1.4 مليار بلا فريق.. هل تحل الـRobots أزمة الصين الكروية؟
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، زيارة إلى شركة تُصنّع روبوتات بشرية، مع وجود خطط قوية لتنمية وتطوير رياضة كرة القدم في البلاد خلال السنوات المقبلة، وإعادة منتخب الصين للرجال إلى الطريق الصحيح.
ونقل موقع شركة Zhiyuan Robotics عن شي جين بينغ قوله "هل يمكننا أن نجعل الروبوتات تنضم إلى فريق كرة القدم الوطني؟" لكن ربما فات الأوان، خاصة وأن المنتخب الصيني سيودّع تصفيات كأس العالم 2026 حال الخسارة أو التعادل أمام إندونيسيا يوم الخميس.
ويبلغ عدد سكان الصين 1.4 مليار نسمة، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد فازت بـ40 ميدالية ذهبية أولمبية العام الماضي في باريس، لتعادل الولايات المتحدة، لكنها رغم كل هذه الإمكانيات تفشل كل مرة بشكل ذريع على مستوى كرة القدم.
سر انهيار كرة القدم في الصين
تُؤثر الحكومة على كل جانب من جوانب الحياة في الصين، وقد ساعد هذا التحكم من أعلى إلى أسفل البلاد على أن تصبح أكبر مُصنّع لكل شيء، من الإلكترونيات إلى الأحذية وصولا إلى الفولاذ، لكن محاولات إصلاح كرة القدم باءت كلها بالفشل.
ويقول الصحافي والمعلق الصيني تشانغ فينغ عبر وكالة أسوشيتد برس "إن ما تعكسه كرة القدم هو المشاكل الاجتماعية والسياسية في الصين، إنه ليس مجتمعا حرا، لا يتمتع بالثقة الجماعية التي تسمح للاعبين بتمرير الكرة لبعضهم البعض دون قلق".
ويشير تشانغ إلى أن "السياسة أعاقت نمو كرة القدم"، ويزداد الضغط عليها لأن الرئيس الصيني مشجع كبير ووعد بإحياء اللعبة في بلاده، مضيفا "كرة القدم لغة عالمية لها قواعدها الخاصة، ونحن لا نتحدثها".
ويضيف تشانغ "في الصين، كلما زاد التركيز الذي يضعه الرئيس على كرة القدم، كلما أصبح المجتمع أكثر توترا، واكتسب البيروقراطيون المزيد من القوة، وأصبحوا أكثر فسادا من ذي قبل".
بعد فوز الصين على تايلاند بنتيجة 2-1 خلال عام 2023، مازح شي رئيس الوزراء التايلاندي آنذاك سريتا ثافيسين، وقال: "أشعر أن الحظ كان له دور كبير في ذلك".
لكن الإجماع واضح، والكل يتفق على أن الصين تعاني من نقص حاد في اللاعبين ذوي الكفاءة على مستوى القاعدة الشعبية، بجانب تدخلات سياسية كبيرة من الحزب الشيوعي، وفساد مُفرط في اللعبة المحلية.
ويشير وانغ شياولي، وهو معلق صيني بارز آخر، إلى أن كرة القدم تتعارض مع نظام الحكم من أعلى إلى أسفل في الصين والتركيز على التلقين، وكتب في مدونة العام الماضي "ما الذي نُجيده أكثر؟ إنه التعصب. لكن لا يُمكن لكرة القدم أن تكون مُتشددة. ما الذي نُسيء إليه أكثر؟ إلهام الإبداع وتنمية الشغف".
كان الفصل الأخير في تاريخ كرة القدم الصينية للرجال هو الخسارة 7-0 العام الماضي أمام اليابان.
ويقول كاميرون ويلسون، وهو اسكتلندي عمل في الصين لمدة 20 عاما وكتب على نطاق واسع عن اللعبة هناك "إن حقيقة أن هذه الهزيمة يمكن أن تحدث دون أن يتفاجأ الناس بها، على الرغم من العداوة التاريخية (مع اليابان)، توضح المشاكل التي تواجه كرة القدم في الصين".
وتأهلت الصين لكأس العالم للرجال مرة واحدة فقط. كان ذلك في عام 2002، حيث لم تُسجل أي هدف وخسرت جميع مبارياتها الـ3، ويُصنّفها الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA في المركز 94، خلف سوريا وقبل بنين التي احتلت المركز 95.
وبحسب موقع Soccerway المختص في كرة القدم العالمية، لا يظهر أي لاعب صيني في أي دوري أوروبي كبير، وأفضل لاعب في فريقها الوطني هو المهاجم وو لي، الذي لعب 3 مواسم في الدوري الإسباني مع إسبانيول، علما بأن مالك الأغلبية في النادي؛ من الصين.
وستضم بطولة كأس العالم المقبلة 48 منتخبا وطنيا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بـ32 فريقا في عام 2022، ومع ذلك فإن الصين قد لا تتمكن من التأهل على الأرجح.