ديوغو جوتا.. جندي مجهول أفلت من شبح الاعتزال المبكر

ودّع جمهور ليفربول بطل إنكلترا، نجم الفريق البرتغالي ديوغو جوتا الذي فارق الحياة صباح يوم الخميس إثر حادث سير في مدينة زامورا شمال غرب إسبانيا وهو بعمر 28 عاما.

وكان ديوغو جوتا، هدافا بالفطرة ولعب دورا محوريا في نجاحات ليفربول خلال السنوات الأخيرة وكذلك في انتصارات منتخب البرتغال وتتويجه مؤخرا بلقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه.

تدرّج ديوغو جوتا بين صفوف فريق جوندومار، في منطقة بورتو البرتغالية، وانتقل بعده إلى باكوس دي فيريرا عندما كان في الـ16 من عمره، والمثير أن مسيرته المهنية كانت على وشك الانتهاء مبكرا بعد عام واحد فقط.

وقتها تم اكتشاف مشكلة في قلب ديوغو جوتا أثناء الاختبارات الطبية التي أُجريت قبل بداية الموسم، لكنه ظلّ هادئا.

وقال خلال تصريحات إعلامية في عام 2021 "كنت أعلم أن هذا قد يعني اعتزال كرة القدم، لكنني لم أصدق ولو للحظة أن هذا سيحدث"، والمثير أنه غاب عن فترة ما قبل الموسم بأكملها وبداية موسم 2014-2015 قبل أن يُسمح له بالعودة.

كان دافعه واضحا من حقيقة أنه اقترب من منسق فريق الشباب في باكوس دي فيريرا، جيلبرتو أندرادي، وطلب المساعدة في تعلم لغة أجنبية ليشق طريقه باقتدار بين أندية الدوريات الأوروبية الكبرى.

وعندما كان في الـ17 من عمره، أخبر جوتا أندرادي أنه يأمل في خوض تجربة احتراف خارجية وانتقل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني في 2016 وبعدها خاض فترة إعارة مع بورتو، حيث كان شقيقه أندريه سيلفا، الذي توفي أيضا في الحادث، لاعبا شابا هناك وقتها.

وبعدها برز جوتا في إنكلترا عندما انضم إلى ولفرهامبتون، في البداية على سبيل الإعارة، من أتلتيكو في يوليو 2017، حتى تحوّل عقده إلى بيع نهائي بسبب مستواه المتميز، وسجل 44 هدفا في 131 مباراة في مولينيو قبل الانتقال إلى ليفربول.

كان من المفهوم أن يحظى محمد صلاح بالنصيب الأكبر بين عناوين الصحف ووسائل الإعلام بين كافة لاعبي ليفربول، لكن أهداف جوتا كانت غالبا حاسمة وكان مهاجما ما تخشاه الدفاعات بسبب براعته في إنهاء الهجمات أمام المرمى.

انضم جوتا إلى ليفربول في صفقة بلغت قيمتها 45 مليون جنيه إسترليني قادما من ولفرهامبتون واندررز الإنكليزي خلال شهر سبتمبر 2020، بعد مساعدة فريق مواطنه المدرب نونو إسبيريتو سانتو على العودة إلى الدوري الممتاز.

رباطة جأشه أمام المرمى جعلته لاعبا حاسما في العديد من المباريات تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب ثم الهولندي أرن سلوت، لدرجة أن البعض اعتبره المهاجم الأكثر موهبة في ليفربول، على الرغم من وجود أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي، المصري محمد صلاح.

وعندما تعاقد النادي مع جوتا، قال عنه يورغن كلوب "إنه لاعب يمنحنا خيارات متعددة، يبلغ من العمر 23 عاما (وقتها)، ولديه إمكانات هائلة".

وأضاف "جوتا يتميز بالسرعة، ويجيد التعاون مع لاعبين آخرين، ويدافع بشكل جيدا ويضغط بقوة. هذا يمنحنا خيارات حقيقية لأنظمة لعب مختلفة".

وكان جوتا ضمن الفريق الذي فاز بكأسين محليتين، هما كأس الاتحاد وكأس رابطة الأندية في عام 2022، وعلى الرغم من معاناته مؤخرا من الإصابات، إلا أنه قدم مساهمات حيوية في الموسم الماضي الذي شهد الفوز بلقب البريميرليغ.