كرة قدم

الكرة الإسرائيلية تفضح ازدواجية الغرب

نشر
blinx
تسود حالة من الترقب بين عشاق كرة القدم، تأهبا للاجتماع المقرر انعقاده من طرف الاتحاد الأوروبي للعبة UEFA، لبحث إمكانية تجميد عضوية إسرائيل على مستوى الأندية والمنتخبات خلال الفترة المقبلة، لكن يبدو أن الأمر لن يسير على هذا النحو.
ومن المقرر أن يلاقي منتخب إسرائيل نظيره النرويجي في 11 أكتوبر المقبل، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ولن يكون السؤال الأهم: من سيفوز؟.. بل ما إذا كان ينبغي السماح لإسرائيل باللعب من الأساس أم لا؟

تناقض كبير في الفيفا

تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA لانتقادات لاذعة من جانب الجماهير وبعض النجوم أيضا، لا سيما أنه عندما بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في عام 2022، تحرك الفيفا بسرعة خاطفة، وقرر حظر الأولى من جميع المسابقات بعد 4 أيام فقط من اندلاع الحرب.
وفي بيان مشترك مع اليويفا وقتها، أكد الفيفا أن "كرة القدم موحدة بالكامل هنا ومتضامنة بشكل كلي مع جميع المتضررين في أوكرانيا".
وعلى العكس تماما من ذلك، لم يحصل الفلسطينيون إلا على القليل من هذا التضامن، وعندما تعلق الأمر بإسرائيل تباطأ الفيفا واليويفا في التحرك بعد قرابة عامين كاملين على الحرب الدائرة في غزة.
وبناء على ذلك، تزايد الضغط على قادة كرة القدم للتحرك، وبعدما أصدر خبراء الأمم المتحدة بيانا يطالبون فيه بتعليق مشاركة إسرائيل في كرة القدم الدولية بسبب الإبادة الجماعية في غزة، ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن اليويفا قد يطرح القضية للنقاش خلال الأيام القليلة المقبلة.

تداخل كبير بين السياسة وكرة القدم

اصطف لاعبو إسرائيل لالتقاط صورة قبل مباراة التصفيات "البيتية" لكأس العالم 2026 ضد إيطاليا، التي أقيمت في المجر هذا الشهر، وقد يصل مستقبلها في اليويفا إلى لحظة حاسمة قبل المباريات المقبلة.
والحقيقة أن كرة القدم ترتبط بالسياسة بشكل أو بآخر مهما نفى مسؤولوها ذلك، وهو ما بدا واضحا من طرف الفيفا واليويفا خلال حظر روسيا التاريخي بعد أيام قليلة من الحرب على أوكرانيا.
وتنص القوانين الأساسية للفيفا على امتلاكه السلطة لاتخاذ موقف أخلاقي مماثل ضد أفعال إسرائيل، وتقديم "تضامن كامل" مع الشعب الفلسطيني، خاصة أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عضو لديه.
وفسر الكثيرون هذا الصمت بأنه "يمثل انحيازا صارخا"، وطالبوا الفيفا واليويفا بضرورة تعليق عضوية إسرائيل الكروية خلال الفترة المقبلة على غرار روسيا.

مأساة إنسانية ضخمة في غزة

تقود إسرائيل مأساة إنسانية مروعة في غزة، وأسقطت حتى كتابة هذه السطور أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، وهو أكثر من إجمالي ما تعرضت له مدن دريسدن وهامبورغ ولندن خلال الحرب العالمية الثانية فقط.
وسقط أكثر من 64 ألف فلسطيني قتلى على يد الجيش الإسرائيلي، بينما قدرت بعض وسائل الإعلام أعدادا أكبر بكثير، مع إشارة جنرال إسرائيلي متقاعد إلى أن "أكثر من 200 ألف فلسطيني قُتلوا أو جُرحوا" وفق ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
وتقول "ذي لانسيت" في هذا الصدد إن المعدل هو 35 طفلا يقتلون يوميا في غزة، ومع منع إسرائيل لمعظم المساعدات الغذائية، كان نحو ربع سكان غزة يعانون المجاعة في أغسطس الماضي.
كما تعرضت الكثير من المستشفيات للقصف، في خرق للقانون الإنساني الدولي، بينما قُتل نحو 200 صحفي، العديد منهم استُهدفوا على ما يبدو من قبل القوات الإسرائيلية، في انتهاك للقانون الدولي أيضا.
ووسط هذه الفواجع الإنسانية التي لا تتماشى أبدا مع القيم المعلنة والظاهرة من الفيفا، يقف رئيسها السويسري جياني إنفانتينو صامتا تماما أمام ما يحدث في غزة، رغم أنه أرسل العديد من رسائل التعزية التي تبدو شكلية فقط.
ولم يكرر إنفانتينو موقفه الصارم حين قال إن "الفيفا يدين استخدام القوة من قبل روسيا في أوكرانيا"، وغابت تماما هذه التصريحات في حالة الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة على مدار 24 شهرا كاملا.
وتنص قوانين الفيفا على أن "التمييز من أي نوع ضد دولة أو شخص أو مجموعة على أساس العرق أو اللون أو الأصل الإثني أو الاجتماعي أو الرأي السياسي أو الدين محظور ويعاقب عليه بالإيقاف أو الطرد".

انتهاكات رياضية كبيرة

بحسب تقارير واردة من صحيفة الغارديان، فإن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ينتهك لوائح الفيفا نفسها التي تنص على أن "الاتحادات الأعضاء وأنديتها لا يجوز لها اللعب على أراضي اتحاد آخر من دون موافقة الأخير".
ورغم ذلك، تقول هيومان رايتس ووتش إن الاتحاد الإسرائيلي يقيم مباريات بيتية في مستوطنات الضفة الغربية على أراض مسلوبة من الفلسطينيين بشكل غير قانوني، فيما حددت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 8 أندية إسرائيلية طورت أو لعبت مباريات في "مستوطنات استعمارية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة".
وتؤكد الأمم المتحدة أيضا أن العديد من أندية الاتحاد الإسرائيلي أظهرت على مدى سنوات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني ولاعبيه، وهو خرق واضح لسياسات الفيفا المناهضة للتمييز، وخلصت مجموعة "فير سكوير" الحقوقية في لندن إلى أن هناك "أدلة طويلة الأمد وقاطعة على أن الاتحاد الإسرائيلي ينتهك قوانين الفيفا".
وفي مايو الماضي، وخلال مؤتمر الفيفا في باراغواي، ناشدت سوزان شلبي نائبة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال التابعة للفيفا لإنهاء تحقيقين بشأن أفعال إسرائيل في الضفة الغربية، ورغم توافر كل الأدلة المطلوبة فإن الفيفا قرر التأجيل دون مبرر واضح.
وبموجب الخطط التي يعمل عليها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي من المتوقع أن تصوت عليها اللجنة التنفيذية هذا الأسبوع، علمت "الغارديان" أن إسرائيل ستُمنع فقط من المشاركة في المسابقات التي يسيطر عليها الاتحاد الأوروبي مباشرة.
ويعني ذلك استبعاد منتخبي إسرائيل للرجال والسيدات من دوري الأمم الأوروبية، وإقصاء مكابي تل أبيب من الدوري الأوروبي هذا الموسم، بينما تستمر المشاركة بصورة طبيعية في تصفيات كأس العالم 2026.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة