"أموريم المبنوذ".. كيف انقلب السحر على الساحر؟

سيكون ماركوس راشفورد وأليغاندرو غارناتشو وأنتوتي وتايريل مالاسيا وسانشو في غاية السعادة مما يتعرض له مدربهم البرتغالي في مانشستر يونايتد روبن أموريم، لأنّه وضعهم في نفس الخانة من قبل.

أموريم استبعد الخماسي الذي تصفه الصحف الإنكليزية دائما بـ"الفرقة المنبوذة"، وقرر استبعاده من تدريبات الفريق، قبل أن يرحل راشفورد إلى برشلونة الإسباني، ويبحث الرباعي الآخر عن وجهة جديدة.

وتحول مدرب يونايتد إلى منبوذ داخل فريقه، لكن من الجماهير هذه المرّة، وذلك بعد خسارة مانشستر يونايتد أمام فريق دوري الدرجة الـ4 الإنكليزية غريمسبي تاون في الدور الثاني لبطولة كأس كاراباو، بركلات الترجيح 12-11 بعد التعادل 2-2 في الوقت الأصلي.

ودشّنت جماهير مانشستر يونايتد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد السقوط أمام غريمسبي، لتطالب برحيل أموريم الذي وصف بأنه "مدرب جبان" بحسب تقرير لصحيفة "ذا صن" من جماهير فريقه بعد المباراة.

وسخرت جماهير يونايتد من جلوس أموريم على مقاعد البدلاء بلا أي ردة فعل عندما يكون فريقه متأخرا وبحاجة إلى تدخل فني عاجل، وهو ما حدث خلال مباراة غريمسبي، لتبدأ الجماهير في تعديل صورة للمدرب بأشكال ساخرة متعددة.

وأظهرت كاميرات البث المباشر خلال مباراة غريمسبي أموريم وهو يحرك القطع على لوحة الملعب التي بين يديه، لتُعلّق بعض الجماهير الغاضبة على اللقطة التي تحولت إلى مادة للتندر على المدرب، ويقول أحدهم: "يجب إقالته فورا فهذا أمر لا يغتفر"، وقال آخر: "المدرب يلعب إكس أو في خلال المباراة"، وعلق آخر: "يتظاهر بأنه مشغول بالعمل والتفكير".

ونال أموريم انتقادات بالغة بسبب رفضه مشاهدة ركلات الترجيح والابتعاد إلى مقاعد البدلاء في زاوية رؤية منعدمة تماما لما يدور في الملعب، ليعلق أحد المشجعين: "آسف، لكنني لا أريد مدربا يخشى مشاهدة ركلات الترجيح ضد فريق من الدرجة الرابعة" وقال آخر إن اختباء المدرب خلال ركلات الترجيح "أمر محرج".

أموريم تولى مهمة تدريب مانشستر يونايتد في بداية نوفمبر الماضي، وبعد 10 شهور من العمل بات قريبا للغاية من الرحيل عن النادي لسوء النتائج ولعدم إحداث أي تأثير إيجابي على الفريق.

المدرب البالغ 40 عاما، لديه عقد ينتهي في صيف 2027 مع مانشستر يونايتد، وإذا تمت إقالته سيتعين على النادي دفع راتبه بالكامل البالغ 12 مليون إسترليني، وهذه أزمة أخرى تهدد إدارة النادي إذا أرادت التخلص من المدرب البرتغالي.

لكن أموريم يأمل في أن يكون وقته لم ينفد في مانشستر يونايتد رغم النتائج الكارثية التي حققها حتى الآن مع الفريق، ومحاولة الفوز على بيرنلي في البريميرليغ السبت المقبل ليمنح فريقه الفوز الأول هذا الموسم.

حقق أموريم فوزا وحيدا خلال آخر 7 مباريات خاضها في جميع المسابقات مع مانشستر يونايتد، وبلغ معدل انتصاراته مع الفريق نسبة 37% فقط، الأمر الذي أغضب الجماهير بشدّة.

وخاض أموريم 45 مباراة مع مانشستر يونايتد منذ توليه المهمة، فاز في 17 مباراة فقط وخسر 19 مباراة وتعادل 9 مرات، وفي الدوري الإنكليزي الممتاز وصلت نسبة انتصاراته إلى 24.1% فقط، بعدما حقق 7 انتصارات خلال 29 مباراة.

نسبة أموريم في البريميرليغ هي أسوأ نسبة فوز لمدرب في تاريخ مانشستر يونايتد في البريميرليغ، وهي نفس نسبة نيل وارنوك الذي هبط مرتين من قبل من الدوري الإنكليزي الممتاز.

ومنذ بداية أبريل الماضي، حصد مانشستر يونايتد نقاطا أقلّ من جميع أندية الدوري الإنكليزي الممتاز (6 نقاط)، بينما ليستر سيتي الذي هبط إلى الدرجة الأدنى حصد 8 نقاط في نفس الفترة.

ومنذ بداية الموسم الماضي، بات مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني في قائمة الفرق الأوروبية التي تفشل في تسجيل أي هدف خلال الشوط الأول، إذ تكرر الأمر في 29 مباراة، بينما جنوى الإيطالي صاحب المركز الأول بـ30 مباراة بلا أهداف في النصف الأول من مبارياته.