صحة
.
في العادة، ينشد رواد مواقع التواصل الاجتماعي فواصل فكاهية بصحبة صانع المحتوى المصري، نديم بهاء، لكن ما نشره خلال الأيام الماضية أصاب متابعيه بصدمة، عبروا عنها في تعليقات متضامنة معه.
بالعادة يحادث الشاب ابنته الرضيعة، أو ربما يناقش ساخرًا عدم جدوى زيارة طبيب التغذية لمحاولة خسارة الوزن، في بعض الأحيان تشارك زوجته كذلك في مقاطع الفيديو الكوميدية، فتختبر قدرته على الملاحظة وما إذا كان بإمكانه اكتشاف تغير لون طلاء أظافرها.
المحتوى الساخر يلقى إعجاب الآلاف، ويتوج حساب صانع المحتوى على فيسبوك بقرابة مليون متابع، أو بالتحديد ٩٥٩ ألف متابع، إلا أن الأجواء الطريفة غابت عن حساب بهاء منذ بضعة أيام، عندما نشر مقطع فيديو قصير يدعو خلاله متابعيه لمحاولة تجنب الضغوط العصبية.
في مقطع الفيديو لم يكن حديث بهاء متصل وساخر كعهده، بل بدى أنه يعاني من التلعثم.
خلال مقطع الفيديو الذي مدته ٣ دقائق و٢٧ ثانية، لا يتطرق بهاء صراحة لمعاناته مع أي مشكلات صحية أو تشخيصه بمرض محدد، لكنه يبدأ حديث بالآثار السلبية للتعرض المستمر للضغوط النفسية الشديدة، ويقول الشاب المصري لمتابعيه: "اكتشفت أن ٩٠٪ من الأفراد الذين يعانون من الأمراض الشديدة، ترجع إصابتهم للضغوطات النفسية، للأسف الشديد نحمل أنفسنا ضغوطات أكبر منا وأكبر من استيعابنا".
يحذر بهاء المتابعين أيضًا أن زيادة الأعباء على كاهل الأفراد قد تؤدي لتدهور في حالاتهم النفسية.
ويختتم الشاب حديثه فيقول: "لا تتحمل فوق طاقتك، كي لا تُصبح مثلي، فكما ترى استغرقت وقتًا طويلًا كي أدلي بحديث بالكاد يستغرق دقيقتين".
حصد مقطع الفيديو الذي بثه بهاء في الـ٢٤ من مايو الجاري ما يزيد عن مليون مشاهدة، بالإضافة إلى آلاف التعليقات التي تتمنى له السلامة والتعافي من أزمته الصحية، بيد أن الشاب كان قد أضاف تعليقًا للتأكيد على صدق مقطع الفيديو.
"نشرت الفيديو وأنا أدري للآسف أن هناك من سوف يتشكك في حديثي أو يعتقد أنني أمثل (أفتعل)، لكنني لم أتحدث عن نفسي خلال الفيديو نهائيًا، فقد أدعوكم للاعتناء بصحتكم، والمقربين مني يدركون أن تلك ليست المرة الأولى التي تُصيبني فيها هذه الحالة".
لاحقًا نشر صانع المحتوى صورة فتوغرافية برداء المستشفى، معللًا مظهره بالخضوع لعميلة "منظار طبي"، فيما وعد متابعيه بالعودة لنشر مقاطع الفيديو المضحكة.
بالأمس نشر بهاء على صفحته على موقع فيسبوك مقطع فيديو يرتدي خلاله رداء المستشفى، يتحدث خلاله بمرح ويسخر من مظهره، بينما يبدو أنه ما يزال يعاني من التلعثم، ولكن بحدة أقل إذ قال باسمًا: "سوف أجري عملية بالقلب".
كان بهاء قد طلب الدعم المعنوي والدعاء من متابعيه في إبريل الماضي، إثر عبر عن إحباطه وقال:"منذ مدة أحاول إنجاز شيء ما وأبذل كل جهدي لتحقيقه، لكني أدركت لتوي أن كل ذلك الجهد ذهب هباءً..سهر وتفكير وعمل وإدخار وجمعيات وفي النهاية لم أصل لشيء".
