رياح يناير تهدد موسم محمد صلاح التاريخي
رفض فريق ليفربول بقيادة مدربه الجديد الهولندي أرني سلوت الرضوخ للعنة التي باتت مألوفة، والتي تضرب الفريق في شهري يناير وفبراير في أغلب المواسم الأخيرة وتتسبب في انقلاب مسيرة الفريق، واقتنص فوزا قاتلا من برينتفورد في الدوري الإنكليزي (السبت)، لكن نجمه وهدافه المصري محمد صلاح لم يفعل الأمر ذاته.
وفاز ليفربول على برينتفورد بهدفين دون رد، سجلهما مهاجمه الأوروغواياني داروين نونيز في الدقيقتين 90+2 و90+3 من الوقت بدل الضائع، لينهي سلسلة اللافوز في الدوري الإنكليزي، والتي كادت تمتد لمباراة ثالثة على التوالي بعد التعادل مع مانشستر يونايتد 2-2 ونوتنغهام فورست 1-1، لولا انتفاضة الوقت القاتل.
لكن المباراة شهدت تواصل صيام محمد صلاح عن التسجيل أو الصناعة للمباراة الثالثة على التوالي في كل البطولات، والثانية في الدوري الإنكليزي، مما تسبب في غضب اللاعب عقب اللقاء، وهو ما ظهر جليا عندما غادر الملعب سريعا عقب انتهاء اللقاء ولم يقم بتحية الجماهير أو مشاركة زملائه الاحتفالات بالفوز القاتل.
وكانت مباراة نوتنغهام فورست الأخيرة شهدت توقف سلسلة محمد صلاح عقب التسجيل أو الصناعة في 12 مباراة متتالية بالدوري الإنكليزي، بعدما كان يتطلع لتحطيم الرقم القياسي في هذا الصدد والذي حققه من قبل ويتساوى فيه مع مهاجم ليستر سيتي، الإنكليزي جيمي فاردي، بالتسجيل أو الصناعة في 15 مباراة متتالية.
ويعد شهر يناير من الأشهر التي عادة ما تسبب هزة في موسم الفرعون خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث إنه غالبا ما يشهد حالة من البيات الشتوي تؤدي لقلة أهدافه، أو في أحيان أخرى يضطر للابتعاد عن ليفربول للمشاركة مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، مما يؤدي لهزة شبيهة.. فهل يتواصل صيام محمد صلاح فيما تبقى من مباريات الشهر؟.. وهل تعصف رياح يناير بموسمه التاريخي؟
محمد صلاح.. سجل متقلب في يناير
يمتلك الفرعون سجلا متقلبا خلال مبارياته مع ليفربول على مر تاريخه، بداية من يناير 2018 الذي غاب فيه عن أول مباراة أمام بيرنلي بالدوري، ثم خاض 4 مباريات سجل في مباراتين منها بالدوري أمام مانشستر سيتي (صنع هدفا أيضا) وهيدرسفيلد، بينما صام أمام سوانزي الذي أصبح أحد فريقين فقط مع لوتون تاون فشل صلاح في هز شباكهما بقميص ليفربول في المسابقة.
كما فشل صلاح في هز شباك وست بروميتش في كأس الاتحاد الإنكليزي، ليخسر فريقه 2-3 ويودع مبكرا من الدورالرابع.
وفي يناير 2019، خاض قائد منتخب مصر 4 مباريات في الدوري الإنكليزي، سجل في مباراتين منها أمام برايتون وكريستال بالاس (هدفين)، بينما صام أمام مانشستر سيتي وليستر سيتي، بجانب صيامه في مباراة بكأس إنكلترا أمام ولفرهامبتون في مباراة خسرها ليفربول 1-2 وودع من الدور الثالث.
أما في 2020 العام الذي توج فيه ليفربول بلقب الدوري، فقد خاض صلاح 5 مباريات مع الفريق في يناير بالمسابقة، سجل في 3 منها أمام شيفيلد يونايتد ومانشستر يونايتد ووست هام، فيما صام أمام كل من توتنهام وولفرهامبتون، بجانب مباراة في كأس الاتحاد الإنكليزي شارك فيها كبديل أمام شروسبيري.
يناير 2021.. بداية انقلاب مواسم الفرعون
كان شهر يناير 2021 واحدا من بين الشهور الأكثر تقلبا في مسيرة محمد صلاح مع ليفربول، حيث صام عن التسجيل والصناعة في مباراتين قبله بالدوري، قبل أن يخوض فيه 5 مباريات بالمسابقة لم يسجل أو يصنع في 4 منها، بينما حل العقدة في آخر يوم في الشهر بتسجيل هدفين أمام وست هام.
