"عصابة رأس".. أحدث وسائل الحماية في كرة القدم
كشفت تقارير عن توصل إحدى الشركات لاختراع جديد من أجل حماية لاعبي كرة القدم من الآثار السلبية المتراكمة الناجمة عن ضربات الرأس، والتي تم الكشف في عدد من الدراسات عن تأثيراتها الضارة على المديين القريب والبعيد.
وكان الحديث عن تعرض لاعبي كرة القدم في سن متقدمة لأمراض تلف الدماغ اكتسب زخمًا خلال الفترة الأخيرة، حيث كان المهاجم الدولي الإنكليزي السابق، آلان شيرار، من أوائل من تحدثوا عنه، حيث كانت أبرز حالة وفاة في هذا الصدد لمواطنه جيف أستل، الذي نُسبت وفاته إلى تلف في الدماغ ناجم عن ضربات الرأس المستمرة.
اختراع جديد.. عصابة رأس لمستقبل كرة القدم
وفقا لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن كل تسديدة، وكل تصادم، وكل قفزة مُقسّمة قد تُخلّف أثرًا صامتًا في الدماغ، وأن كرة القدم كانت غافلة عن هذه الحقيقة، لكن شيئًا ما يتغير، وما كان خفيًا في السابق بدأ يبرز للعلن، مشيرة إلى أنه في هذه الثورة الصامتة، يظهر الجهاز الذي أطلق عليه "بروتيكثور"، وهو شريط حماية مُبتكر يُغيّر بالفعل طريقة فهمنا للعبة.
ونقلت الصحيفة تصريحات لألفارو فيدال غوميز أسيبو، أحد الشركاء في الشركة التي طورت التقنية، قال فيها: "مع هذا الشريط يُمكنك اللعب بهدوء أكبر.. لن تضطر للتفكير في الضربات.. إنه لا يُزعجك، ولا يُحرّكك، ويمنحك شعورًا هائلًا بالأمان"، مُقرًا بأن هناك "أندية من الدرجة الأولى تسأل عن الشريط".
أثبت هذا المنتج، المُصمم بالتعاون مع جامعة سرقسطة ومختبر التأثير، بدعم من مركز تكنولوجيا CETEM، قدرته على تقليل صدمات الرأس بنسبة تصل إلى 93%، وفقا للصحيفة.
وأضافت أن هذا الأمر ليس خيالًا علميًا، بل هو حقيقة، مستوحاة من دراسات تربط الصدمات المتكررة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون والتصلب الجانبي الضموري، والهدف واضح: حماية دون تأثير على الأداء.
وواصل فيدال: "نجحنا في تقليل الصدمة على الدماغ عند التسديد، وثانيًا لا يفقد الجهاز الكرة قوتها عند الخروج من الرأس.. وبفضل هذا المنتج، وهو شريط لاصق بسيط للغاية، يُشبه الشريط الذي يستخدمه لاعبون مثل سيرجيو راموس ولوكا مودريتش لتثبيت شعرهم، نجحنا في تقليل الضرر الذي يُسببه للدماغ بنسبة 93%".
ويوضح فيدال غوميز أسيبو، حقيقةً لافتة أخرى، موضحا: "الركلة الركنية تُشبه حادث دراجة نارية بسرعة 60 كم/ ساعة، إنه أمر مُرعب.. لطالما رأينا عواقبها على الرأس. رأينا إصابات نجوم مثل رافائيل فاران، الذي اعترف بتدهور في أدائه الرياضي بسبب الاصطدام المتكرر للكرة برأسه"، يقول ألفارو.
انتشار سريع.. وشروط التعميم
"ماركا" أوضحت أن الشركة المصنعة لعصابة الرأس سالفة الذكر هي شركة حديثة العهد، إذ لم يتجاوز عمرها عامًا واحدًا، لكن أندية إسبانية مثل مالقة وقادش وديبورتيفو لاكورونيا تستفسر بالفعل عن "اختراعها" وتعمل معها. بينما من جانبه، كان أتلتيكو مدريد أول من خطى خطوة احترافية نحو هذا الاختراع، حيث ظهر ضمن الفريق الأول للسيدات.
وأوضح ألفارو أن: "هذه التقنية لمن يُقدّرون صحتهم بقدر شغفهم بكرة القدم"، مؤكد أن المسألة "لم تعد مجرد نظرية"، وأن هذا المنتج بات يستخدم في الدوريات الاحترافية، مثل دوري السيدات المذكور آنفًا، وفي بطولات شعبية مثل كأس مادكاب، إحدى أعرق بطولات كرة القدم للشباب، والتي تُعدّ صحيفة ماركا الوسيلة الإعلامية الرسمية لها.
وأشار إلى أن الاختراع وصل إلى عالم كرة القدم النسائية من خلال لاعبات مثل حارسة مرمى أتلتيكو مدريد الإسباني، باولا لاركيه، التي تستخدمه بانتظام.
وبشأن إمكانية التوسع في الأمر بلا قيود أوضح فيدال: "يشترط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن تكون عصابة الرأس سوداء اللون ومتماشية مع المظهر الاحترافي للاعبات.. يمكنهم فقط إضافة شعار، لا شيء آخر"، مشيرا إلى أنه مع ذلك، يرتدي اللاعبون العصابة بفخر، مدركين أنهم لا يحمون رؤوسهم فحسب: إنهم يحمون مستقبلهم.