"البرباشة" في تونس.. البحث عن الحياة وسط القمامة

منظمة "إنترناشيونال ألرت" تقول في تقاريرها إنّ عددهم في حدود 8000 "برباش" من بينهم نساء وحتّى قُصّر.

لكن الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (مجتمع مدني)، رمضان بن عمر، يؤكد لـ "بلينكس" أنّ الرقم الفعلي أكبر من ذلك بكثير".

ويضيف أنه لا يمكن تحديد العدد بدقة، خاصةً وأنهم يعيشون على هامش الدولة، فلا هي تؤمن لهم التغطية الاجتماعية أو مستلزمات السلامة الصحية والوقائية.

ويقول الناطق الرسمي للمنتدى "هم خارج حسابات" الدولة، على حد وصفه.

الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، وهي جهة حكومية، تشير في إحصائياتها إلى أنّ حوالي 70 ألف ينقبون عن النفايات في تونس، معظمهم يتركّز في الأحياء الشعبية للعاصمة.

سالم "البرباش" أو جامع البلاستيك يقول إنه يبيع الكيلوغرام الواحد مقابل 600 إلى 900 مليم أي مايعادل 0.3 دولار إلى مصانع التدوير وإعادة التدوير.

إلا أن سالم يجهل ماذا تصنع هذه المعامل بما يجمعه طيلة 10 ساعات في اليوم، وفق قوله لـ "بلينكس".

سالم وغيره من آلاف البرباشة يساهمون في حماية البيئة في بلد ينتج سنوياً 2.7 مليار قارورة ماء بلاستيكية و204 مليار كيس بلاستيكي.

في هذا السياق، يوضّح الخبير البيئّي حمدي حشاد أنّ معدّل تدوير قوارير البلاستيك في تونس يصل إلى 90%، مما يجعل هؤلاء الفقراء الذين يعيشون على البحث في القمامة ومصبات الفضلات، أحد أهم أعمدة المحافظة على البيئة والشريط الساحلي التونسي.

ورغم محاولات المجتمع المدني العديدة في إطلاق مشاريع تهدف إلى إدخال البرباشة في منظومة دعم العلاج أو توفير معدات الحماية لهم، خاصة مع انتشار النفايات الخطرة خلال السنوات الخمس الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا، مازال هؤلاء يعيشون بعيداً عن أعين السلطات التونسية ومخططاتها، خاصة مع ارتفاع نسب البطالة إلى أكثر من 16% في بلد يشكو صعوبات اقتصادية خانقة.