العالم هذ الشتاء تحت تهديد ٣ فيروسات: كورونا، والإنفلونزا، والمخلوي التنفسي. وفي وقت تنتشر بالولايات المتحدة الأميركية طفرة جديدة من كورونا تدعى إي.جي.5، أو بشكل غير رسمي، إيريس، (في الأساطير اليونانية، كانت إيريس إلهة الفتنة والتنافس والخلاف)، صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور بأنه "مثير للاهتمام"، فزادت المخاوف حياله.

المتحور إي.جي.5، مشابه للمتحور الفرعي إكس.بي.بي 1.5. وعلاوة على ذلك فهو سلالة فرعية من المتحور أوميكرون الذي لا يزال مهيمنا. ويُنسب للمتحور إي.جي.5 أكثر من 17٪ من حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، بحسب أحدث البيانات الحكومية التي نقلتها رويترز.

فهل يجب الحصول على جرعة معززة من لقاح كورونا؟ وكيف نحمي أنفسنا من هذا المتحور؟ وماذا نعلم عن خصائص إي.جي.5؟

هل يجب أن نقلق؟

• حتى الآن، لا يطلق إي.جي.5 أيّ إنذارات خطر، رغم التقارير المبكرة التي تظهر أنه قد يكون أكثر قابلية للعدوى. ويقول أخصائي الأمراض المعدية في جامعة يل، سكوت روبرتس: "لا يوجد بيانات تشير إلى أن إي.جي.5 يؤدي إلى حالات أسوأ من كورونا مقارنة بالمتغيرات السابقة". لكن التقارير المبكرة أظهرت أن إي.جي.5 ينتشر بشكل أسرع من أي سلالة أخرى متفشية حاليا.

• خلال الأسبوع الأوّل من شهر أغسطس، لاحظت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية اتجاها تصاعديا بنسبة 14.3٪ في حالات الاستشفاء المرتبطة بكورونا ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع في الحالات والاستشفاء أقلّ بكثير مما كان عليه خلال الصيف السابق.

• "لقد حدثت طفرات كورونا مماثلة خلال فترة الصيف من السنوات الثلاث الماضية، على الأرجح يعود ذلك إلى الحركة السياحية النشطة في هذه الفترة من العام. ومن المحتمل أيضا أن يكون هذا الارتفاع الأخير بسبب المتحور الجديد، الذي يتمتع بقدرة أكبر على تجاوز الدفاعات المناعية للأشخاص، وأيضا بسبب الفعالية المتضائلة للجرعات المعززة في الخريف الماضي"، وفق روبرتس.

كيف يختلف عن سلالات كورونا الأخرى؟

يوضح الدكتور روبرتس أن إي.جي.5 لا يختلف كثيرا عن السلالات الحديثة الأخرى. اكتشف إي.جي.5 لأول مرة في فبراير، وهو سليل متغير أوميكرون، الذي ظهر لأول مرة في نوفمبر 2021 ولديه العديد من المتحورات الفرعية.

لدى إي.جي.5 طفرة جديدة واحدة في البروتين الشائك، (الجزء الذي يسهل دخول الفيروس إلى الخلية المضيفة)، والتي يمكن أن تتجنب بعض المناعة المكتسبة بعد الإصابة أو التطعيم. يقول الدكتور روبرتس: "على غرار جميع المتغيرات التي نشأت، هناك درجة إضافية من المقاومة للمناعة بسبب اختلاف طفيف في التركيب الجيني".

يميل إي.جي.5 إلى إصابة الجهاز التنفسي العلوي، مما يتسبب في سيلان الأنف والتهاب الحلق وأعراض أخرى شبيهة بالبرد، على عكس أعراض الجهاز التنفسي السفلي، كما يوضح الدكتور روبرتس. لكن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر أو الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف هم أكثر عرضة لخطر انتقال الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي، مما يتسبب في مرض شديد.

هل يجب الحصول على جرعة معززة؟

• لقاحات كورونا الجديدة من شركة فايزر، وموديرنا، ونوفافاكس، من المرجح أن توفر الحماية ضد المتغير الجديد، السلالة السائدة حاليا للفيروس في الولايات المتحدة. ولا تزال الشركات الـ٣ تنتظر موافقة إدارة الغذاء والدواء على لقاحاتها، مما يعني أن تلك اللقاحات لن تكون متاحة للجمهور قبل شهر تقريبا.

• صمم صانعو الأدوية لقاحاتهم المحدثة لاستهداف متحور أوميكرون، الذي يتراجع ببطء على مستوى الولايات المتحدة الأميركية. لكن البيانات الأولية تشير إلى أن الجرعات الجديدة ستظل فعالة ضدّ إيريس، ومتغيرات أخرى منتشرة على نطاق واسع وكلها من سلالة أوميركون، وفق شبكة سي أن بي سي.

