كريستيانو جونيور.. رونالدو يستنسخ قصته الأسطورية بجينات أصلية

تحدث رونالدو عن ابنه في مناسبات متعددة من قبل، مؤكدا أنه يقوم بتربيته بطريقة خاصة، تضمن له أن ينشأ في ظروف أفضل كثيرا من الظروف الصعبة التي عانى منها والده في بداياته، ويقوم بإبعاده عن كل شيء قد يتسبب في ضرر له.

وكان رونالدو عانى في بداياته من ظروف أسرية صعبة، بسبب انفصال والديه وهو صغير، واضطرار والدته للعمل من أجل توفير ما يحتاجه لتحقيق حلمه، مما دفعه هو شخصيا إلى العمل بكل جهد وإخلاص من أجل إثبات ذاته وتعويض والدته، حتى وصل إلى ما أصبح عليه.

وتحدث قائد البرتغال عن نجله من قبل، مؤكدا أنه كان يرفض شراء هاتف "آي فون" له ويمنعه من امتلاك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يصبحا مدمنا لتلك الأمور وتتسبب في أضرار نفسية له.

وقال قائد النصر السعودي الحالي في تصريحات تلفزيونية في هذا الصدد: "في عام 2020 اكتشفت أن ابني لديه حساب سري على إنستغرام، وفي يوم واحد وصل عدد متابعيه إلى مليون شخص، فجعلته يحذفه في الحال، لأنني أريده أن يعرف القيمة الحقيقية للعمل الجاد".

وأضاف أنه لم يجبره على سلك مجال كرة القدم وترك له حرية الاختيار، وأنه عندما بدأ مشوار اللعبة وقرر السير على خطى والده بدأ رونالدو يمنحه نصائحه، ويطلب منه التدرب بشكل جيد، ويشرف بنفسه على ذلك، ويمنعه من الإكثار من تناول المشروبات الغازية والأطعمة الضارة من أجل الحفاظ على صحته، ويضع له نظاما غذائيا صحيا.

ويحرص رونالدو على توجيه النصائح لابنه من وقت لآخر من أجل شق طريقه في الحياة بنجاح، حيث ظهر في بعض مقاطع الفيديو وهو يطلب منه الحرص على الاستيقاظ مبكرا، ويشرح له فوائده، ويطلب منه تناول الطعام الصحي، ويشرف على قيامه بتنفيذ تدريبات شاقة للغاية من أجل تحسين مستواه وتطوير لياقته ومهاراته.

بدأ رونالدو السير على خطى والده منذ كان في ريال مدريد الإسباني، حيث لعب لأكاديمية الناشئين بالنادي الملكي حتى رحيل والده في 2018، لينتقل معه إلى أكاديمية يوفنتوس الإيطالي ويستمر فيها حتى 2021، عندما بدأ تجربة جديدة في ناشئي مانشستر يونايتد مع عودة والده القصيرة للنادي الإنكليزي.

وعقب فسخ عقده مع الشياطين في نهاية 2022، وانتقاله بعدها إلى النصر في شتاء 2023، انتقل جونيور مع والده إلى المملكة بعد عودة قصيرة لأكاديمية ريال مدريد، حيث لعب بعدها أولا في أكاديمية مهد السعودية المعنية باكتشاف المواهب وتطويرها، قبل أن تتاح له فرصة اللعب في صفوف ناشئي "العالمي" تحت 13 عاما في أوخر عام 2023.

وأسهم جونيور في موسمه الأول في تتويج ناشئي النصر بلقب الدوري السعودي تحت 13 عاما، كما لعب أيضا عدة مباريات مع فريق تحت 15 عاما بسبب مستواه المميز.

ومؤخرا، بدأ "الدون" الصغير مشواره الدولي مع منتخب البرتغال بالالتحاق بفريق تحت 15 عاما، والذي قاده لتحقيق لقب بطولة فلاتكو ماركوفيتش الودية في كرواتيا، بعدما سجل هدفين في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض لقود فريقه للفوز 3-2.

