الموسم على المحك.. كيف انهار برشلونة مع هانز فليك؟
يشهد نادي برشلونة واحدة من أكثر الفترات اضطرابا من الناحية الفنية منذ وصول مدربه الألماني هانز فليك في صيف 2024 خلفا للإسباني تشافي هيرنانديز، ليصبح مستقبل الفريق محلّ شك كبير لدى جماهيره.
وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة من النتائج المتذبذبة، وتراجع مستوى الفريق، وتفاقم الضغوط داخل النادي وخارجه، ما جعل الكثيرين يتحدثون عن انهيار وشيك يصاب المشروع الرياضي حتى مع تألق اللاعب الإسباني لامين يامال.
برشلونة ينهار فنيا ويخسر كل المواجهات الكبرى
يعاني برشلونة من غياب الهوية التي لطالما ميزت الفريق عبر سنوات، وهيمنة أسلوب اللعب المعتمد على السيطرة والتمرير السريع، والذي تفوق به على منافسيه كافة خلال الموسم الماضي، الأول لفليك في كتالونيا.
ولم يحقق "بلوغرانا" أي انتصار أمام كافة الفرق الكبرى خلال الموسم الحالي، بعد خسارته من ريال مدريد وباريس سان جيرمان 1-2 بينما تلقى هزيمة ساحقة أمام إشبيلية 0-4 وسقط برباعية من دون رد ضد تشيلسي في دوري أبطال أوروبا.
ويحلم جمهور البارسا بعودة الفريق إلى المسار الصحيح، واللحاق بركب المتأهلين مباشرة إلى دور الـ16 في البطولة الأوروبية، رغم صعوبة المهمة من الناحية النظرية مع احتلاله المركز 18 قبل 3 جولات من النهاية.
تراجع مريب وكارثي في خط الدفاع
يعيش برشلونة انهيارا دفاعيا غير مسبوق في العصر الحديث، بعدما تحولت المنظومة الخلفية إلى نقطة الضعف الأبرز تحت قيادة هانز فليك، وسط تراجع جماعي في أداء المدافعين خلال الموسم الحالي.
ويعتقد كثيرون أن سوء أداء الدفاع هو سبب انهيار برشلونة الأول هذا الموسم، واستقبل الفريق 25 هدفا خلال أول 18 مباراة، في أسوأ حصيلة يحققها النادي منذ مطلع القرن الـ21 وفق ما نشرته Mundo Deportivo.
هذا التراجع الحادّ يعكس خللا واضحا في الضغط، والتمركز وسرعة الارتداد ما جعل مرمى برشلونة سهل الاختراق أمام أي خصم.
ولم يقترب برشلونة من مثل هذا الانهيار الدفاعي إلا في مناسبتين خلال القرن الحالي وتحديدا في موسمي 2012-13 مع تيتو فيلانوفا و2015-16 تحت قيادة لويس إنريكي، حين تلقى الفريق 23 هدفا خلال نفس المرحلة منهما.
لكن مقارنة الوضع الحالي بتلك الفترات تُظهر أن الأزمة أشد عمقا، إذ كان الفريق حينها يتمتع بهوية فنية واضحة وشخصية قوية تساعده على تجاوز التذبذب الدفاعي، وهو ما ينقصه الآن بشكل لافت.
ويدرك فليك أن استمرار هذا النسق قد يدفع الموسم نحو انهيار كامل، مما يفرض عليه ضرورة إجراء تغييرات جذرية في التنظيم الدفاعي ومعالجة الأخطاء المتكررة في أقرب وقت، وربما يتعاقد مع مدافعين جدد في ميركاتو الشتاء المقبل.