الفيفا في قبضة ترامب.. جائزة جديدة تثير الجدل

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA عن إطلاق جائزة سنوية جديدة تحمل اسم "جائزة الفيفا للسلام"، وسيتم تقديمها للمرة الأولى خلال حفل سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026 في العاصمة الأميركية واشنطن في حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ومؤخرا؛ توطدت العلاقة بين رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو والرئيس الأميركي، خاصة منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض قبل أشهر قليلة، وظهرا سويا خلال أكثر من مناسبة من وقتها وحتى الآن.

قال جياني إنفانتينو في بيان إن كرة القدم تمثل رمزا للسلام، لافتا إلى أن الجائزة الجديدة التي تحمل شعار "كرة القدم توحد العالم" ستكرم الجهود الكبيرة التي يبذلها أشخاص يعملون على توحيد الشعوب ونشر الأمل بين الأجيال القادمة.

وجاء الإعلان قبل مشاركة إنفانتينو في منتدى الأعمال الأميركي في ميامي، الذي شارك فيه أيضا الرئيس الأميركي دونالد ترامب والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بطل مونديال قطر 2022.

ولم يتم الكشف بعد عن هوية الفائز الأول بهذه الجائزة، لكن تقارير متطابقة تشير إلى إمكانية منحها لترامب تعويضا لخسارته جائزة نوبل للسلام، والذي يقام حفل سحب القرعة في الخامس من ديسمبر بمركز كينيدي في واشنطن تحت رعايته.

وتقام نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة بمشاركة 48 منتخبا في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بين 11 يونيو و19 يوليو.

خلال وقت سابق، أعلن الفيفا عن تعيين إيفانكا ترامب، ابنة دونالد ترامب، في مجلس استشاري لمشروع جديد يهدف إلى دعم التعليم حول العالم، ضمن مبادرة تموّل جزئيا من عائدات تذاكر كأس العالم 2026.

المشروع الذي يحمل اسم "صندوق التعليم العالمي للمواطنة" أو Global Citizen Education Fund تبلغ قيمته نحو 100 مليون دولار، ويهدف إلى مساعدة الشباب في أكثر من 200 دولة عبر منح مالية تصل إلى 250 ألف دولار للمنظمات التي تعمل في المجتمعات المحرومة.

وذكر "فيفا" في بيان أن المجلس الاستشاري الذي انضمت إليه إيفانكا ترامب سيقدّم توجيهات استراتيجية لضمان تحقيق الأثر الاجتماعي المرجو من المبادرة، لافتا إلى أن دولارا واحدا من ثمن كل تذكرة في مونديال 2026 سيخصّص لتمويل المشروع.

ويأتي هذا التعيين وسط جدل واسع، إذ يرى بعض المراقبين أن انضمام ابنة ترامب يعكس تقاربا متزايدا بين الفيفا والإدارة الأميركية، خاصة بعد إعلان واشنطن استضافة حفل سحب قرعة كأس العالم المقبلة بحضور ترامب وجياني إنفانتينو.

صحيفة "ذا صن" البريطانية تعتقد أن التقارب "الزائد عن الحد" بين إنفانتينو وإدارة ترامب يثير حالة من السخط بين جماهير كرة القدم من مختلف أنحاء العالم، خاصة وأن رئيس الفيفا لم يقدم على هذه الخطوة مع أي من الزعماء سابقا.

وظهر إنفانتينو جنبا إلى جنب مع ترامب خلال قمة السلام في مدينة شرم الشيخ المصرية في شهر أكتوبر الماضي، وكان العنصر الوحيد من خارج الوسط السياسي الذي سجل حضوره بين زعماء ورؤساء العالم ليثير جدلا كبيرا أيضا.

وانتقدت وسائل إعلام عدة، من بينها صحيفة "ذا أثلتيك" ظهور إنفانتينو الدائم مع ترامب، وقالت إن تنظيم أميركا لكأس العالم 2026 ليس مبررا لذلك، وإلا كان من الأولى أن يعتاد الحضور أيضا جنبا إلى جنب مع قادة المكسيك وكندا صاحبتي التنظيم المشترك مع الولايات المتحدة.