بمجرد الحديث عن حجم الإصابات المطرد بشكل عام في عالم كرة القدم اليوم، سرعان ما تتجه أصابع الاتهام إلى الروزنامة الموسعة للبطولات، وهي التي جرت انتقادات عنيفة على فيفا ويويفا، ولا تزال.
وهو زعم لا يمكن التشكيك فيه، بشهادة كل من الجراح المتخصص في إصابات أوتار الركبة البروفيسور إرنست شيلدرز، وإخصائي العلاج الطبيعي السابق في نادي تشيلسي الإنكليزي فيرغال كيرين، حيث حذرا من خطورة الكم الهائل من المباريات حاليا.
وقال كيرين في تصريح لصحيفة "الغارديان" البريطانية: " نعتقد أن السبب الرئيسي في إصابات أوتار الركبة هو التعب وسرعة الركض".
وعلى المنوال ذاته سار شيلدرز، محذرا: " كلما زاد عدد المباريات التي يتم لعبها، لم تعد هناك فرصة للتعافي تقريبا".
وبجانب ضغط الروزنامة وكثرة المباريات، لفت كيرين النظر إلى مسألة مهمة تتعلق بالتغيير الذي طرأ على كرة القدم مؤخرا، والمقصود هنا هو تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR".
ويرى كيرين أن انتظار اللاعبين لحكم المباراة لمراجعة لقطات الفار، والذي غالبا ما يستمر لدقائق ويتكرر خلال المباراة، يجعل العضلات تتبرد، قبل أن تعود فجأة للركض، وهو أمر بحسبه "غير مثالي" بالمرة.
وبجانب الفار، أشار كيرين إلى تغير أساليب اللعب أيضا، إذ بات الكثير من المدربين يعتمدون على فلسفة الضغط العالي، والتي تتطلب السرعة لحظة فقدان الكرة والبطء عند امتلاكها لخلق الفرص، وهي العملية التي تخلق ضغطا إضافيا على أوتار الركبة.
وضرب كيرين أمثلة بثنائي أرسنال بوكايو ساكا وكاي هافيرتز، حيث يتسم أسلوب لعب مدربهما أرتيتا بالضغط والارتداد، وكذا تشيلسي الذي فقد 7 لاعبين، أبرزهم السنغالي نيكولاس جاكسون، وكذا توتنهام الذي يعتمد مدربه الأسترالي أنجي بوستيكوغلو على السرعة في الهجوم والارتداد.