسيساو على مقاعد بدلاء ميلان في المباراة الأولى أمام يوفنتوس، وقاده لتحقيق الفوز المثير، قبل أن يقوده لتخطي وضع أكثر سوءا أمام إنتر ميلان بعد التأخر بهدفين، عبر قلب الطاولة والفوز بـ3 أهداف.
وأظهر النيراتزوري أن الجدية والصرامة اللتين أبداهما مدربه في تصريحاته بعد أول مباراة قد أعادتا الروح القتالية والشراسة إلى جسد العملاق النائم، ليبدأ في إعادة مشاهد الرعب إلى منافسيه من جديد، والتي كان منها هدف أبراهام القاتل الذي ضرب أحلام الإنتر وجماهيره في الاحتفاظ بالسوبر للمرة الرابعة على التوالي.
وبعد تحقيق الريمونتادا المرعبة، والتعادل 2-2، وبينما كان أغلب من في الملعب ينتظر الاتجاه لركلات الترجيح، وجماهير الإنتر تنتظر اللقب التاسع لمعادلة يوفنتوس الأكثر تتويجا بالبطولة، صعق الإنكليزي الواعد كل من في الملعب بتسجيل هدف الفوز المثير، معيدا ميلان لمنصات التتويج للمرة الأولى منذ حصد الدوري الإيطالي 2021-2022.
وكان كونسيساو قال عقب مباراة يوفنتوس إنه ليس شخصا لطيفا، ولا يحب معانقة اللاعبين، ولم يأت إلى ميلان لتكوين صداقات أو أخذ اللاعبين بالأحضان والقبلات وهو يراهم يتأخرون في النتيجة، وإنما جاء لتحقيق الفوز، ليرسم ملامح نهجه الشرس في الروسونيري الذي أعد الألقاب.
هزم العمالقة وهو يدخن سيجارته
تلك الشراسة لم تمنع المدرب من الاحتفال بتلقائية مع لاعبيه عقب التتويج، بعدما قاموا مع الجهاز الفني بالهتاف باسمه بصيحات عاطفية واضحة عند صفارة النهاية، حيث قام بالرقص معهم فرحا باللقب الثمين، وهو يدخن سيجارا.
وقد عبر عن فرحته عقب اللقاء بقوله في تصريحات خلال المؤتمر الصحافي: "أنا سعيد للغاية من أجل اللاعبين لأن الأمر لم يكن سهلا، كان لدينا وقت قليل للعمل على التفاصيل المهمة بالنسبة لي".
وأضاف: "الفضل يعود لهم جميعا لأنهم استوعبوا تعليماتي.. لا يزال هناك الكثير من العمل لكن بالتواضع يمكننا أن نؤدي بشكل جيد في دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي".
وعن تدخين السيجار قال: "في نهاية المباراة أخبرني اللاعبون فورا أنه يجب أن أدخن سيجارا؛ فهم يعرفون أنني أفعل مثل هذه الأشياء عند التتويج بالألقاب.. هذا هو لقبي الـ13 كمدرب، وأنا سعيد به، ولهذا اللقب نكهة خاصة بالنسبة لي".
الطريف أن المدرب تعرض لإصابة واحتاج إلى العلاج على مقاعد البدلاء خلال الاحتفالات قبل أن يعود إلى فريقه، حيث علق على ذلك قائلا: "تدخل إيمرسون رويال معي بشكل عنيف مما يجعله يستحق بطاقة حمراء".