توصلت دراسة إلى أن تلوث الهواء يؤدي إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية الأمر الذي يشكل تهديدا لصحة الإنسان في جميع أنحاء العالم. الدراسة التي ارتكزت على بيانات أكثر من 100 دولة على مدى عقدين تقريبا، ونشرت في مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث، تكشف أن المستويات المتزايدة لتلوث الهواء مرتبطة بزيادة خطر مقاومة المضادات الحيوية.

تعتبر مقاومة المضادات الحيوية أحد أسرع التهديدات على الصحة العالمية، والتي تتسبب في مقتل 1.3 مليون شخص سنويا، وفقا للتقديرات.

السبب الرئيسي لمقاومة الجسم للمضادات الحيوية هو سوء استخدام المضادات والإفراط في استهلاك الأدوية التي تستخدم لعلاج الالتهابات. لكن الدراسة تشير إلى أن المشكلة تتفاقم بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء. ويمكن أن يؤدي التعرض قصير المدى لمستويات عالية من التلوث إلى السعال والصفير ونوبات الربو.

يمكن للحد من تلوث الهواء أن يساعد في تقليل مقاومة المضادات الحيوية، وفقا للدراسة، وهي أول تحليل عالمي متعمق للروابط المحتملة بين الاثنين، حسب صحيفة الغارديان.

نسبة مقاومة المضادات الحيوية ترتفع

أظهرت الدراسة أن التحكم في تلوث الهواء يمكن أن يقلل بشكل كبير من الوفيات والتكاليف الاقتصادية الناجمة عن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

يشير التحليل إلى أن مقاومة المضادات الحيوية الناتجة عن تلوث الهواء ارتبطت بنحو 480 ألف حالة وفاة مبكرة خلال العام 2018.

ووفق الدراسة من المحتمل أن تزيد مستويات مقاومة المضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم بنسبة 17٪ بحلول عام 2050. وقد يرتفع العدد السنوي للوفيات المبكرة المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية إلى نحو 840 ألف حالة.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحيق بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية. ويمكن أن تُلحِق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة.

وتحدث مقاومة المضادات الحيوية بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسارع بفعل إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان والحيوان.

بات علاج عدوى الالتهابات المتزايدة العدد، من قبيل الالتهاب الرئوي والسل والسيلان، أصعب بعد أن أصبحت المضادات الحيوية التي درجت العادة على استعمالها لعلاجها، أقل نجاعة.

وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات.

المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومتها عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.

خفّف من الأدوية

تبدي البكتيريا، وليس الإنسان أو الحيوان، مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.

وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيدا بنظافة الأغذية، وفق ما جاء على موقع منظمة الصحة العالمية.