كيف يُمهد تتويج ليفربول لحقبة جديدة؟

قال أرني سلوت في فبراير الماضي "ما أعرفه أنه لم يتوقع أحد أن ننافس على اللقب عندما بدأنا الموسم".

ولم يفز أي فريق فرصه ضعيفة بالدوري الإنكليزي الممتاز منذ موسم المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي الأول مع فريق تشيلسي.

ولا يقارن تتويج ليفربول بالمفاجأة التاريخية التي حققها ليستر سيتي في 2016، ولكن تراجع حظوظه في مكاتب المراهنات مطلع الموسم الحالي، ورحيل مدربه الأسطوري يورغن كلوب في الموسم الماضي، كانا مؤشران على أن هذا العام لن يكون موسم ليفربول.

وقال سلوت مؤخرا "الهدف الرئيسي الذي تم إبلاغي به هو الاهتمام باللاعبين، استعدادا للبدء في مشروع جديد في العامين الثاني والثالث".

ولكن المدرب الهولندي قاد ليفربول لتحقيق اللقب للمرة 20 في تاريخه ليعادل الرقم القياسي المُسجل باسم مانشستر يونايتد، وأطلق أيضا حقبة جديدة في الدوري الممتاز، حيث يبدو السباق على الألقاب المستقبلية مفتوحا على مصراعيه لأول مرة منذ فترة طويلة.

وتوقفت هيمنة مانشستر سيتي على المواسم السبعة السابقة تحت قيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا، وبعكس نجاح ليفربول في الفوز باللقب عام 2020 لا يبدو أن "السماوي" سيعود سريعا للقمة في الموسم المقبل بسبب الرغبة في بدء إعادة هيكلة الفريق.

استغل ليفربول سقوط مانشستر سيتي المفاجئ وغير المتوقع بطريقة لم يستطع أي من منافسيه القيام بها، وبدا أرسنال الوصيف في الموسمين الماضيين، الأوفر حظا لانتزاع اللقب من حامله في آخر 4 مواسم، لكن الفريق اللندني في طريقه لاحتلال الوصافة للموسم الثالث على التوالي بسبب كثرة الإصابات وتذبذب الأداء مع المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا.

وفوق كل ذلك، ورث سلوت فريقا أعاد كلوب بناءه وصقله ليصبح منافسا قويا على اللقب بقيادة المصري محمد صلاح الذي يتحدى التقدم في السن ويقترب من الـ33 عاما، بينما كان لاعبون مثل أليكسيس ماك أليستر وريان جرافنبرخ نبض خط الوسط.

ومن على الخط، كان سلوت داعما قويا بأسلوبه وصبره، واستفاد من تعثر مانشستر سيتي وأرسنال.

ورغم تفوق ليفربول بفارق 15 نقطة في الصدارة، لكن لا يبدو واضحا أن هذا الموسم سيكون بداية لفترة هيمنة فريق سلوت.

انضم سلوت إلى مجموعة من المدربين بفوزه باللقب في موسمه الأول بالدوري الممتاز، إذ لحق بكل من البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو أنشيلوتي والتشيلي مانويل بيليجريني وأنطونيو كونتي، ولم ينجح من هذه الأسماء في الدفاع عن اللقب سوى الأول فقط "سبيشال وان".

ومنذ عام 2009، لم ينجح سوى مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا بطل الدوري في 6 من أصل 7 مواسم بين عامي 2018 و2024 في الاحتفاظ باللقب لموسم ثان على التوالي، وهو تحد جديد ينتظر كتيبة سلوت في النسخة المقبلة من البطولة.

وقد ينجح غوارديولا في بناء فريق رائع آخر، لكن أمامه مهمة صعبة لتعويض عدد كبير من النجوم الحاليين مثل البلجيكي كيفن دي بروين والإنكليزي كايل ووكر والبرتغالي برناردو سيلفا والألماني إلكاي غوندوغان.

ويبقى التساؤل أيضا حول ما إذا كان الإسباني رودري سيعود لنفس مستواه بعد تعافيه من إصابته في الرباط الصليبي أم لا.

ورغم خطورة النرويجي إيرلينغ هالاند، إلا أن أسلوب لعب مانشستر سيتي الهجومي أصبح متوقعا مع وجود ماكينة الأهداف النرويجية في مركز الهجوم.

من المتوقع أن ينفق ليفربول مبالغ طائلة خلال فترة الانتقالات الصيفية، بعدما اكتفى بصفقة وحيدة بالتعاقد مع فيدريكو كييزا منذ تولي سلوت المسؤولية.

وأنهى صلاح والهولندي فيرجيل فان دايك الشكوك المثارة حول مستقبلهما بتمديد عقديهما، ولكن مع بداية الموسم المقبل سيبلغان 33 و34 عاما على التوالي، مما يطرح التساؤلات بشأن قدرة الثنائي على الاحتفاظ بنفس المستوى الحالي.

وتمتد التساؤلات حول ما إذا كان ليفربول سيجد هدافا آخر يُخفف العبء عن صلاح على غرار زميله السابق في الهجوم السنغالي ساديو ماني أم لا، وما حجم الفراغ الذي سيتركه رحيل الظهير الأيمن الإنكليزي ترينت ألكسندر-أرنولد الذي ارتبط اسمه كثيرا بالانتقال إلى ريال مدريد؟

وماذا سيقدم أرسنال الذي يحتفظ بالوصافة لموسمين متتاليين وتأهل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما اكتسح حامل اللقب ريال مدريد الإسباني؟.

وشكّل مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا فريقا ينافس على اللقب منذ 3 سنوات متتالية، ويبدو أنه ينقصه هداف مميز للتتويج بلقب الدوري الإنكليزي.

كما يبني نيوكاسل وأستون فيلا تشكيلتين قويتين، والخطوة التالية هي السعي بجدية نحو اللقب، بينما تحسن أداء تشيلسي.

ومع اعتلاء ليفربول قائمة الأكثر تتويجا متساويا مع مانشستر يونايتد، يبدو مستقبل المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي مفتوحا على مصراعيه.