"صفقة مع الشيطان".. هل خدع ليفربول نفسه؟
فاز ليفربول بالعديد من المباريات في الدقائق الأخيرة هذا الموسم، وسجل أهدافا حاسمة في الدقائق 83 و88 و95 و100، وحصد نقاطا وضعته في صدارة البريميرليغ، ليقول البعض بأنه "عقد صفقة مع الشيطان"، لكن ذلك كان يخفي أزمات الفريق.
وتشير مقولة "أنت تصنع حظا في كرة القدم" إلى ما حدث مع ليفربول هذا الموسم، لكن الانتصارات المتعثرة المتكررة واللحظات الدرامية غطت على الأخطاء والأشياء السلبية التي وضعت فريق المدرب الهولندي أرني سلوت في مثل هذه المواقف.
وخسر ليفربول مباراته الثانية في دوري أبطال أوروبا أمام غلطة سراي بهدف دون رد، بعد تعديلات أجراها سلوت على تشكيل الفريق، أبرزها وضع محمد صلاح هداف الفريق وأسطورته على مقاعد البدلاء، والبدء بكودي غاكبو وفلوريان فيرتز مع هوغو إيكيتيكي.
بعد 5 انتصارات متتالية في البريميرليغ، وانتصار في دوري أبطال أوروبا على أتلتيكو مدريد بصعوبة، بدأ منحنى الهبوط في ليفربول بالخسارة أمام كريستال بالاس في الدقائق الأخيرة 1-2، ثم السقوط في تركيا أمام غلطة سراي بهدف نظيف.
بداية ليفربول للموسم كانت سيئة بالخسارة أمام كريستال بالاس بركلات الترجيح في كأس الدرع الخيرية عقب التعادل 2-2، ثم فاز بصعوبة على بورنموث في أنفيلد في افتتاح البريميرليغ 4-2، بعدما سجل هدف التقدم 3-2 في الدقيقة 88 ثم الهدف الرابع في الدقيقة 90+4.
وواصل ليفربول نتائجه المتذبذبة بفوز صعب على نيوكاسل 3-2 بهدف في الدقيقة 100، ثم على أرسنال 1-0 بصعوبة في الدقيقة 83 وبهدف في الوقت المحتسب بدلا من الضائع على بيرنلي، ثم حقق فوزا صعبا على إيفرتون 2-1، قبل أن يسقط أمام كريستال بالاس.
أنفق ليفربول 446 مليون إسترليني لشراء اللاعبين خلال الصيف الماضي، لكن ليس جميع اللاعبين نجحوا في الانسجام مع الفريق ومنحوه المساعدة اللازمة والمتوقعة بعد الإنفاق الكبير.
وربما يكون الفرنسي إيكيتيكي هو أنجح الصفقات حتى الآن، نظرا لكونه هداف الفريق في الموسم الحالي، والذي تألق في كل المباريات التي شارك بها، باستثناء مواجهة أسطنبول التي غادرها مع شكوك حول إصابته.
أما الظهيران جيرمي فريمبونغ وميلوس كيركيز فأداؤهما غير ثابت مع ليفربول هذا الموسم، وسط شكوك حول مدى ملاءمتهما للفريق الأحمر ومناسبتهما لطريقة لعبه، بالأداء والتأثير ذاتهما للثنائي الذي سبقهما ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون.
ويظل الألماني فلوريان فيرتز بلا أي هدف أو صناعة أو تأثير هجومي يذكر مع ليفربول رغم انتقاله من بايرليفركوزن مقابل 116 مليون إسترليني، في انخفاض واضح لمستواه الذي ظهر به مع فريق منتخب ألمانيا خلال آخر 3 سنوات.
قال واين روني أسطورة مانشستر يونايتد إن ليفربول أبرم صفقة خاطئة بالتعاقد مع فيرتز، نظرا لأنه لا يمكن استخدامه في طريقة لعب ليفربول، لأنه ليس لاعب وسط عاديا، وليس مهاجما أو مهاجما متأخرا.
وقال روني في تصريحات لشبكة "بي بي سي" إن فيرتز يخل بتوازن ليفربول، أما مدربه سلوت فقال إنه "فنان ذو نزعة عدوانية"، لكن اللاعب الألماني لم يقدم أي شيء لفريقه حتى الآن رغم صناعته للفرص الضائعة من زملائه.
ويضع الجمهور والإعلام ضغوطات ضخمة على فيرتز نظرا لانتقاله بقيمة كبيرة لليفربول، رفعت سقف الطموحات حول رؤية ما كان يفعله في ألمانيا من أهداف وتمريرات حاسمة مجددا في البريميرليغ وملعب أنفيلد تحديدا.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" تحليلا لأداء ليفربول هذا الموسم، وقالت إن أداء خط الوسط في ليفربول بشكل عام بات أسوأ بعد انضمام فيرتز له، نظرا لأنه ينفصل عن خط الوسط ولا يقدم الدعم اللازم للدفاع.
وفي الموسم الماضي كان يعمل الثنائي ريان غرافينبرغ ودومينيك سوبوسلاي معا ككتلة واحدة في خط الوسط، بالتعاون مع أليكسيس ماك أليستر، بأداء ثابت دفاعيا وهجوميا، لكن هذا الخط اختل توازنه بدخول فيرتز بمهام جديدة هجومية.