نستيقظ من النوم ونمارس أنشطتنا اليومية، ما بين العمل والترفيه وأوقات الأسرة، يمكننا أن نرصد كل ما حولنا من أشخاص وأشياء وأماكن، إلا أجسادنا تتفاعل داخليا وتقوم بعشرات بالآلاف التحركات دون دراية، كأن تغزو خلايا نسيج بطانة الرحم عضلات جدار الرحم ذاته لدى النساء.

تلك ليست مزحة أو إحدى ابتكارات الخيال العلمي السينمائية، بل حالة مرضية حقيقية تُعرف باسم العضال الغدي، وتُسبب الألم والمعاناة لآلاف النساء مع كل دورة حيض جديدة دون أن يعرفن بالضرورة السبب الحقيقي لمتاعبهن.

أزمة شهرية

بالرغم من أن العضال الغدي لا يحظى بشهرة واسعة بين الاضطرابات النسائية، تتسبب أعراضه في عرقلة دورة الحيض لدى النساء وتُضيف إليها أعراض مزعجة وغير مبررة، كالنزيف الزائد أو غير المنتظم إضافة لآلام الحوض ومشكلات الخصوبة وكذلك زيادة نسبة أخطار الولادة المبكرة أو الإجهاض أو النزف بعد الولادة.

وفقًا لموقع Science Alert، تتأثر واحدة من بين كل ٥ نساء بحالة العضال الغدي.

يؤدي العضال الغدي أيضا إلى عُسر الطمث، ويعني المعاناة من آلام حادة أثناء فترة الحيض وكذلك عُسر الجِماع، أي المعاناة من الألم أثناء ممارسة الجنس، كما يؤدي العضال الغدي أيضًا زيادة حجم الرحم.

مرض غامض

تحدث حالة العضال الغدي عادة لدى نمو النسيج المُبطن للرحم وعبوره داخل عضلات جدار الرحم، بالرغم من ذلك يستمر النسيج في أداء أدواره الاعتيادية، أي أنه يزداد سمكًا ثم يتهاوى ويخرج مع كل دورة شهرية، إلا أن حدوث تلك العملية على نحو غير اعتيادي يتسبب وفقًا لمايو كلينك في توسع الرحم وكثافة الدورة الشهرية إضافة للألم.

بيد أن تفسير تلك الحالة ما يزال عصي على الأطباء، فيعزيها البعض للشقوق الناتجة عن الولادات القيصرية، فيما يعتبره البعض أن تلك الحالة تنشأ لدى الأجنة بالأصل وتتأثر بها النساء بعد البلوغ.

تفسيرات أخرى تذهب اتهام الخلايا الجذعية في النخاع العظمي أو الولادة بالتسبب في العضال الغدي.

تفاوت

بالرغم من حدة أعراض العضال الغدي، بعض النساء لا يدركن إصابتهن بالمرض على الإطلاق، إذ أن حالة غزو أنسجة بطانة الرحم لجاره العضلي قد لا تسبب أي أعراض تذكر في بعض الأحيان، وفقًا لموقع Cleveland Clinic.

وبالرغم من أن أعداد الإصابات تزيد بين النساء الأكبر من ٤٠ عامًا واللاتي خضعن لجراحات سابقة في الرحم، إلا أن بعض المراهقات يمكن أن يتعرضن للعضال الغدي، فما بين ٢٪ إلى ٥٪ من الفتيات اللاتي يعانين من دورة حيض مؤلمة، مصابات بالعضال الغدي.

أعرف أكثر

هل الشفاء ممكنًا؟

في العادة، تختفي أعراض العضال الغدي بعد انقطاع الدورة الشهرية، إلا أن بعض التدخلات العلاجية تساهم في تحسن الأعراض، إضافة إلى الحلول الجراحية طويلة الأمد.

فالتدخل الطبي قد يبدأ مع مسكنات الألم الاعتيادية، التي تساعد المرضى في التأقلم مع أعراضهن العسيرة، بينما يمكن أيضًا استخدام بعض العلاجات الهرمونية للسيطرة على ما يسببه المرض من إضرابات الدورة الشهرية والنزيف.

في بعض الحالات يمكن التدخل جراحيًا للتخلص من آلام العضال الغدي، فكما يمكن للأطباء استئصال الأورام الليفية من الرحم، يمكنهم أيضًا التدخل أيضًا لإزالة العضال الغدي من عضلات الرحم.

يعتبر استئصال الرحم أيضًا من بين الخيارات المتاحة أمام المريضات، بيد أنه يسلبهن إمكانية الإنجاب.

مقدمة برامج بريطانية تعلن إصابتها

أثناء مقابلة مع أحد البرامج الإذاعية، أفصحت المذيعة والصحفية البريطانية، نجا منشيتي إصابتها بالعضال الغدي، وما يتبع تشخصيها من آلام تلاحقها حتى خلال تقديم البرامج التليفزيونية، وعلى مدار اليوم وحتى تخلد للنوم في المساء.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، قالت منشيتي أنها عادة ما تشعر بقدر من الألم حتى أثناء تقديمها للبرامج التليفزيونية وممارسة عملها اليومي، إلا أن نوبات الألم تزداد عن الحد في بعض الأحيان، لتستمر مدة ٤٥ دقيقة و وتمنعها من الحركة أو الجلوس، فتظل تصرخ حتى تتراجع شدة النوبات.