صحة

تقاوم التدوير وتنتج بالملايين سنويا.. كرات التنس تهدد البيئة

نشر

.

Mussab Gasmalla

تنتج مصانع كرات التنس الصفراء حول العالم 330 مليون كرة سنويا، وبفعل تعود نجوم التنس على تغيير الكرة باستمرار تذهب الكثير منها إلى مدافن النفايات، وهناك تبدو المشكلة أكبر، إذ تحتاج كرة التنس إلى نحو 400 عام لكل تتحل.

هل يعاد تدويرها؟

وربما يتساءل البعض عن عدم إعادة تدويرها، وهذا هو أُساس الجدل الحالي، لجهة أن تلك الكرات تقاوم بشدة إعادة تدويرها، وذلك بسبب خصائصها الصناعية.

وفي وقت يسعى فيه العالم بأسره حاليا للحفاظ على البيئة، تصدرت كرات التنس الجدل، إذ لا تكاد لجان مختصة في الأمر داخل اتحاد كرة المضرب تنفض حتى تنعقد أخرى، من أجل إنهاء الصداع (الإيكولوجي) الذي تجلبه لها هذه الكرات، وبالفعل هنالك مبادرات وحلول الآن، ينتظر أن تحقق نجاحا.

ويواجه قطاع صناعة كرات التنس انتقادات كذلك، تتعلق بولائه لنموذج صناعة الكرات الذي يرجع إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، ولم ينجح في تطويره.

نحو 330 مليون كرة تنس تنتج سنويا. (أ ب)

لماذا تقاوم كرات التنس إعادة تدويرها؟

يعود هذا الأمر إلى الطريقة التي تصنع بها تلك الكرات، والتي لم تتغير كثيرا منذ ظهورها للعلن في العشرينيات من القرن الماضي.

ولعل التغيير الوحيد الذي كان مؤثرا، حدث في عام 1972 بحسب لوفيغارو الفرنسية، والذي جاء طفيفا بتغيير لونها من الأبيض، إلى اللون الأصفر الحالي.

وحدث ذلك التغيير بحسب الصحيفة بعد شكاوى عدة من الفاعلين في التنس (لاعبين، قنوات بث تلفزيوني..) من مشاكل في الرؤية مع تلك الكرات البيضاء.

كيف تصنع الكرة؟

وفي الطريقة الأكثر شهرة حاليا، تصنع كرات التنس من اللباد الأصفر، الذي يتم تثبيته بإحكام عبر الغراء الأبيض، وذلك لجعله أكثر قابلية لتحمل الضربات والإرسالات وكذلك الصدمات القوية.

وإلى جانب ذلك كله، يدخل في مكونات تصنيعها أيضا، الصوف والنايلون، وهما عنصران مقاومان للتحلل وإعادة التدوير، بطبيعتهما.

كم تحتاج لتتحلل؟

وبحسب خبراء لأسوشيتيد برس، فإن هذه الكرات، تحتفظ بهيئتها لنحو 400 عاما في مدافن النفايات، قبل أن تتحل، والسبب هو المواد الخام المستخدمة في تصنيعها.

ألالاف الأطنان من كرات التنس تتحول إلى نفيات سنويا. (أ ب)

ماذا يوجد بداخلها؟

لو قدر لك أن تفتح صندوق كرات تنس جديدة، قد تكون مررت حتما بتجربة مشابهة لفتح علبة كوكا كولا، إذ يخرج غاز، بصوت مشابه لذلك الذي يلازم فتح علبة ذلك المشروب الغازي.

ووفقا لناشيونال جيوغرافيك، فإن كرات التنس عند تصنيعها يتم ملئها بالهواء، الذي يندفع من الداخل نحو الخارج.

والسر في ذلك يعود إلى تمكينها من (القفز) المستمر، إذ يمنحها عدم توازن، يتسبب في حركيتها المستمرة، وعدم الثبات على الأرض عند سقوطها مباشرة.

أما دور الغاز في العلبة الجديدة لكرات التنس، فإن يكون بهدف توفيره ضغطا خارجيا مساو لضغطها الداخلي، ليضمن استقراراها.

وللحفاظ على ضرورة قفزتها، عادة ما يلجأ نجوم التنس إلى تغيير الكرة بعد عدة إرسالات، ليطلب من فتيان الكرات مده بواحدة جديدة، وهو ما يخلف الكثير من الكرات المستخدمة.

وفي بطولة أميركا المفتوحة الجارية حاليا في فلاشينغ ميدوز، تصل عدد كرات البطولة في كل عام 100 كرة تنس جديدة، وهو ما يشرح حجم التغيير المستمر للاعبين لتلك الكرات.

