صحة
مع موجات الحر التي يشهدها فصل الصيف في السنوات القليلة الماضية، حدد العلماء أقصى درجات الحرارة التي يمكن لجسم الإنسان تحملها في 35 درجة مئوية، لكن دراسة حديثة تفيد أن هذه العتبة قد تكون أقل مما كان متفقا عليه.
في دراسة علمية نشرت عام 2010 وجد العلماء أن البقاء لمدة 6 ساعات في حرارة درجتها المئوية 35 مع رطوبة بنسبة 100٪ سيؤدي حتما إلى الموت, حتى بالنسبة للشباب الذين ينعمون بصحة سليمة.
تحت هذه الأوضاع التي تمزج بين الحرارة و الرطوبة، يتوقف الجسم عن استخدام التعرق كأداة لتبريد نفسه، ما يؤدي إلى الاجهاد الحراري وفشل عمل الأعضاء ثم الموت.
وبالرغم من تحديد الحرارة التي يمكن أن يتحملها جسم الانسان، يقول الخبراء إن لكل شخص عتبة مختلفة بناءً على عمره وصحته وعوامل اجتماعية واقتصادية أخرى.
في أوروبا، حيث نادرًا ما توجد رطوبة كافية لخلق درجات حرارة رطبة خطيرة تؤدي إلى الموت، تسجل وفيات المسنين نسبة عالية وصلت إلى 61 ألف شخص في الصيف الماضي.
يعد السن عاملا رئيسيا في الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا حيث يتوفر المسنون على أقل عدد من الغدد العرقية ما يؤدي لموتهم أكثر من الأصغر سناً.
عامل آخر أشار له جوي مونتيرو، الذي نشر دراسة له على المجلة العلمية نيتشور، هو الوصول إلى المراحيض حيث أن توفر هذه المرافق يساعد الإنسان على التبول وشرب كمية أكبر من الماء. وعكس ذلك يؤدي إلى استهلاك كمية أقل وهو ما يؤدي إلى الجفاف.
توقع كولين ريموند، الباحث في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، أن درجات الحرارة ومعدل الرطوبة سوف "يتجاوز بانتظام" 35 درجة مئوية في أجزاء مختلفة من العالم في العقود القادمة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم 2.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
الحد الأقصى للحرارة الرطبة التي يمكن للإنسان تحملها تتراوح بين 35 درجة مئوية و100٪ من الرطوبة أو 46 درجة مئوية مع 50٪ من الرطوبة.
لاختبار هذا الحد، قام باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة بقياس درجات الحرارة الأساسية للشباب الأصحاء داخل غرفة حرارية، ووجدوا أن المشاركين وصلوا إلى "الحد البيئي الحرج" عندما لم تتمكن أجسامهم من إيقاف درجة حرارة الجسم الأساسية من الارتفاع، أي أقل بكثير من 35 درجة مئوية التي كانت مفترضة سابقًا.
وقدر الفريق أن الأمر سيستغرق ما بين 5 و7 ساعات قبل أن تصل هذه الظروف إلى "درجات حرارة أساسية خطيرة حقا"، بحسب ما صرح دانيال فيسيليو لوكالة فرانس برس.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة