كل تلك الأزمات المختلفة ومتعددة الأطراف والأسباب تشير إلى وجود أزمة غير مسبوقة داخل الأهلي، لم تفلح معها بعض الحلول التقليدية، مثل فرض الغرامات أو الإيقافات.
كذلك لم ينجح مدير الكرة الجديد محمد رمضان، والذي تم تعيينه بدلا من خلالد بيبو، في فرض الانضباط بالشكل اللازم داخل الفريق، بل إن الازمات بدا أن وتيرتها قد زادت بشكل أكبر منذ قدومه إلى الفريق، خاصة مع دخول بعض اللاعبين في أزمات شخصية معه أبرزهم إمام عاشور.
وكان عاشور قام بنشر "استوري" عبر صفحته على انستغرام فيها تلميح كبير لغضبه من مدير الكرة، قبل أن يقوم بحذفه سريعا.
الناقد الرياضي المصري طارق طلعت أكد في تصريحات خاصة لـ"بلينكس" أنه لا يمكن القول بأن الأهلي فقد السيطرة على لاعبيه، بقدر ما يمكن القول إن تلك التصرفات هي تصرفات فردية، تكمن صعوبتها في أنها تسيء في بعض الأحيان لصورة النادي ذاته.
وأكد طلعت أن تكرار تلك الوقائع يستدعي تدخلا عاجلا من النادي الأهلي، لأنها بجانب كونها تسيء أحيانا للنادي فإنها تخلق المزيد من الضغوط على اللاعبين وتتسبب في أزمات لهم في الوقت الذي يحتاج فيه الفريق إلى تركيز من مدير الكرة والمدير الفني ومن اللاعبين قبل أي شيء.
أما الناقد الرياضي وليد الحديدي فقد أكد أن وصف الأمر بأن الأهلي فقد السيطرة على لاعبيه هو وصف أكبر من الموقف، موضحا أن هناك بعض اللاعبين يقومون ببعض التصرفات التي قد تبدو خروجا عن النص، لكن بالنظر إليها بشكل أعمق من كل الجوانب يمكن تقبلها، وهو أمر يحدث في كل أندية العالم.
وأضاف أن موقفا مثل احتفال إمام عاشور الأخير يمكن اعتباره من ناحية إساءة لناد معين، لكن اللاعب ذاته خرج بعدها مباشرة وصرح بأنه موجه لابنته، وليس لأي أحد آخر، لذا لا يمكن الدخول في نواياه في هذا الصدد وتأكيد أنه قصد الاستفزاز، طالما أكد هو الحقيقة بذاته.
لكن على الجانب الآخر، أوضح الحديدي أن هناك بعض المواقف التي تتضمن خروجا عن النص والتي تحتاج تعاملا خاصا من إدارة الأهلي، ومديره الرياضي، وهو ما رأيناه يحدث مع عدد من اللاعبين مثل كهربا وإمام عاشور حاليا، ومن قبلهما أحمد عبدالقادر وقفشة.
وأشار إلى أنه كلما كان مستوى النجومية أعلى في الفريق كانت المشكلات والتحديات أكبر، لأن الضوء يكون مسلطا بشكل أكبر، فكلما كانت جماهيرية النادي عريضة فإنه تتم متابعة كل تفاصيله بشكل أكبر من قبل الإعلام والجماهير.
وأكد أنه كملخص للقول، لا يرى وجود أزمة انضباطية كبيرة في الأهلي، لكن قد تكون هناك أزمات فنية، ومع الاستقرار الفني وتوفير الصفقات المطلوبة وعودة الفريق لسابق عهده فإن الأزمات ستنتهي.
وأشار إلى أن الجماهير قلقة على أداء الفريق وتنتقد أداءه لأنها تنظر لما هو أبعد من الآن، وتنتظر بفارغ الصبر كأس العالم للأندية 2025 وتنتظر أداء تاريخيا من الفريق في البطولة، لذا فإن كثرة الحديث عن الأزمات حاليا ترجع لتذبذب المستوى الفني، وإذا عاد الفريق لمستواه وانتصاراته وقامت الإدارة بحسم صفقاته فإن الحديث عن الأزمات سيقل تماما وستعود حالة الاستقرار مع الجماهير.