سلوت وريث فيرغسون.. بالمال أم الألقاب؟

أنهى ليفربول سوق الانتقالات الصيفية في البريميرليغ كاسرا الرقم القياسي للإنفاق، بعدما ضمّ لاعبين بقيمة 570 مليون دولار أميركي، بينهم اللاعب الأغلى في تاريخ إنكلترا، المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك.

وضمّ ليفربول مهاجم نيوكاسل يونايتد مقابل 170 مليون دولار، ليصبح إيزاك اللاعب الأغلى في تاريخ الانتقالات داخل إنكلترا، ويكمل انتقالات "الريدز" الذي أنفق ببذخ بالغ هذا الصيف.

وكان ليفربول أبرم صفقة واحدة فقط في صيف 2024 بضم الإيطالي فيديريكو كييزا مقابل 13.2 مليون دولار، ورغم ذلك نجح المدرب الهولندي أرني سلوت في التتويج بلقب البريميرليغ في موسمه الأول مع الفريق.

مدافع ليفربول السابق، جيمي كاراغر، قال إنّ سلوت مدرب فريقه الحالي يسير على خطى السير أليكس فيرغسون المدرب التاريخي السابق لنادي مانشستر يونايتد، في عملية الإنفاق.

وأنفق فيرغسون قرابة المليار دولار على شراء 99 لاعبا من أصل 150 تعاقد معهم الفريق خلال فترة ولايته التي امتدت بين عامي 1986 و2013.

لكن سلوت تجاوز في فترة انتقالات واحدة أكثر من نصف المبلغ الذي أنفقه فيرغسون طوال 26 عاما مع مانشستر يونايتد، مع الأخذ بالاعتبار الفوارق الكبيرة بين أسعار اللاعبين في الوقت الحالي وقبل أكثر من 20 عاما وحتى 2013.

وأشار كاراغر إلى أنّ سلوت ليفربول أصبح مثل "مانشستر يونايتد مع فيرغسون، وريال مدريد مع فلورنتينو بيريز، وبرشلونة في فترته الذهبية"، موضحا أنّ النادي الأحمر اتّخذ نهجا جديدا مع مدربه الهولندي.

سلوت نجح في معادلة رقم أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد عندما فاز بلقب الدوري للمرة الـ20 ليعزز رقمه وقتها كبطل تاريخي لإنكلترا، قبل أن ينجح ليفربول في الفوز ببطولته رقم 20 الموسم الماضي.

وبعد الإنفاق الكبير هذا الصيف، بات سلوت مطالبا من جماهيره وإدارة ناديه بالانفراد بلقب بطل إنكلترا التاريخي وتحقيق لقب الدوري رقم 21، خاصة بعد انطلاقة الفريق القوية والفوز بمبارياته الثلاث الأولى.

خلال فترة فيرغسون اتهم مانشستر يونايتد بأنّه يعتمد على المال دائما في شراء أفضل مهاجم وأفضل مدافع وأفضل لاعب وسط يظهر كلّ موسم، وكانت هذه ضمن أبرز الانتقادات الموجهة دائما إلى المدرب الاسكتلندي.

وعندما بدأ السيتي اقتحام سوق الانتقالات في السنوات الأخيرة، اتهم كذلك بأنه يعتمد على المال لشراء أفضل اللاعبين ليسيطر بهم على الدوري الإنكليزي ويحقق لقب دوري الأبطال الذي لم تنجح أندية كبرى في تحقيقه وعلى رأسها أرسنال الإنكليزي.

لكن ليفربول لا يواجه مثل هذه الاتهامات بجدية في الوقت الراهن، إذ استندت الكثير من وسائل الإعلام الإنكليزية على صافي الإنفاق لتبرز أن "الريدز" لم يكن الأكثر إنفاقا هذا الموسم، فعلى الرغم من إنفاق 570 مليون دولار، فإن صافي الإنفاق توقف عند 295 مليون دولار، إذ باع النادي لاعبين بقيمة 274 مليون دولار فقط.

وتشتهر مدينة ليفربول بطبيعتها العمالية والطبقات الكادحة، الأمر الذي يجعل اتهامات الثراء والمال غير مناسبة لطبيعة المدينة، رغم البذخ غير المسبوق للنادي الأحمر خلال الصيف الحالي.