فخ الضرائب.. لماذا تُطارد إسبانيا نجوم كرة القدم؟

وقع الكثير من نجوم كرة القدم الذين لعبوا أو دربوا في الدوري الإسباني في فخ المخالفات الضريبية، وصدرت ضدهم أحكام قضائية بالسجن والغرامات، كان آخرهم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

وقبل واقعة مدرب ريال مدريد الإسباني السابق مع الضرائب الإسباني، سقط الثنائي الأعظم على الإطلاق في تاريخ "لاليغا"، الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة السابق، والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد السابق، في الفخ، وتمت إدانتهما رسميا.

أدين أنشيلوتي بالتهرب الضريبي في إسبانيا، بسبب ملفات خلال فترة ولايته الأولى عام 2014، تتعلق بعائدات حقوق استخدام صورته إعلانيا وإعلاميا، ووجهت له اتهامات بإخفاء تفاصيل الدخل المتعلق بهذا الأمر.

وبرأت المحكمة أنشيلوتي من تهم ضريبية أخرى تتعلق بعام 2015، بخصوص تحصيل الضرائب حول الدخل من حقوق صورته، لكنه تعرض لحكم بالسجن لمدة عام بسبب الإدانة الأولى.

ورغم الحكم القضائي، فمن غير المرجح أن يذهب مدرب منتخب البرازيل الحالي إلى السجن في إسبانيا، وذلك بموجب القانون الإسباني الذي لا يطلب من أيّ شخص حكم عليه بالسجن لمدة عام في جريمة لا تتعلق بالعنف أن يخضع لتنفيذ العقوبة، خاصة إذا لم تكن لديه إدانات سابقة.

ويتعين على المدرب الإيطالي دفع غرامة تبلغ 340 ألف إسترليني، حسب صحيفة "الصن"، بعد إدانته رسميا في إسبانيا، بعد أن أمضى 3 سنوات مدربا لريال مدريد قبل مغادرته عام 2016 إلى بايرن ميونيخ، في فترة شهدت تتويجه بلقبين للدوري الإسباني وثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا.

وكان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أيقونة برشلونة الإسباني، قد تعرض لاتهامات في إسبانيا بالتهرب الضريبي من الحكومة بمبلغ 3.5 ملايين إسترليني بين عامي 2007 و2009.

لكن الصدمة الكبرى التي تعرض لها ميسي وعشاقه، كانت في عام 2016، عندما حكم عليه بالسجن 21 شهرا لاستخدامه ملاذات ضريبية لإخفاء أرباحه المتعلقة بحقوق الصورة، قبل أن يتم في النهاية توفيق أوضاع أسطورة برشلونة ودفع نحو ربع مليون يورو.

وخضع ميسي لتحقيق شهير عام 2013، في بداية سلسلة قضايا رسمية ضده تتهمه بالتهرب والاحتيال الضريبي، الأمر الذي جعل ميسي يفكر جديا في الرحيل مبكرا عن برشلونة، بحسب تصريحاته لإذاعة "آر آي سي 1" عام 2019.

دخل كريستيانو رونالدو دائرة النجوم المتهمين بالتهرب الضريبي عام 2019 في إسبانيا، بعدما أدانته محكمة في مدريد بالتهرب الضريبة ووقعت عليه غرامة ضخمة قدرها 18.8 مليون يورو.

رونالدو ذهب إلى المحكمة آنذاك وسط تغطية إعلامية ضخمة، بعد رفض القاضي طلبه بحضور المحكمة عن بعد عن طريق الفيديو، أو دخول مبنى المحكمة بسيارته حتى أقرب مكان متاح للابتعاد عن عدسات الكاميرات ورصد الصحافة.

وبخلاف الغرامة الكبيرة، وقعت المحكمة حكما بالسجن على رونالدو لمدة 23 شهرا، لكن مثلما حدث مع ميسي حدث مع كريستيانو، ولم ينفذ عقوبة السجن لأنها أقل من عامين، بالإضافة إلى عدم وجود سوابق قضائية.

واتهم رونالدو بالتهرب من دفع الضرائب بشكل عام في إسبانيا خلال الفترة بين عامي 2010 و2014، وقت أن كان لاعبا في صفوف ريال مدريد، وتمحورت القضية حول صفقات حقوق استخدام صورته، إذ اتهم بتحويل العائدات عبر شركات أجنبية منخفضة الضرائب للتهرب من الدفع.

وخلال المحاكمة اعترف رونالدو بـ4 تهم فقط بلغت قيمتها 5.7 ملايين يورو، وأكد محامي اللاعب أن الأمر كله يعود إلى عدم معرفة بالقوانين وسوء فهم، وليس المقصود هو التهرب الضريبي.

كان مدرب ريال مدريد الحالي، تشابي ألونسو، من بين لاعبي ريال مدريد السابقين الذين تمت إدانتهم بالتهرب الضريبي وقت أن كان لاعبا في صفوف فريق العاصمة الإسبانية.

ومثل ألونسو أمام المحكمة في عام 2019 وحوكم بجرائم ضريبية بلغت قيمتها مليوني يورو، بحسب "بي بي سي"، وكان يواجه عقوبة السجن لخمس سنوات، ورفض مدرب الميرينغي الحالي الاعتراف بأي حالة تهرب ضريبي سواء عن قصد أو عن سوء فهم.

وكانت هناك حالات أخرى متكررة بين نجوم كرة القدم في إسبانيا تتعلق بالمحاكمات الضريبية، من بينها البرازيلي نيمار والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لاعبا برشلونة سابقا، ومارسيلو فييرا لاعب ريال مدريد السابق.