أرسنال.. "بائع فاشل" في البريميرليغ
فشل نادي أرسنال في التخلص من اللاعبين الذين أراد بيعهم خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، ولم ينجح في تعويض المبلغ الذي أنفقه على شراء اللاعبين والذي وصل إلى نحو 250 مليون إسترليني.
وباع أرسنال لاعبين بنحو 17 مليون إسترليني فقط في فترة الانتقالات الصيفية ليصبح صافي إنفاقه الصيفي 233 مليون إسترليني، ليكون بذلك أكثر أندية البريميرليغ إنفاقا، بحسب صحيفة "ذا صن".
ورغم إنفاق فريق ليفربول 426 مليون إسترليني وإبرام صفقات قياسية أبرزها السويدي ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز، لم يكن "الريدز" الأعلى إنفاقا بسبب بيعه لاعبين بقيمة 221 مليون إسترليني.
وكان فريق تشيلسي هو الأمهر في عمليات التسويق والبيع إذ جمع 280 مليون إسترليني من صفقات بيع اللاعبين، وضمّ لاعبين جدد بقيمة 263 مليونا بصافي ربح بلغ 17.7 مليون إسترليني.
وحتى فريق بورنموث الذي لا ينافس الكبار في البريميرليغ، كان أفضل من أرسنال في عمليات البيع، إذ حقق مكاسب بلغت 92.8 مليون إسترليني، إذ باع لاعبين بقيمة 204.7 ملايين إسترليني، وتعاقد مع لاعبين جدد بقيمة 111.9 مليون إسترليني.
علّق أحد مدراء أندية بريميرليغ الرياضيين في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" من دون ذكر اسمه، على أسباب فشل أرسنال في تسويق وبيع لاعبيه وتحقيق مكاسب مالية لتمويل صفقاته الجديدة، مؤكّدا أنّ شراء لاعبين بمبالغ باهظة ضمن أبرز الأسباب.
وأوضح المدير الرياضي أنّ أرسنال اشترى نيكولاس بيبي عام 2019 مقابل 72 مليون إسترليني ثمّ تركه يغادر بعد 4 مواسم مجانا من دون أن يحقق استفادة مالية منه أو يعمل على تجديد عقده قبل نهايته لإعادة بيعه.
كما ضمّ أرسنال الأوكراني أولكسندر زينتشينكو مقابل 32 مليون إسترليني، وسينتهي عقده الصيف المقبل، ما يمنحه حقّ الرحيل مجانا، مؤكّدا أن المثالين المذكورين كانت صفقات بأكثر من قيمتها الحقيقية.
وأشار المدير ذاته إلى أنّ أرسنال كان لديه دائما خلال السنوات الماضية قائمة طويلة من اللاعبين المطلوبين في السوق مثل أوباميانغ وبارتي ولوكونغا ونايلز، لكنه تمسّك باللاعبين حتى خسرهم فنيا وماليا.
كما أكّد المدرب أنّ احتفاظ أرسنال باللاعبين لفترات طويلة حتى يهبط مستواهم من ضمن أسباب خسائره في سوق الانتقالات، وضرب مثالا بالبرازيلي غابريل مارتينيلي الذي كان مطلوبا في أندية عدة قبل أن يصبح غير مرغوب به من الجميع.
المدير الرياضي الجديد لأرسنال أندريا بيرتا، يتمتع بخبرة كبيرة في المجال الاقتصادي والمصرفي، بخلاف سلفه إيدو، لذلك سيكون أكثر اهتماما بعقود اللاعبين والاستفادة المالية من الراحلين قبل نهاية عقودهم هذا الموسم.
وأشارت المصادر إلى أنّ بيرتا نجح في تأمين صفقتين ثمينتين لأرسنال هذا الصيف بالتعاقد مع السويدي فيكتور جيوكيريس والإنكليزي إيبيريتشي إيزي رغم صعوبة المفاوضات مع سبورتنغ لشبونة وكريستال بالاس.
وكان توتنهام هوتسبير على وشك الإعلان عن صفقة إيزي، قبل أن يتدخل أرسنال في اللحظات الأخيرة وينجح في ضمّ اللاعب الإنكليزي لتدعيم هجومه، في ضربة أخرى ناجحة لأندريا بيرتا.
وتحدّث وكيل لاعبين رفض ذكر اسمه عن سبب آخر يمنع أرسنال من جمع المال في سوق الانتقالات، وأكّد أنّ "إحدى أكبر مشكلات أرسنال هي الفشل في الإعلان عن لاعبيه الشباب والبدلاء ومحاولة تسويقهم".
وأضاف: "مباريات كأس كاراباو وكأس الاتحاد الإنكليزي فرصة لتسويق اللاعبين الآخرين الذين لا يحظون باهتمام رئيسي في البطولات الأخرى لكنهم ضمن مشروع النادي، وذلك من أجل تسويقهم وبيعهم بالسعر المناسب، وإشراكهم في تلك المباريات فرصة للإعلان عنهم وزيادة أسعارهم".
كما ذكر وكيل اللاعبين صعوبة تعامل إدارة أرسنال مع العروض التي تصل للاعبيها، وقال إنّه "إذا علمت أن هناك عرضا لأحد لاعبي أرسنال سوف أرسله للنادي في آخر يوم بفترة الانتقالات لأقول اقبل العرض أو ارفضه، وذلك لأن عرضي سيكون الوحيد والأخير وستكون نسب قبوله عالية".
وعلى الجهة الأخرى نجح ليفربول في بيع مهاجمه داروين نونيز مقابل 50 مليون إسترليني إلى الهلال السعودي، وأشركه في كل مباريات في فترة الإعداد ليتألق مع الريدز ويصبح هدافه قبل انطلاق الموسم الجديد.