قد يبدو الأمر كلحظات صمت قصيرة بين الكلمات، ما يجعل خطاب المتحدث يبدو متقطعًا، في أحوال أخرى يجد المتحدث صعوبة في بدء نطق بعض الكلمات فقط، كما يمكن للمتحدث أيضًا أن يشعر بالتوتر والقلق من الحديث بشكل عام.
تلك كلها من الأعراض الشائعة للتلعثم أو اضطراب الطلاقة حسبما يصفه موقع مايو كلينك، الذي يصنفه كأحد اضطرابات الكلام.
ويؤدي التلعثم بشكل عام لمشكلات متكررة وشديدة في الطلاقة أثناء الحديث، على الرغم من وعي المصاب تمامًا بالكلمات أو العبارات التي يودون الإدلاء بها، لكنهم يواجهون صعوبة في عملية الحديث ذاتها.
وفيما تعتبر حالة التلعثم جزء طبيعي من عملية تعلم الكلام التي يمر بها الأطفال بشكل اعتيادي خلال السنوات الأولى من العمر، إلا أن تلك الحالة قد تستمر لفترات أطول من المتوقع لتصبح أزمة مزمنة تؤثر على أصحابها البالغين.
يُعتقد أن بعض العوامل الوراثية من الممكن أن تتدخل في إصابة الأشخاص باضطراب الطلاقة، إذ أن التلعثم عادة ما ينتشر بين أفراد الأسرة الواحدة، ولكنه يُعزى أيضًا في بعض الأحوال لتشوهات في القدرة على التحكم في حركات الكلام.
يشير موقع مايو كلينك أيضًا إلى بعض الحالات الخاصة أو العارضة التي قد تُسبب التلعثم؛ كالجلطات واضطرابات الدماغ وإصابات الدماغ، كما يمكن أن تحدث حالة التلعثم نتيجة "الكرب العاطفي"، وفي بعض الأحيان في المواقف العصيبة.
مقطع فيديو واحد على مواقع التواصل الاجتماعي كفيل بأن يمنح صاحبه شهرة مدوية، أو ربما يقوده إلى قضاء ليلة غير مريحه تمامًا في قسم الشرطة، ودليل اتهامه، يسبح على شبكة الإنترنت.
في أغلب الأحيان، يتوقف الأمر على الانتقادات وإثارة الجدل، بالضبط كما حدث في مارس الماضي، عندما أعلن صانع المحتوى العراقي، حيدر الفيلي، زواجه من الممثلة الكويتية، غدير الفهد.
الزواج ذاته لم يكن مثار الجدل، بل أعلن عنه الفيلي حينها كمهر العروس، والذي بلغ كليو من الذهب عيار ٢١ مؤخر الصداق أيضًا شكل مبالغة كبير في نظر المتابعين، إذ بلغت قيمته مليار يورو.
غير أن الجدل المثار حول الزيجة لم يتوقف لدى هذا الحد، فبعد مُضي أسبوعين فقط على الزيجة المثيرة للجدل، أعلن الفيلي انفصاله عن زوجته معللًا ذلك بغياب التو اصل فيما بينهما.
أما في مصر، فقد تمكن أثنين من صناع المحتوى في العام ٢٠٢٠ من إثارة حفيظة جهات رسمية، وبالتحديد المجلس القومي للأمومة والطفولة، الذي تقدم ضدهما ببلاغ للسلطات باعتبار ما يقدما من محتوى يتضمن ترهيب لابنتيهما الصغيرة واستغلالها لأغراض التربح وفقًا لموقع صحيفة اليوم السابع المحلية.
source:https://www.facebook.com/AhmedHas0san/photos/pb.100044582102764.-2207520000./1483634731846904/?type=3
وكان مقطع الفيديو المقصود قد أظهر زينب (الأم) وقد لونت بشرتها بصبغة داكنة، الأمر الذي أثار فزع صغيرتها.
لاحقًا أوضح الزوج أن المقصود من مقطع الفيديو المثير للجدل هو الدعابة فقط، فيما اعتبرت الأم الغرض من الفيديو اختبار ذكاء الطفلة وتوثيق لحظات طفولتها.
أخلت النيابة العامة سبيل الأب والأم بضمان مالي بعد بضعة أيام، لكنها كلفت مختصين في الوقت ذاته، تابعين لمجلس الأمومة والطفولة بمتابعة حالة الطفلة ومنع استغلالها بأي صورة مرة أخرى أو تعريضها للخطر، وفقًا لصحيفة الوطن المحلية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة