"الأيدي الناعمة".. بيع ميداليات المجد

تكررت قصة الكاتب توفيق الحكيم "الأيدي الناعمة" التي ظهرت في فيلم سينمائي عام 1963 حول بيع التاريخ والميداليات من أجل المال، بعدما فعلها بعض اللاعبين.

ورصد الفيلم المصري قصة رجل كان شديد الثراء والمجد لكنه أصبح في موقف ضعف بعدما فقد المال ليضطر إلى بيع النياشين والميداليات والأشياء التذكارية الثمينة من أجل أن يحصل على الطعام.

الأمر حدث لكن بصورة مختلفة مع بعض لاعبي كرة القدم الذين اضطر بعضهم إلى بيع ميداليات البطولات الكبرى التي شهدت تتويجهم بها، من أجل الحصول على المال للهروب من أزمات اقتصادية طاحنة عصفت بهم.

ستيف فينان لاعب ليفربول السابق تعرض إلى أزمة مالية ضخمة، جعلته يضطر إلى بيع الميدالية الذهبية لبطولة دوري أبطال أوروبا 2005 التي حصدها مع "الريدز" بعد النهائي الملحمي ضد إيه سي ميلان الذي انتهى 3-3 قبل أن تحسمه ركلات الترجيح.

وتعرض فينان لأزمة بعدما زادت ديون فينان ولاحقته المطالبات القضائية لسداد الديون، ليقرر إعلان إفلاسه، بينما أشارت تقارير إلى أنه اضطر إلى إعلان الإفلاس فقط من أجل تأخير موعد سداد الديون.

واضطر فينان إلى بيع ميدالية الفوز بدوري الأبطال مقابل 15 ألف دولار أميركي لتوفير تكاليف القضية على الأقل، كما عرض قمصانه في المباريات التاريخية للبيع.

لم تعرف إنكلترا الفوز بكأس العالم سوى مرة واحدة فقط عام 1966، ومع ذلك، لجأ الحارس الإنكليزي جوردون بانكس إلى بيع الميدالية الذهبية للمونديال.

بانكس اضطر للتقاعد دون أن يصنع ما يكفي للعيش بعد ترك قفازه وتعليق الحذاء، وتعثرت مشروعاته التجارية الصغيرة، ليلجأ في عام 2001 إلى عرض ميدالية الفوز بكأس العالم للبيع في مزاد علني.

وحصل بانكس على 124 ألف و750 إسترليني نظير بيع الميدالية التاريخية، وقال لاحقا إنه استخدم المبلغ ليساعد أبناؤه على شراء أول منزل لهم، كما باع القبعة التي حصل عليها في النهائي بمبلغ 27 ألف إسترليني.

ولجأ السير جيف هيرست نجم المنتخب الإنكليزي في مونديال 1966 والذي سجل الهاتريك في المباراة النهائية لكأس العالم في شباك ألمانيا الغربية خلال فوز بلاده 4-2، اضطر كذلك لبيع ميداليته.

وحصل هيرست على عرض كبير من نادي وستهام لشراء ميداليته مقابل 150 ألف إسترليني، ليعرضها النادي في المتحف الخاص به.

وبرر هيرست قرار بيع ميدالية المجد بأن أطفاله "كانوا يحتاجون إلى المال"، وواصل في تصريحات لصحيفة ديلي ميل عام 2015: "لا أندم على ذلك لحظة واحدة، لقد احتفظت بالقليل جدا، وكان القرار صحيحا من أجل أطفال".

البرازيلي بيليه أيقونة كرة القدم التاريخية، تخلى عن الميداليات التي حصدها طوا لمسيرتها، وعرضها للبيع عام 2016 في مزاد علني، بما في ذلك ميداليات كأس العالم الثلاث التي فاز بها.

وحصد بيليه 200 ألف إسترليني مقابل ميدالية كأس العالم 1958 الذهبية، و140 ألف و800 إسترليني نظير ميدالية مونديال 1962.

أما ميدالية مونديال 1970 فقد باعها بيليه مقابل 420 ألف إسترليني، ومعها الكرة التي سجل بها الهدف رقم 1000 في مسيرته.