ما مدى خطورة وضع تلك الكرات على البيئة؟

رأى الدكتور نيكولاس ثيمليس مدير مركز هندسة الأرض في جامعة كولومبيا الأميركية أن كرات التنس " مثلها مثل غيرها من المنتجات، صنعت لتدوم وتقاوم، ما يجعلها تقاوم إعادة تدويرها ميكانيكا"، لكنه استطرد بضرورة عدم اعتبارها سببا رئيسا في تدمير البئية.

وأضاف ثيمليس في تصريحات: "لكن هل يعني ذلك عدم استخدام منتج صنع ليدوم، تحت الذريعة ذاتها، أي نتركه لأنه منتج يدوم ولا يتحلل؟"

واتفق ثيمليس مع علماء كثر، رأوا أن وجود كرات التنس في النفايات الرافضة للتحلل، يعتبر بمثابة قطرة في بحر من المنتجات المشابهة، لكنهم عادوا ليدعوا إلى البحث عن سبل جديدة، سواء متعلقة بالتصنيع أو كيفية إعادة الاستخدام لوقف هذه الظاهرة الضارة بالبيئة.

أبرز مظاهر التأثير السلبي لكرات التنس على البيئة

من أبرز مظاهر تأثير كرات التنس على البيئة، هو استخدام المطاط البكر في تصنيع، إذ يكّون الغلاف الداخلي لكرات التنس الصفراء.

وكما هو معروف يتسبب الحصول على المطاط قطعا جائرا للغابات في العالم، ما ينعكس بالتالي على التصحر، وانتشار ثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه تلك الأشجار.

أما الأثر الأكبر لكرات التنس، هو البصمة الكربونية العالية لها، إذ تنتج تلك الكرات في شرق آسيا (الصين وتايلاند)، لتقطع آلاف الأميال لتصل إلى العالم، ويتم ذلك عبر وسائل تستخدم الوقود، إلى جانب عمل مصانعها كذلك بالكربون.

ما هي الاستخدامات الحالية لكرات التنس منتهية الصلاحية؟

وفقا لناشيونال جيوغرافيك، وفي ظل شبه القناعة بصعوبة إعادة تدويرها، فإن النموذج الحالي المستخدم في الاستفادة من كرات التنس يتعلق بإعادة استخدامها فقط.

ومن ابرز القطاعات التي يعاد فيها استخدام كرات التنس، هو تحويلها إلى وسيلة إلهاء وتدريب ولعب للكلاب.

كرات التنس القديمة وسيلة محبذة لإلهاء الكلاب. (أ ب)

وتستخدم أيضا كقاعدة لأرجل الكراسي، من أجل توفير تصنيع غطاء بلاستيكي لها.

وأيضا يتم تمزيقها واستخدمها في تصنيع أرضيات ملاعب التنس ذاتها، وبعض المضمارات الرياضية الأخرى.

أحدث الحلول حاليا

بحسب أسوشيتد برس، فإن الاتحاد الدولي للتنس، كون لجنة تقنية في العام الماضي، من أجل التصدي لهذا الصداع، ووضع سبل كفيلة بإنهائها.

ومن أبرز الحلول المطروحة، هو الضغط أكثر على الشركات المنتجة للكرات، من أجل ابتكار نموذج قابل للتدوير.

"نفكر في عدة خيارات، أولها وهو الأسهل أن نطيل من أمد استخدام الكرات في المباريات، ونحد من تغييرها، ومنذ ثم ابتكار نموذج لإعادة استخدامها، وأخيرا نفكر في إعادة تدويرها"، هكذا صرح كابل ديفيدز مدير اللجنة التقنية لمعالجة الأثر البيئي لكرات التنس في الاتحاد العالمي لكرة المضرب، لوكالة الأسوشيتد برس.

يذكر أن هنالك مقترحا حاليا باستخدام مجموعة كرات محددة لنحو 13 مباراة، ومنع تغييرها، إذ يطلب اللاعبين تغيير الكرات بكثرة لضمان إرسال ساحق.

وهنالك شركة هولندية أعلنت مؤخرا أنها تعمل على إنتاج كرة تنس تشكل كرات قديمة 30% منها.

وبدورها، كانت شركة ويلسون الأميركية قد انتجت كرة ترنتي (المضغوطة)، التي قللت فيها استخدام المطاط، وبدت أكثر استمرارية، إذ يمكن للاعبين خوض 4 مباريات بها دون أن تفقد خصائها.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة