"لقد بات قائدا".. هالاند على طريق مارادونا
"هالاند يفرح كثيرا عندما ينجح الآخرون، وهذا دليل واضح على روح الفريق التي يتمتع بها"، كان هذا رأي المدير الفني لمنتخب النرويج ستالي سولباكن حول مهاجمه ونجمه الأول، والذي أكد أنه تحول إلى قائد.
سولبكان منح إيرلينغ هالاند المرتبة الثانية في حمل شارة القيادة بعد لاعب أرسنال مارتن أوديغارد، ولم يكن هذا القرار مألوفا نظرا لصغر سن المهاجم الذي يبلغ 25 عاما، ويلعب مع لاعبين أكبر منه سنا في منتخب بلاده.
الأمر نفسه حدث في مانشستر سيتي الإنكليزي، إذ وضع بيب غوارديولا المدير الفني للفريق، هالاند ضمن المجموعة القيادية المكونة من 4 لاعبين والتي تضم أيضا برناردو سيلفا وروبن دياز ورودري.
وتحول هالاند إلى لاعب كبير ونجم في منتخب بلاده وناديه، لا يكتفي فقط بما يقدمه، ولا ينظر إلى نفسه فحسب، بل يستقبل الصفقات الجديدة، واللاعبين الجدد في منتخب بلاده، ويدعمهم نفسيا وفنيا في الملعب، ليتحول تدريجيا إلى قائد حقيقي داخل الملعب وخارجه.
لا يلعب هالاند في مراكز الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، ولا يتشابه في طريقة اللعب معه، لكنه يشببه في الشعبية والحصول على حب الجماهير، خاصة في النرويج، إذ يعتبره الشعب النرويجي منقذهم في كرة القدم.
وكما فعل مارادونا مع نابولي عندما منحه لقب الدوري الإيطالي عام 1987، يقترب هالاند من قيادة النرويج إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما بأهدافه الغزيرة ودوره الكبير مع الفريق.
هالاند قاد النرويج للفوز على السويد للمرة الأولى منذ 1977 بعدما سجل هدفين وصنع الثالث ليفوز فريقه 3-2 عام 2022 في دوري الأمم الأوروبية، ليجد الجماهير تغني وتهتف باسمه في كل مكان في بلاده، وتعتبره مثل مارادونا في نابولي تماما.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" عن تفاصيل تلك اللحظة الخالدة في مسيرة هالاند، إذ قال مصدر من النرويج "لقد كان الجميع يغني ها ها ها هالاند.. هي هي هالاند.. لم أر شيئا كهذا من قبل في النرويج".
غوارديولا لجأ إلى هالاند بعد رحيل الثنائي كايل ووكر وكيفين دي بروين الصيف الماضي، وقرر أن يضعه بين مجموعة القيادة في فريق مانشستر سيتي نظرا لدوره مع اللاعبين وتفاعله من أجل تطور الفريق.
وكان يُنظر إلى هالاند في بعض الأحيان على أنه جاء إلى مانشستر سيتي لفترة مؤقتة سينتقل بعدها إلى ريال مدريد، لكن اللاعب فاجأ الجميع باستقراره في مانشستر سيتي وعمله الجماعي مع الفريق واللاعبين والتوقيع على عقد طويل الأمد.
ويقول غوارديولا عن هدافه النرويجي: "لقد نضج هالاند مع الوقت، وتطور بصورة طبيعية"، ويشعر إيرلينغ في الوقت الحالي بمسؤولية كبيرة بعد منح مدربه المزيد من الثقة له لقيادة الفريق في الملعب.
والتقطت عدسات المصورين هالاند يقف مع اللاعبين قبل وأثناء مباراة الديربي الأخيرة بين السيتي ويونايتد، يوجهم ويقول "علينا أن نبذل قصارى جهدنا"، وعلق على هزيمة فريقه في مباراتين متتاليتين بالبريميرليغ وقال أيضا للاعبين "هذا أمر مؤسف للغاية، يجب أن نفوز".
ورغم تسجيل هالاند 90 هدفا في الدوري الإنكليزي حتى الآن و129 في جميع المسابقات بقميص مانشستر سيتي، فإن مميزاته لا تقتصر على المساهمات الهجومية وتسجيل الأهداف فقط.
هالاند لديه سجل دفاعي ربما أفضل من روبن دياز وجوسكو غفارديول بحسب "ديلي ميل" إذ يعود للمساندة الدفاعية في الركلات الثابتة وأحيانا خلال اللعب يركض سريعا في المرتدات للدفاع.
وتعرف الجماهير في ملعب الاتحاد التي تجلس في أماكن قريبة من الملعب صوت هالاند جيدا، إذ يشتهر بصياحه المستمر في زملائه، خاصة في الموسم الماضي الذي شهد تراجعا في أداء الفريق.
وقالت مصادر للصحيفة الإنكليزية إن هالاند حمل نفسه مسؤولية تراجع الفريق في الموسم الماضي، ولم يحملها لزملائه في الفريق، وقال إنه كان يجب عليه أن يسجل المزيد من الأهداف ويساعد الفريق بصورة أفضل دفاعيا.