"دكتور غوارديولا" يتألم لأجل غزة
أعرب مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي، بيب غوارديولا، عن حزنه الشديد لما يتعرض له أهل غزة خاصة من الأطفال الصغار، بسبب القصف اليومي الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 20 شهرا.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المدرب الإسباني في جامعة مانشستر، عقب منحه الدكتوراه الفخرية منها، قرر من خلالها توجيه رسالة إنسانية عن معاناة الفلسطينيين، مؤكداً أن ما يحدث أمر لا يمكن السكوت عنه، خاصة عندما يتعلق الأمر بقتل أطفال صغار.
قال غوارديولا في كلمته: "يؤلمني كثيراً ما يحدث في غزة.. هذا ليس موضوعا أيديولوجيا، وليس صراعا بين من هو على صواب ومن هو على خطأ.. نحن نرى أطفالاً في سن الرابعة والخامسة يموتون تحت القصف أو في مستشفيات لم تصبح مستشفيات".
وأضاف: "الأمر يتعلق فقط بحب الحياة ورعاية جارك.. قد يقول البعض إن الأمر لا يخصنا، لكنه سيصل إلينا يوماً ما.. الأطفال القادمون الذين سيتعرضون للقتل قد يكونون أطفالنا".
واصل مدرب مانشستر سيتي رسالته الإنسانية بالقول: "أنا أشعر بالخوف الشديد عندما أرى أطفالي كلما استيقظت في الصباح منذ أن بدأ كابوس أطفال غزة.. ربما تبدو هذه الصورة بعيدة كل البعد عن المكان الذي نعيش فيه الآن، وقد تسألون ماذا يمكننا أن نفعل".
وأكمل غوارديولا: "هناك قصة تُذكرني بما يحدث.. كانت الغابة تحترق، وجميع الحيوانات مرعوبة وعاجزة، لكن طائرا صغيرا كان يطير ذهابًا وإيابًا بشكل مستمر إلى البحر، حاملًا قطرات ماء في منقاره الصغير".
وأضاف: "كان الثعبان يضحك ويسأل الطائر: لماذا تفعل ذلك؟ لن تستطيع إطفاء النار أبدًا، فيجيب الطائر: نعم، أعرف ذلك.. وهنا يعود الثعبان للسؤال: إذن، لماذا تفعل ذلك مرارًا وتكرارًا؟ فيرد الطائر: أنا فقط أقوم بدوري".
واختتم: "الطائر يعلم أنه لا يُطفئ النار، لكنه يرفض ألا يفعل شيئًا، في عالم يخبرنا كثيرًا بأننا أصغر من أن نحدث فرقًا.. تُذكرني هذه القصة بأن قوة المرء لا تكمن في حجمه، بل في قدرته على الاختيار، في التحدث علنًا، في رفض الصمت، خاصة في وقت الحاجة".
وقوبلت كلمات غوارديولا بتصفيق حار من الحضور الذين تأثروا بكلماته الصادقة والمعبرة، التي سلطت الضوء على مأساة إنسانية متواصلة لا تلقى الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي.