سر النجاح.. الحارس "رقم 10" في أرسنال
نجح فريق أرسنال في السيطرة على قمة الدوري الإنكليزي الممتاز "البريميرليغ" قبل التوقف الدولي، وذلك بفضل منظومة اللعب التي يتبعها المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا التي تعتمد على كل اللاعبين في الهجوم بما فيهم حارس المرمى.
ويلعب الحارس الإسباني ديفيد رايا دورا كبيرا في منظومة ميكيل أرتيتا، للدرجة التي جعلت بعض النقاد في إنكلترا يصفونه باللاعب رقم 10، أو صانع الألعاب في الفريق، ليصبح اللاعب رقم 11 في الفريق وليس مجرد حارس ينعزل عن 10 لاعبين آخرين في اللعب الهجومي.
بدأ أرتيتا في البحث عن حارس مرمى يجيد اللعب بقدميه، عندما مرر رامسديل الكرة إلى المنافس في مباراة ساوثهامبتون في أبريل 2023، ليجد ضالته بعد ذلك في رايا.
رايا في الأساس كان يرغب في أن يصبح لاعبا في خط الوسط وليس حارس مرمى، وذلك بسبب مهاراته الفنية وقدرته على التحكم بالكرة واللعب تحت ضغط، وكان يجيد اللعب في كرة الصالات بعيدا عن حراسة المرمى.
واستغلّ أرتيتا الشغف لدى رايا في أن يصبح لاعبا وليس حارسا، في تحويله إلى ركيزة أساسية في بناء اللاعب وتمرير الكرة إلى الظهيرين لبدء الهجمات في أرسنال، وبات بمثابة اللاعب رقم 10 في الجزء الدفاعي، الذي يوزع الكرات بدقة بالغة ويفتح مساحات للهجوم.
كما يتقدم رايا إلى خط الدفاع كلاعب إضافي عندما تكون الكرة مع فريق أرسنال، ليتحول إلى "اللاعب رقم 11"، دون الاكتفاء بموقعه كحارس مرمى بعيدا عن اللاعبين الـ10 في فريقه، ليصبح الحارس الإسباني غالبا هو الذي يبدأ كل شيء في الملعب.
وفي كثير من الأحيان يخاطر رايا بالاحتفاظ بالكرة بين قدميه في منطقة الجزاء لإجباء الخصوم على التقدم والضغط عليه لفتح مساحات يمرر من خلالها الكرة، ووفقا لإحصائية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" فإنّ رايا احتفظ بالكرة لمدة 10 ثوان خلال مباراة السيتي خلال اللعب وضغط فريق بيب غوارديولا عليه.
كما يجيد رايا المراوغة من مسافات بعيدة بأن يتجه بجسده ويتظاهر بأنه سيمرر الكرة في اتجاه، ثم يراوغ المهاجم الضاغط عليه ويمرر الكرة في الاتجاه الآخر، متسلحا بالثقة التي اكتسبها من مدربه وفريقه.
في عام 2021 قال الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول عن رايا عندما كان حارسا في برينتفورد: "كان يجب أن يحمل حارس المرمى الرقم 10 على ظهره مع كلّ هذه التمريرات التي قدمها لفريقه".
ويجيد رايا التمرير القصير بين الدفاع كلاعب وسط يعود لدعم الدفاع، كما يتمتع بقدرات هائلة ونظرة ثاقبة على تمرير الكرة إلى الجناحين والظهيرين المتقدمين لمسافات بعيدة.
وجاء وجود مهاجم يتمتع بالسرعة والقوة مثل فيكتور جيوكيريس هذا الموسم، ليزيد من أهمية تمريرات رايا الطويلة التي يخترق بها الدفاع، بالإضافة إلى الجناحين السريعين نوني مادويكي وإيبيريتشي إيزي.
ليس اللعب الأرضي فقط هو ما يميز رايا، فالحارس يتمتع بقدرات هائلة على إفساد العرضيات والكرات الهوائية، إذ نجح في إفساد أكثر من 90% من العرضيات التي لعبت في منطقة جزاء أرسنال هذا الموسم.
ومنذ انتقال رايا إلى أرسنال لا يوجد حارس أكثر التقاطا للكرات الهوائية في منطقة جزاء فريقه أفضل منه باستثناء إيميليانو مارتينيز، لكن رايا يتميز بأنه يركض بسرعة بعد التقاط الكرة لبناء هجمة مرتدة لفريقه.