في الشهر الماضي خرج رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" السلوفيني ألكسندر تشيفرين في حوار مطول، وكال المديح للنظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، وتفاخر بأن مستوى الرضا عن التعديلات التي أجراها اتحاده وصل إلى 99% بين مشجعي البطولة العريقة.
وكان يويفا قد أحدث ثورة هذا الموسم، بزيادة عدد الفرق المشاركة في الأبطال إلى 36 بدلا من 32، كما ألغى دور المجموعات واستبدله بنظام الدوري من 8 مباريات مع 8 خصوم مختلفين، واخترع نظام ملحق مؤهل للأندية المتوسطة في الترتيب.
لكن هذه التغييرات لم تكن الوحيدة التي أدخلها يويفا في نظام البطولة، إذ طبق منذ الموسم الماضي نظاما للسيطرة على إنفاق الأندية على تشكيلاتها، ووضع خطة متدرجة على مدى 3 مواسم لضبط ذلك.
بيد أن خطاب تشيفرين بخصوص هذه التعديلات تحول فجأة من المديح إلى القلق، إذ أطلق، أخيرا، صرخة عاجلة ضد "الأجور المتضخمة"، قبل أن يحذر الأندية من مغبة الاستمرار في فتح خزائنها للرواتب على حساب الإيرادات.
فكيف يبدو الوضع المالي لأندية أوروبا حاليا؟ وهل تمتثل لمشروع يويفا الإصلاحي؟
اعرف أكثر
في عام 2022 قام يويفا بإجازة نظام جديد من أجل ضمان تعافي ميزانية الأندية المشاركة في بطولاته، وذلك بعد الهزة القوية التي أحدثتها جائحة كورونا.
وبدأ منذ الموسم الماضي تطبيق قاعدة "تكلفة الفريق"، وهي قاعدة تضبط مصروفات الأندية بشكل تدريجي من أجل الوصول إلى استقرار مالي كامل.
وتنص القاعدة، التي حلّت محل قانون اللعب المالي النظيف، على ألا تتجاوز مصروفات النادي على أجور اللاعبين والانتقالات ورسوم الوكلاء حاجز 90% من إيراداته في موسم 2023-2024، و80% في موسم 2024-2025، و70% في موسم 2025-2026.
بمجرد إقرار القاعدة الجديدة، بدأ يويفا في فرض العقوبات لضمان الالتزام بها.
وفرض الاتحاد القاري عقوبات مالية باهظة على أربعة أندية، وهي: روما الإيطالي (2.2 مليون دولار)، وأستون فيلا الإنجليزي (66.5 ألف دولار)، وباشاك شهير التركي، ومارسيليا الفرنسي، بسبب تجاوز رواتبهم السقف المحدد للموسم الأول (90% من الإيرادات).
وبحسب تقارير، فإن أستون فيلا مهدد أيضًا هذا الموسم بعقوبة مالية كبيرة، بسبب فشله في الامتثال للقاعدة الجديدة.
ولم يكتفِ يويفا بفرض غرامة مالية على باشاك شهير التركي (111 ألف دولار)، بل هدده أيضًا بالاستبعاد لمدة عام من المشاركة في البطولات التي ينظمها.
في وقت توقع فيه يويفا بداية الامتثال للقاعدة بشكل تدريجي بعد فرضها، رسم تقرير حديث صدر عن الاتحاد القاري مؤخرا صورة قاتمة للوضع.
ووفقا للتقرير، فإن رواتب أندية النخبة الأوروبية، بلغت في موسم 2023ـ2024 نحو 18 مليار يورو، بزيادة 6.5% عن الموسم الذي سبقه.
وأشار التقرير إلى أن معدل الإنفاق على الرواتب في الفرق الكبيرة تجاوز المعدل قبل جائحة كورونا.
وحذر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين من خطورة وضع الأندية المالي.
وقال: "في وقت تدير فيه معظم الأندية مسألة زيادات أجور اللاعبين بمسؤولية، فإن التكاليف الأخرى ترتفع بسرعة، مما يضع ضغوطا أكبر على هوامش التشغيل أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تظل الأندية يقظة حيث لا يزال أمامها هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لاستعادة الربحية لمستوى ما قبل الوباء".
باريس سان جيرمان ـ 658 مليون يورو
مانشستر سيتي ـ 554 مليون يورو
ريال مدريد ـ 505 مليون يورو
برشلونة ـ 476 مليون يورو
ليفربول ـ 449 مليون يورو
بايرن ميونخ ـ 430 مليون يورو
مانشستر يونايتد ـ 429 مليون يورو
تشيلسي ـ 395 مليون يورو
أرسنال ـ 381 مليون يورو
أستون فيلا 292 مليون يورو
على الرغم من التضخم في أجور الأندية الكبيرة، فإن يويفا كشف عن تحقيقها أرباحا تشغيلية بقيمة 300 مليون يورو في الموسم الماضي.
وتوجد 8 أندية حققت أرباحا تشغيلية بقيمة 50 مليون يورو أو أكثر بقيادة مانشستر سيتي وريال مدريد وأرسنال ومانشستر يونايتد.
وبالمقابل، منيت أندية عدة بخسائر في الأرباح التشغيلية بقيمة 50 مليون يورو أو أكثر، على رأسها باريس سان جيرمان، وتشيلسي وأياكس أمستردام وأولمبيك ليون.
وطالب يويفا الأندية بالسير على نهج الأندية الإيطالية، التي خفضت ميزان رواتبها إجمالا (من 83% إلى 66%)، كما حذر بشكل خاص أندية الدوري التركي والبلجيكي، التي تجاوزت رواتبها أكثر من 88% من إيراداتها، وأيضا أندية الدوري اليوناني، التي تستهلك رواتبها 98% من إجمالي إيراداتها.
ويؤشر هذا الوضع على عقوبات كبيرة من يويفا على الأندية بنهاية الموسم الجاري.
على الرغم من تمرير يويفا لقاعدته الجديدة، وبداية تطبيق عقوباتها بشأنها، فإن الكثير من التقارير ألمحت إلى صدام مرتقب بينه وبين أندية الدوري الإنكليزي.
وفي ظل توفر اتفاقيات قوية للبث التلفزيوني ومصادر دخل ثابتة في البطولة، ترغب الأندية في الصرف على الصفقات من أجل الاستمرار في المنافسة على الألقاب، واللعب أوروبيا، وضمان البقاء في البريميرليغ على أقل تقدير، إذ لا يعني توفير 30% من إيراداتها وفق خطة يويفا شيئا، في مقابل خطر مغادرة دوري الأضواء أو التخلي عن حلم التتويج باللقب.