تلك المباراة تحديدا جعلت الكثير من متابعي جونيور يبدأون في الإيمان بأن هناك أسطورة جديدة قادمة على الطريق، لا سيما بعدما بدا أن صاحب الـ14 عاما يتقفى أثر والده في كل شيء، بداية من تسريحة شعره وارتداء رقم قميصه ذاته، وتنفيذ احتفاله عقب تسجيل الأهداف، بل وتقديم لمحات من أدائه في الملعب، ليرد على الانتقادات التي وجهت له بعد أول مباراة دولية.

ولم يبزغ نجم رونالدو الصغير في أول ظهور له مع منتخب البرتغال خلال مواجهة أمام اليابان في الدورة ذاتها، انتهت بالتعادل 1-1، ليبدأ البعض في توجيه انتقادات حادة له، واتهامه بأنه بدأ مشواره الدولي بالواسطة بسبب والده، ليأتي الرد سريعا في المباراة التالية.

كان كريستيانو رونالدو قيم نجله جونيور مؤخرا كلاعب كرة، حيث أكد أنه في الوقت الحالي ليس لديه ما يلزم للوصول إلى القمة، لكنه تنبأ بأنه سيكون لاعبا رائعا.

وقال رونالدو في هذا الصدد: أقول له دائما إن الأمر يتطلب الكثير من التفاني.. والكثير من العمل الشاق والكبير.. أطلب منه بعد المباريات أن يغوص في المياه الباردة حتى يتعافى، لكنه يقول لي إنه بارد جدا ويرفض.. في بعض الأحيان يأكل البطاطس المقلية ويتناول المشروبات الغازية، وهو يعلم أنني أغضب من ذلك".

وأضاف: "هو يملك القوة، ولديه إمكانيات رائعة.. إنه سريع ويراوغ جيدا، لكن هذا ليس كافيا.. الأمر يعتمد عليه ويجب أن يكون نابعا منه.. أنا أريده أن يفكر بأن عليه أن يصبح الأفضل دائما وأن يبذل كل جهد من أجل تحقيق ذلك".

وعقب بزوغ نجمه الدولي مؤخرا، وجه رونالدو رسائل تشجيع حماسية لابنه، مطالبا إياه بالسير إلى الامام ومواصلة التألق وتقديم المزيد خلال الفترة المقبلة، لإثبات ذاته وكتابة تاريخه الخاص في كرة القدم.

المستوى الذي قدمه جونيور في ظهوره الدولي الأول أشعل حفيظة أكبر أندية أوروبا بإمكانية استنساخ أسطورة رونالدو من جديد، لتبدأ في مطاردة النسخة الأصلية المستنسخة من قائد البرتغال التاريخي.

وكشفت تقارير أن أكثر من 10 أندية كبرى، على رأسها ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس، أندية رونالدو السابقة، تابعت جونيور وبدأت في دراسة التعاقد معه خلال الفترة المقبلة من أجل بدء مسيرته على الصعيد الاحترافي، ومحاولة تكرار أسطورة والده مبكرا.

ووفقا لصحيفة "الصن" البريطانية، تضم قائمة الأندية التي تطارد نجل رونالدو أيضا توتنهام الإنكليزي، وبايرن ميونخ وبروسيا دورتموند الألمانيين، إلى جانب مواطنيهما لايبزيغ وهوفنهايم، وكل من وميلان وإنتر ميلان وأتالانتا من إيطاليا، وريد بول سالزبورغ النمساوي.

رغم أن مستقبله خلال الفترة المقبلة لا يزال غامضا، في ظل قرب انتهاء عقده مع النصر، وعدم ميله إلى تجديده بسبب ابتعاد النادي عن البطولات، فإن الأسطورة لا يزال لديه حلم واحد يرغب في تحقيقه قبل الاعتزال بجانب اللعب في كأس العالم 2026، وهو اللعب بجوار نجله.

وقال رونالدو عن ذلك مؤخرا في تصريحات لشبكة "تيليفوت" الفرنسية: "أريد الاستمرار في اللعب عاما أو عامين آخرين.. حلمي هو أن أتمكن من اللعب مع ابني كريستيانو جونيور.. أريد أن ألعب في كأس العالم 2026.. الدافع هو شغفي، وهو ما يجعلني أرغب في الاستمرار في اللعب".