• من المحتمل أن توفر اللقاحات الجديدة الحماية ضدّ إيريس لأن السلالة لها تركيبة جينية مشابهة جدا لمتحور أوميكرون. الفرق الرئيسي هو أن إيريس يحمل طفرة إضافية في الأحماض الأمينية، والتي ربما تجعل السلالة أكثر قدرة قليلا فقط على مقاومة المناعة من العدوى أو التطعيم السابق، حسب الشبكة.

• شركة موديرنا قالت، الخميس، إن جرعة اللقاح المحدثة تسببت في "زيادة كبيرة" في الأجسام المضادة الوقائية ضد إيريس. ولم تقدم الشركة بيانات محددة عن مستويات الأجسام المضادة لأن نتائج التجربة أولية. لكن رئيس شركة موديرنا، ستيفن هوغ، قال في بيان إن النتائج "تعكس قدرة لقاحنا المحدث على مواجهة تهديدات كورونا الجديدة".

• متحدث باسم شركة فايزر، قال في ردّ لشبكة سي أن بي سي، إن جرعة الشركة "حيدت بشكل فعال" عددا من متغيرات أميكرون، بما في ذلك إيرس، في دراسة أجريت مؤخرا على الفئران.

• بدوره أخبر متحدث باسم نوفافاكس قناة سي أن بي سي أنها تتوقع أن يعمل لقاح كورونا المحدث ضد إيريس. وأضاف المتحدث: "نجري الآن اختبارات لإثبات ذلك".

• بالنسبة لأهمية الحصول على جرعة معززة، يقول بعض الخبراء إن الأمر يعتمد على الظروف الفردية ومستويات المخاطر، لذلك يجب مراجعة الطبيب قبل الحصول عليها. فالأشخاص غير المحصنين أو الذين يعانون من نقص المناعة والذين لم يحصلوا على المعززات المتاحة يمكن أن يفكروا في أخذها. ويقول الدكتور روبرتس إن أي شخص يحصل على جرعة معززة مُركبة حديثًا في الخريف يجب أن يتوقع الحصول على حماية كافية في وقت مبكر من العام الجديد، لأن الجرعة تحتاج لنحو ٣ أشهر للوصول إلى ذروة الفعالية.

كيف يمكن أن نحمي نفسنا؟

هذا العام، يجب أن تكون هناك حماية أفضل من متحور كورونا الجديد وأدوات وقائية جديدة. فمتحورات كورونا يمكن أن تكون قاتلة للأشخاص المعرضين للخطر بما في ذلك الرضع وكبار السن، وفق تقرير جامعة يل.

لذلك، يبقى اتخاذ الاحتياطات أمرا مهما، خصوصا إذا كان الشخص معرضا لخطر أكبر للإصابة بعدوى شديدة لأنه يبلغ من العمر 50 عاما أو أكثر، أو يعاني من نقص المناعة، أو من حالات طبية مثل السمنة.

ويمكن أن تساعد الجهود الوقائية، مثل تجنب الأشخاص المصابين وارتداء الأقنعة في الأماكن الضيقة والمكتظة، في الحدّ من الانتشار.

اعرف أكثر

دعوة رئاسية للأميركيين

قال مسؤول في البيت الأبيض، أمس الأحد، إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تخطط لحث جميع الأميركيين على الحصول على جرعة معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا هذا الخريف لمواجهة موجة جديدة من الإصابات.

وذكر المسؤول أنه في حين أن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أعلنت زيادة الإصابات ومعدلات دخول المستشفيات بسبب الإصابة بالفيروس، فإن مستويات الإصابة الكلية لا تزال منخفضة.

"محل اهتمام"

• صنفت منظمة الصحة العالمية السلالة إي.جي.5 المنتشرة في الولايات المتحدة والصين على أنها "سلالة يجب أن تكون محل اهتمام"، لكنها قالت إنه لا تشكل على ما يبدو تهديدا للصحة العامة أكثر من السلالات الأخرى.

• قالت منظمة الصحة العالمية في تقييم لمخاطر السلالة الجديدة لا تشير الأدلة المتاحة إجمالا إلى أن السلالة إي.جي.5 تشكل خطرا على الصحة العامة أكبر من السلالات الأخرى المنتشرة حاليا المتحورة من أوميكرون. وأضافت أن هناك حاجة إلى تقييم أكثر شمولا للمخاطر التي تشكلها السلالة الجديدة، حسب ما نقلت رويترز.

• أودى كوفيد-19 بحياة ما يزيد عن 6.9 ملايين شخص على مستوى العالم، فضلا عن إصابته أكثر من 768 مليونا منذ ظهور الفيروس. وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي الجائحة في مارس آذار 2020، وأنهت حالة الطوارئ العالمية المتعلقة بالمرض في مايو من العام الحالي.