هل يدفع تشيلسي ثمن الفوز بكأس العالم للأندية؟
بدأ تشيلسي الموسم الحالي بنتائج سلبية تسببت في تراجعه إلى المركز الـ٨ في البريميرليغ بعد مرور 6 جولات فقط، لأسباب عدة، أبرزها الإصابات والغيابات التي تلاحق الفريق قبل انطلاق الموسم وفي أسابيعه الأولى.
ولم يحصل فريق تشيلسي على الراحة المناسبة بسبب مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية حتى يومها الأخير 13 يوليو الماضي، الذي شهد تتويجه بلقب المسابقة التي احتضنتها الولايات المتحدة الأميركية بعد فوزه على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثية نظيفة.
وقبل مواجهة ليفربول، السبت، في الجولة 7 في البريميرليغ، قال الإيطالي، إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي: "لدينا 7 أو 8 لاعبين خارج قائمة المباراة، ورغم ذلك فأنا أثق في اللاعبين الشباب، وليس فقط في اللاعبين الذين يشتريهم النادي".
واضطر ماريسكا للاعتماد على لاعبين من أكاديمية الشباب بتشيلسي لتعويض الغيابات التي ضربت الفريق بعد مونديال الأندية، ليعلق قائلا: "جوش أتشيمبونغ جاء من الأكاديمية للفريق الأوّل مباشرة، وهذا يظهر ثقتي بالشباب، والآن لدينا 4 أو 5 مدافعين غائبين، وسنحاول التكيف وإيجاد الحلول".
ويفقد تشيلسي نجم مونديال الأندية، الإنكليزي كول بالمر، الذي تعرّض لإصابة منعته من مساعدة الفريق الأزرق على تحقيق بداية جيدة في بطولة البريميرليغ التي يسعى للتتويج بلقبها هذا الموسم.
يعتمد تشيلسي على شركات خاصة في تحليل البيانات الخاصة باللاعبين خلال التدريبات والمباريات، من خلال الذكاء الاصطناعي وأجهزة تتبع تحركات اللاعبين في الملعب، لكن هذه الشركات لم تكن قادرة على توقع التأثير السلبي للمجهود الذي بُذل في الصيف، على اللاعبين في الموسم الجديد.
ولم يحصل تشيلسي سوى على 25 يوما من دون مباريات بعد انتهاء بطولة كأس العالم وبداية المباريات الودية استعدادا للموسم الجديد، ثم انطلاق البريميرليغ، ليجد ماريسكا نفسه بعد 7 أسابيع من المونديال بلا 9 لاعبين.
ويحتفظ تشيلسي بالقائمة الأكبر من الغيابات بين أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، هذا الموسم، ومن بينهم لاعبون مؤثرون بشكل واضح مثل بالمر وتوسين أدارابيويو وويسلي فوفانا وأندري سانتوس وليام ديلاب وليفي كولويل وداريو إيسوغو.
وأطلق البعض على فريق تشيلسي لقب "الجرحى السائرين" على طريقة اسم مسلسل "الموتى السائرين" للسخرية من الإصابات والغيابات المستمرّة في الفريق منذ بداية الموسم، رغم أنّ فريق ماريسكا كان يُشار إليه دائما بسبب قائمته العميقة وتعدد الخيارات في كلّ المراكز.
من جانب، قال الرئيس التنفيذي ستيفن سميث مؤسس شركة "Kitman Laabs" الرائدة في مجال البيانات والتحليلات المتعلقة بأداء اللاعبين، إن تشيلسي سيتبع نهجا جديدا شموليا لتحليل الأداء البدني لجميع اللاعبين بلا استثناء في التدريبات والمباريات.
وتابع سميث: "سيقوم الفريق باختبار وتقييم الرياضيين يوميا من منظور طبي ومن ناحية الاستشفاء الذّي يشمل كيفية فهم كلّ الأمور المتعلقة بيومهم بما في ذلك النوم والميكانيكا الحيوية لديهم، وتراكم الدمّ والعلامات الهرمونية، وكيف يقوم جسمهم بعلاج نفسه بنفسه بعد كلّ تمرين".
وتحلل شركة "كيتمان" أداء فريق تشيلسي بالإضافة إلى الكثير من الأندية حول العالم، ويضيف رئيسها التنفيذي: "تشيلسي قدّم أداء رائعا رغم الظروف التي تعرضوا لها في موسم طويل للغاية، والحصول على فترات راحة قصيرة، لكن البريميرليغ يمثل دائما تحديا كبيرا".
وشارك مع تشيلسي هذا الموسم في البريميرليغ 24 لاعبا، بسبب سياسة التدوير التي يتبعها ماريسكا لتفادي الإرهاق والإجهاد العضلي والمزيد من الإصابات، بعد الآثار السلبية للعب في الصيف لفترة طويلة خلال بطولة كأس العالم في مباريات صعبة وتنافسية.
كشفت إحصائية عن الجهد البدني لفرق البريميرليغ عن أزمة حقيقية يمر بها فريق تشيلسي، الذي أصبح أقلّ الفرق ركضا بين أندية الدوري الإنكليزي كاملها خلال الموسم حتى الآن.
وقطع لاعبو تشيلسي أقل مسافة ركض بين أندية بريميرليغ وبلغت 616 كيلومترا لكل اللاعبين الـ24 الذين شاركوا في المباريات، في المركز الأخير، مقارنة بمسافة 692.8 كيلومترا لفريق أرسنال المتصدر، ومن بعده مانشستر سيتي الذي قطع 685.6 كيلومترا.
ويعاني فريق تشيلسي من الضغط البدني الذي يمنع لاعبيه من الركض كما يجب في الملعب خاصة في الشوط الثاني من المباراة وفقا للتحليلات التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل"، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على أداء الفريق.