عواصف أميركا.. "فواصل هوليوودية" لمونديال الأندية
لم يكن يتوقع عشاق كرة القدم حول العالم التركيز في متابعة أحوال الطقس، وتوقعات العواصف والرياح في الولايات المتحدة، بالقدر ذاته الذي يركزون فيه في متابعة أخبار أنديتهم المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025 المقامة على الأراضي الأميركية، لكن هذا ما حدث.
مونديال الأندية، الذي تستضيفه أميركا بين 14 يونيو الحالي و13 يوليو المُقبل، شهد ظواهر طبيعية تمثل خطرا على حياة الجماهير واللاعبين، الأمر الذي أدى إلى إيقاف عدة مباريات لوقت طويل تخطى الساعة في بعض الأحيان.
تضع أفلام الإثارة الأميركية مقدمات قبل الأحداث الكبرى، وهو ذاته ما يفعله مونديال الأندية في ولايات أميركا المختلفة، إذ بات مظهر السماء أو المشاهد السينمائية للمدن من أعلى لكشف طبيعة الطقس حول الملاعب، أمرا مألوفا.
الجمهور أمام الشاشات حول العالم بات ينتظر فواصل هوليوودية أثناء المباريات، عندما تتحول الكاميرا إلى السماء وخارج الملعب، وتتجول في ممرات الخروج، وترصد المشجعين وهم يهرعون إلى ملاجئ الأمان المغطاة في الملعب، للاحتماء من عاصفة محتملة.
شهدت مباراة الجولة الأولى بالمجموعة الثامنة بين باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورغ النمساوي صدمة جماهيرية، إذ تم إبلاغ مدربي الفريقين بضرورة الإخلاء الفوري للملعب، وأرسلت رسائل تحذيرية للمشجعين على هواتفهم في الوقت ذاته، مع رسائل أخرى على شاشات الملعب.
ونجح الجمهور في إخلاء الملعب في غضون دقائق، ودخل الفريقان إلى غرف الملابس، لتهطل الأمطار بغزارة، قبل أن تهدأ العاصفة، ويستأنف اللعب في مباراة شهدت فوز باتشوكا 2-1، بعد أن كان متأخرا بهدف قبل مرور "العاصفة المكسيكية".
وفي ملعب ميت لايف، كان الأهلي المصري خاسرا بثنائية مباغتة في الشوط الثاني أمام بالميراس البرازيلي، وفي حالة انهيار بدني بالغ، وسط تكهنات باستقبال المزيد من الأهداف، قبل أن تأتي عاصفة أخرى.
العاصفة الوشيكة هددت منطقة ملعب المباراة، ليتم إخلاء المدرجات والملعب في دقائق معدودة، وسط حالة من التساؤلات حول مصير اللقاء، وإمكانية استئنافه في اليوم ذاته.
وعادت مباراة الأهلي وبالميراس بعد توقف لنحو 45 دقيقة كاملة، بعدما استقرت الأحوال الجوية، واكتفى الجمهور بمشاهد السماء ومحيط الملعب، ودخول وخروج الجماهير عبر الممرات الآمنة للمدرجات، لكن الفريق المصري لم يعد وظل خاسرا بالنتيجة ذاتها حتى النهاية.
وفي المجموعة السادسة، تأخرت ضربة البداية في لقاء فريقي صن داونز الجنوب أفريقي وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي، لمدة 65 دقيقة كاملة بسبب تهديد الصواعق لملعب المباراة.
تأجيل المباراة جعل اللقاء هو الأقل حضورا جماهيريا في البطولة بعدما غادرت النسبة الأكبر من المشجعين خوفا على حياتهم، وحرصا على سلامتهم، ليظل ما يزيد فقط على 3 آلاف مشجع في الملعب، شهدوا فوز صن داونز بهدف نظيف.
شهدت مباريات الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة رقما قياسيا في أطول فترات التوقف بسبب العواصف الرعدية والتهديدات الجوية للمباريات، إذ تعطلت مباراة بنفيكا البرتغالي وأوكلاند النيوزيلندي لأكثر من ساعتين.
المباراة التي بدأت وانتهت فيما يزيد على 4 ساعات، عادت لتشهد فوزا تاريخيا جديدا للفريق البرتغالي بنتيجة 6-0 على الفريق ذاته الذي خسر المباراة الأولى ضد بايرن ميونيخ بنتيجة 0-10، ليظل أوكلاند صاحب أسوأ سجل في البطولة حتى الآن.