ميسي في برشلونة.. زيارة تعيد الذكريات والخلافات

يعتبر الخلاف بين الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي ورئيس نادي برشلونة خوان لابورتا أحد أبرز الملفات التي شغلت الشارع الكروي خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد رحيل اللاعب عن النادي في صيف 2021 بطريقة وصفت حينها بأنّها "صادمة".

وفي أغسطس 2021 أعلن برشلونة بشكل صادم رحيل ميسي عن ملعب كامب نو، بعد مسيرة استمرّت لأكثر من 20 عاما كاملا، ليحط الرحال في صفقة انتقال حر بين صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي.

وفي السطور التالية، نسلّط الضوء على كواليس خلافات ميسي مع لابورتا والتي عادت لتطفو على السطح مجددا خلال الأيام القليلة المقبلة.

علاقة ميسي ولابورتا كانت إيجابية على مدار سنوات متتالية، خاصة خلال فترة رئاسة الأخير الأولى، حيث حقق برشلونة معظم نجاحاته الكبرى.

لكن عند عودته إلى رئاسة النادي عام 2021، وجد برشلونة في أزمة مالية خانقة، وأصبحت مسألة تجديد عقد ميسي معقدة للغاية.

ورغم الوعود التي قدّمها لابورتا لميسي بالإبقاء عليه، فوجئ اللاعب لاحقا بأن الإدارة غير قادرة على تسجيل عقده بسبب قوانين الدوري الإسباني والقيود المالية.

وشعر ميسي بأنّ لابورتا لم يكن صريحا معه، وأن الإدارة استغلّت الرغبة الجماهيرية للتغطية على الأزمة المالية، مما تسبب في شرخ عميق بين الطرفين انتهى برحيل اللاعب إلى باريس سان جيرمان.

خلال الأسبوع الماضي، ظهر ميسي في زيارة غير معلنة مسبقا إلى ملعب كامب نو، خلال وجوده في برشلونة لالتزامات شخصية مع مواطنه رودريغو دي بول لاعب إنتر ميامي الأميركي.

الزيارة أثارت ضجة كبيرة لأنها كانت الأولى منذ رحيله عن النادي.

ودخل ميسي إلى مرافق النادي وتجوّل في الملعب برفقة بعض أصدقائه، في مشهد أعاد الذكريات وقدّم مساحة لتهدئة الخلافات، فيما اعتبر الكثيرون أن الزيارة كانت رسالة انفتاح من الطرفين لإعادة المياه إلى مجاريها بعد سنوات التوتر.

لكن بعض الصحف الإسبانية في المقابل، أشارت إلى أن الزيارة تحمل طابعا سياسيا ورسالة من ميسي لتشويه صورة خوان لابورتا قبل الانتخابات المرتقبة في برشلونة نهاية الموسم الحالي.

بعد الزيارة، خرج لابورتا بتصريحات تهدئة، مؤكدا احترامه العميق لميسي واعترافه بأنّ النادي مدين له بالكثير، كما تعهد ببناء تمثال للنجم الأرجنتيني أمام كامب نو، تخليدا لإرثه الأسطوري مع برشلونة.

هذه الخطوة كانت محاولة واضحة لإعادة ترميم العلاقة، وتقديم اعتذار مبطّن للجماهير قبل ميسي نفسه، في إطار مساعي إعادة الروابط بين رمز النادي التاريخي ورئيسه الحالي.