أزمة مالية خانقة.. الإفلاس يهدد أندية إنكلترا
أنفقت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز مبلغا خياليا تجاوز الـ3.5 مليارات يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، لكن يبدو أنها تعاني من أزمة مالية خانقة في نفس الوقت.
وحققت الفرق الإنكليزية رقما قياسيا يؤكد شدّة التنافس على ضمّ صفوة النجوم، لكن المفارقة أنّ هذا البذخ لا يعكس استقرارا ماليا، ولكن يخفي وراءه هشاشة واضحة في الموارد والميزانيات.
التقرير الصادر عن مؤسسة "Fair Game" رسم صورة قاتمة لمستقبل الأندية، وأشار إلى أن أكثر من نصف أندية الأقسام الـ4 الأولى في إنكلترا تعاني من صعوبات مالية حقيقية، ما يضعها على حافة الانهيار.
والأخطر من ذلك، بحسب التقرير، أن ناديا واحدا فقط من بين كلّ 5 أندية يملك ميزانية متوازنة، وهو ما يكشف عن خلل بنيوي في طريقة إدارة الأموال داخل كرة القدم الإنكليزية.
رواتب لا تغطي أكثر من 3 أشهر!
المؤشرات الأكثر إثارة للقلق جاءت مع الأرقام المتعلقة بالسيولة، وبيّنت أن هناك 11 ناديا فقط من أصل 94 قادرا على تغطية رواتب لاعبيه لمدّة 3 أشهر مقبلة فحسب.
ويعني هذا أنّ أغلب الأندية مهددة بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه لاعبيها وموظفيها إذا لم تحصل على موارد عاجلة، سواء من عقود رعاية جديدة أو دعم حكومي أو بيع لاعبين.
بين الصفقات الباهظة والديون
المفارقة تكمن في أنّ الدوري الإنكليزي الممتاز يجذب مئات الملايين من المشاهدين حول العالم، ويحقق عائدات تلفزيونية ضخمة، لكن هذا الزخم لا يصل إلى كلّ الأندية بطبيعة الحال.
ويشير البيان إلى أنّ معظم الأموال تتكدس في خزائن أندية القمة مثل مانشستر سيتي وليفربول، وكذلك تشيلسي، بينما تعاني الأندية الأخرى من ديون متراكمة وضعف في الاستثمار طويل الأمد، وهذا التباين بين القمة والقاعدة يجعل النظام الكروي بأكمله ضعيفا.
الحلّ؟ هيئة تنظيمية مستقلة
التقرير دعا بوضوح إلى إنشاء جهة تنظيمية مستقلة لمراقبة إنفاق الأندية وإدارة مواردها بشكل أكثر شفافية وعدلا خلال الفترة المقبلة.
الهدف من هذه الجهة هو ضمان استمرارية اللعبة الشعبية الأولى في البلاد وحماية الجماهير من انهيار أنديتها التاريخية، ومن دون هذا التدخل، تبدو كرة القدم الإنكليزية معرضة لسيناريوهات إفلاس جماعية قد تهز سمعة الدوري الأشهر في العالم.