"تحدي الليالي الباردة".. ماذا ينتظر الجدد في البريميرليغ؟
أبرمت الإندية الإنكليزية صفقات ضخمة في سوق الانتقالات الصيفية، وجلبت العديد من اللاعبين المتألقين في الملاعب الأوروبية خلال المواسم الماضي، ليخوضوا تحديات جديدت في ملاعب البريميرليغ بداية من منتصف أغسطس الجاري.
ويشتهر الدوري الإنكليزي الممتاز بصعوبته البالغة، خاصة على الوافدين الجدد الذين عادة ما يحتاجون وقتا من أجل التأقلم على أجواء المسابقة وطقس المدن والملاعب الإنجليزية.
وفي عام 2010، قال المحلل الإنكليزي آندي غراي إن ليونيل ميسي "سيعاني في ليلة باردة على ملعب بريطانيا"، معقل فريق ستوك سيتي، في إشارة إلى صعوبة اللعب والتألق في أجواء الدوري الإنكليزي ولياليه البارده في بعض الملاعب الصعبة.
لكن ليونيل ميسي كان قد فاز بالفعل على مانشستر يونايتد الإنكليزي بطل بريميرليغ بثنائية نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل 18 شهرا من تصريحات غراي، بينما خسر ستوك سيتي نفسه بهدفين لهدف أمام يونايتد.
كانت فترة الانتقالات الصيفية نشطة في الأندية الإنكليزية، إذ انضم العديد من اللاعبين المميزين إلى أندية المقدمة التي ستنافس على لقب البريميرليغ خلال موسم يتوقع أن يكون شرسا للغاية.
ونجح ليفربول في ضم الثنائي فلوريان فيرتز وجيرمي فريمبونغ من بايرليفركوزن الألماني، وهوغو إيكيتيكي من آينتراخت فرانكفورت الألماني، وتعاقد أرسنال مع السويدي فيكتور جيوكيريس قادما من سبورتنغ لشبونة البرتغالي، ومارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد.
وجلب مانشستر سيتي عدة لاعبين من خارج الدوري الإنكليزي، مثل تيغاني رايندرز وريان شرقي من الدوريين الإيطالي والفرنسي، وقبلهما في يناير الماضي عمر مرموش من الدوري الألماني.
وسيكون على كل هؤلاء اللاعبين الجدد التأقلم أولا مع أجواء بريميرليغ، إذ تهتف الجماهير بشدة على التدخلات والالتحامات البدنية، والطقس البارد الذي يميز المباريات، ورميات التماس الطويلة والركلات الركنية المباشرة، وغيرها من الأشياء التي تميز الدوري الإنكليزي.
وبناء على الصفقات التي أبرمتها الأندية الإنكليزية هذا الصيف، باتت أقوى، وبالتالي ستصبح المنافسة أكثر شراسة وصعوبة في الموسم المقبل، وهو ما تفسره تصريحات الإسباني ميكيل أرتيتا المدير الفني لفريق أرسنال، الذي قال "ستتنافس 9 أندية على اللقب الموسم المقبل".
في إشارة إلى "التوب 6" وعودة الثنائي مانشستر يونايتد وتوتنهام للانضمام إليهم، وربما تنضم أندية أخرى لسباق المقدمة الذي يتوقع أن يكون مشتعلا على مدار 38 جولة في الموسم المقبل.
وبحسب شبكة "إي إس بي إن"، استنادا على تحليلات وإحصاءات متعددة، يضم الدوري الإنكليزي الممتاز 20 فريقا بين أفضل 50 فريقا في العالم، ما يعني أن كل لاعب جديد في البريميرليغ سيلعب كل مباريات ضد أندية قوية، بعكس بعض الدوريات الأخرى التي توجد بها أندية متواضعة في النصف الأسفل يسهل هزيمتها.
ونشرت الشبكة الأميركية تحليلا لشركة "VAEP" التي تستخدم تقييمات شاملة للاعبين لتحليل الأداء، التي توصلت إلى أنها خلال الفترة بين 2012 إلى 2020 انخفض أداء اللاعبين الذين انتقلوا إلى البريميرليغ من دوريات أخرى بنسب متفاوتة.
وكشفت الدراسة عن انخفاض أداء لاعبي الدوري الإسباني بنسبة 5% بعد الانتقال إلى البريميرليغ، والدوري الفرنسي بنسبة 10%، والإيطالي بنسبة 12%، وانخفض أداء لاعبي الدوري الألماني بنسبة 17% عند الانتقال للدوري الإنكليزي، وهو ما يعادل نسبة اللاعبين القادمين من الدرجة الأدنى في إنكلترا.
وتشير الدراسات إلى أن الدوري الإنكليزي يتطلب مستويات خاصة من اللياقة البدنية والسرعة للاعبين بدون الكُرة، وكذلك مهارات تكمن في الاستحواذ والتمرير الدقيق عند امتلاك الكرة، ما يجعل اللاعبين الجدد في مهمة صعبة من أجل التأقلم على الطريقة الإنكليزية.