لكن رغم ذلك فإن الفرعون خاض مباراتين في كأس الاتحاد الإنكليزي في الشهر ذاته، تمكن من التسجيل فيها بواقع هدف في الدور الثالث أمام أستون فيلا وهدفين في الدور الرابع أمام مانشستر يونايتد لكنهما لم يكفيا الريدز للتأهل حيث خسر 2-3.
وفي يناير التالي، 2022، شارك محمد صلاح في مباراة واحدة بالدوري كانت فقط أمام تشيلسي، سجل فيها هدفا في التعادل 2-2، قبل أن ينضم لمنتخب مصر للمشاركة في كأس أمم أفريقيا التي خسرها الفراعنة بركلات الترجيح أمام السنغال.
واختفت أهداف وتمريرات الفرعون الحاسمة تماما خلال 3 مباريات خاضها مع ليفربول في الدوري في يناير 2023، ليفشل الريدز في تحقيق أي فوز، حيث خسر 1-3 أمام برينتفورد، و0-3 أمام برايتون، وتعادل 0-0 مع تشيلسي.. بينما على صعيد كأس إنكلترا شارك أيضا في 3 مباريات سجل في واحدة منها أمام ولفرهامبتون (2-2)، وصنع في أخرى خسرها فريقه من برايتون (1-2) ليودع من الدور الرابع.
وفي 2024، شارك محمد صلاح في مباراة واحدة مع ليفربول بالدوري سجل فيها هدفين وصنع آخر في الفوز على نيوكاسل 4-2، قبل أن ينضم لمنتخب مصر ويشارك معه في كأس أمم أفريقيا في مباراتين سجل وصنع في إحداهما (2-2 أمام موزمبيق) وصام في الأخرى (2-2 أمام غانا)، والتي تعرض فيها لإصابة عضلية وغادر معسكر الفراعنة.
وغاب الفرعون بعدها عن مباريات ليفربول لنحو 3 أسابيع وعاد ليظهر في مباراة أمام برينتفورد بالدوري منتصف فبراير قبل أن يتعرض لانتكاسة ويغيب لأكثر من 3 أسابيع أخرى، عاد بعدها لكنه ظل متأثرا بإصابته حتى نهاية الموسم فلم يسجل بعد عودته في مارس إلا 3 أهداف فقط خلال 11 مباراة بالدوري، فيما لم يصنع أي هدف.
يناير 2025.. من القمة للقاع
وصل محمد صلاح في ديسمبر 2024 إلى قمة توهجه، خلال موسمه التاريخي الحالي، حيث أسهم خلاله في 14 هدفا في الدوري الإنكليزي فقط، ليصبح أكثر لاعب أسهم بأهداف خلال شهر واحد في تاريخ البريميرليغ، متخطيا بهدف رقم مهاجم الريدز السابق الأوروغواياني لويس سواريز.
لكن مع دخول رياح يناير انقلبت الآية، وأسهم الفرعون بهجف واحد سجله في شباك مانشستر يونايتد في التعادل 2-2 بالدوري الإنكليزي، فيما غاب عن الصناعة أو التسجيل في التعادل 1-1 مع نوتنغهام والفوز 2-0 على برينتفورد بالمسابقة، بجانب الخسارة 0-1 أمام توتنهام بكأس الاتحاد الإنكليزي.
3 مباريات تنقذ الموسم التاريخي
تنتظر ليفربول 3 مباريات جديدة خلال شهر يناير الحالي، ستمثل دفعة كبيرة لموسمه حال تحقيق النتائج المرجوة منها، تبدأ باستضافة ليل الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، ثم إبسويتش تاون بالدوري الإنكليزي، ثم يحل ضيفا على آيندهوفن الهولندي في ختام مرحلة الدوري بالمسابقة القارية.
ويحتاج ليفربول لتحقيق نتيجة جيدة في مباراتي الأبطال من أجل حسم التأهل بشكل مباشر لدور الـ16 دون الحاجة لخوض مباريا الملحق، من أجل إراحة لاعبيه من خوض مزيد من المنافسات، ومنحهم بعض الراحة لإكمال الموسم بالنسق الناجح ذاته.
بينما على الجانب الآخر، يحتاج محمد صلاح لاستئنافه موسمه من حيث أنهاه في ديسمبر، من أجل ختام مشواره مع ليفربول بموسم للتاريخ، حال عدم قيام الريدز بتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي.
وكان محمد صلاح خاض مع ليفربول حتى ختام العام الماضي 26 مباراة بكل البطولات، سجل خلالها 20 هدفا وقدم 17 تمريرة حاسمة، بإجمالي 37 مساهمة تهديفية، كأكثر لاعب في الدوريات الخمسة الكبرى حقق هذا الرقم خلال الموسم الحالي.