كرة قدم

كأس العالم للأندية تحت تهديد "السياسة والاقتصاد"

نشر
blinx
تستعدّ الولايات المتحدة الأميركية لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم 2025، وسط مخاوف بشأن أمور مثل السفر الدولي وسلامة المشجعين، وحتى عدم اليقين الاقتصادي، بدرجة تهدد حالة الشغف والترقب لضربة البداية.
وتُقام البطولة في 11 مدينة أميركية مختلفة، ويبلغ مجموع جوائزها مليار دولار أميركي، بحسب إعلان رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، خلال وقت سابق.
وتعتبر بطولة كأس العالم للأندية بمثابة بروفة للحدث الكبير والمرتقب، كأس العالم 2026، التي تُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال التوقيت ذاته من العام المقبل.
لكن يبدو أن كأس العالم للأندية لا تحظى باهتمام كبير، محليا ودوليا، رغم مشاركة كل الفرق الكبرى خاصة الأوروبية بأبرز نجومها الأساسيين، ورغم ذلك فإن مبيعات التذاكر لم تشهد إقبالا كبيرا.

سياسات ترامب تهدد كأس العالم للأندية

تُقام البطولة وسط تقارير عن احتجاز سياح أجانب وتأخير في معالجة تأشيراتهم من أجل العودة إلى بلادهم مرة أخرى، بدرجة تثير مخاوف الجماهير بشأن السفر ودعم فرقها المفضلة في البطولة.
علاوة على ذلك، فإن أنشطة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية وحظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا تُطمئن المشجعين الدوليين أيضا، بحسب ما ذكرته وكالة أسوشييتد برس.
وأوضحت الوكالة: "يبدو أن سياسات ترامب قد أثرت بالفعل على المسافرين، فقد أصدر المكتب الوطني للسفر والسياحة بيانات تُظهر انخفاض عدد زوار الولايات المتحدة من دول أجنبية بنسبة 9.7% في مارس الماضي، مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي".
كما توقعت شركة "اقتصاديات السياحة" المتخصصة في توقعات السفر انخفاض عدد الوافدين الدوليين بنسبة 9.4% هذا العام بشكل إجمالي.
وحثت جمعية السفر الأميركية، وهي منظمة غير ربحية تمثل صناعة السفر، إدارة ترامب على تحسين بعض الأمور مثل معالجة التأشيرات وأوقات الانتظار الجمركية قبل سلسلة من الأحداث الرياضية الكبرى على الأراضي الأميركية.
وستكون البداية بكأس العالم للأندية التي تبدأ في 15 يونيو، وكأس رايدر في وقت لاحق من هذا العام، وكأس العالم في الصيف المقبل، بخلاف أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
وفي هذا الصدد، صرّح رئيس الجمعية جيف فريمان، بأنّ انتظار موعد مقابلة التأشيرة في كولومبيا قد يستغرق أكثر من 18 شهرا مثلا، مما يجعل كأس العالم 2026 بعيدة عن متناول بعض المسافرين.
وأضاف أنّ "المنظمة تعمل بالفعل مع فريق عمل البيت الأبيض المعني بكأس العالم لمعالجة هذه المشكلات".

مخاوف كبيرة بين الجماهير

هناك دلائل على أن سياسات الهجرة الحالية تؤثر بالفعل على مشجعي كرة القدم، وتثير المخاوف بشأن سلامتهم، حيث امتنعت مجموعة مشجعين في أميركا اللاتينية، في ناشفيل، عن حضور مباراة في الدوري الأميركي لكرة القدم مؤخرا بسبب نشاط إدارة الهجرة والجمارك بالمدينة.
ومن المقرر أن يستضيف ملعب جيوديس بارك في المدينة نفسها 3 مباريات في كأس العالم للأندية.
وقال داني نافارو، الذي يقدم نصائح سفر لمتابعيه على منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم Travel Futbol Fan، إن "دعاية فريق عمل كأس العالم لم تُبدد مخاوف السفر، خاصةً عندما قال نائب الرئيس جيه دي فانس: نريدهم أن يأتوا. نريدهم أن يشاهدوا المباراة".
وتشير بعض التقارير إلى مخاوف لدى مسؤولين في أميركا، من وجود المشجعين في البلاد بحجة حضور كأس العالم للأندية، ثمّ استخدام هذا المبرر للإقامة الدائمة هناك.

أزمة كبيرة في التذاكر

أشارت تقارير أميركية وأوروبية، على حدّ سواء، إلى أن الاتحاد الدولي للعبة يواجه أزمة كبيرة بسبب "الإقبال الضعيف" على شراء تذاكر المباريات في الفترة الأخيرة، قبل أن يخصص FIFA فكرة تحفز المشجعين بدرجة أكبر.
وأنشأ الفيفا برنامجا تحفيزيا ينصّ على أن المشجعين الذين يشترون تذكرتين أو أكثر لكأس العالم للأندية "قد يضمنون" الحق في شراء تذكرة واحدة لمونديال المنتخبات الوطنية.
علاوة على ذلك، هناك حالة من عدم اليقين "الاقتصادي" ومخاوف من تضخم الأسعار عالميا خلال الفترة المقبلة، بدرجة ربما تجعل المشجعين يترددون في إنفاق أموالهم على مباريات كأس العالم للأندية.
وفي بعض المدن الأميركية المضيفة، لا توجد أي مؤشرات تُذكر على إقامة كأس العالم للأندية، مثل محطة قطار خفيف في سياتل كانت تحمل لافتة إعلانية وحيدة للحدث، رغم أن فريقها المحلي سياتل ساوندرز ضمن المشاركين في البطولة.
وأشار المدير التنفيذي لرابطة ولاية تينيسي لكرة القدم، هانز هوبسون، إلى أن جزءًا من المشكلة هو أنه على عكس الفرق الوطنية التي تلعب في كأس العالم، فإن بعض الأندية التي تلعب في ناشفيل غير معروفة بالنسبة للجماهير الأميركية.
وأوضح: "لا يشاهدون الدوريات المحلية، لو كان الدوري الإنكليزي الممتاز أو الدوري الألماني أو ما شابه، لقالوا: نعم، نعرف لاعبين هناك. هيا بنا نشاهدها'".
وتشير بعض التقارير إلى أن FIFA لم يبع أكثر من 20 ألف تذكر من إجمالي نحو 63 ألفا لمباراة الافتتاح المرتقبة بين الأهلي المصري وإنتر ميامي الأميركي، رغم وجود الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي بين صفوف الأخير.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة