المشرف على أبحاث مسببات الأمراض الناشئة في قسم يانسن بالشركة، مارنكس فان لوك قال: "إنه أول (دواء) على الإطلاق يُظهر نشاطا مضادا للفيروسات ضد حمى الضنك".

ولا يوجد حاليا علاج محدد لمرض حمى الضنك الذي يزداد خطر انتشاره، بحسب الشركة.

لا تبدو الكارثة في انتشار المرض فحسب، ولكن في زيادة معدل الانتشار بسبب التغير المناخي، وفي ذلك يقول كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية جيريمي فارار، في وقت سابق من الشهر الجاري، إنه من المرجح أن ينتشر بشكل أكبر مع تغير المناخ الذي يجعل من مناطق أخرى بيئة ملائمة للبعوض الذي ينشره.

وشدد على أن مناطق كثيرة في آسيا وأمريكا اللاتينية ابتليت منذ فترة طويلة بهذا المرض الذي يصيب الملايين كل عام ويحصد أرواح الآلاف.

في التجربة التي أجريت بالتعاون مع كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، تناول 10 متطوعين جرعة عالية من أقراص جونسون آند جونسون قبل 5 أيام من حقنهم بنوع من حمى الضنك واستمروا في تناول الأقراص لمدة 21 يوما بعد ذلك.

ولم يظهر أي أثر لفيروس حمى الضنك في عينات دم 6 من 10 بعد تعرضهم للعامل المسبب للمرض، كما لم تظهر أي علامة على أن جهاز المناعة لديهم قد استجاب للعدوى بالفيروس على مدار 85 يوما من وجودهم تحت الملاحظة.

وظهرت حمى الضنك على 5 أشخاص يشكلون مجموعة ثانية تم حقنهم أيضا بالفيروس عند فحصهم، وتلقى المشاركون في التجربة رعاية من الأطباء المتخصصين عند الضرورة، والفيروس الذي تم حقنهم به كان نوعا ضعيفا لتقليل أعراض المرض.

وقالت جونسون آند جونسون إن البيانات الأولية الإيجابية تدعم تجارب المرحلة الثانية الجارية للعلاج للوقاية من الأنواع الأربعة المختلفة من حمى الضنك في عالم حقيقي ينتشر فيه المرض، والخطوة التالية ستكون اختباره كعلاج.

حمى الضنك مرضٌ استوائي لا عالج له، ولا يعدي غير المصابين، منتشرٌ في وسط أفريقيا وجزر الكاريبي وجنوب شرق آسيا؛ ويعرف أيضا باسم "حمى تكسير العظام" لما يسببه للمرضى من آلام شديدة في المفاصل وتشنجات.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض، ومعظم الأشخاص الذين يصابون بها لا تظهر عليهم أعراض، ولكن، بالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض، فإنها تشمل الحمى الشديدة والصداع وآلام الجسم والغثيان والطفح الجلدي.

وتستمر هذه الأعراض عادةً لمدة 7 أيام، وفي الحالات الشديدة التي تقل عن 1% قد تكون قاتلة.

ازدادت معدلات الإصابة بحمى الضنك بشكل كبير في جميع أنحاء العالم خلال العقود الأخيرة، حيث ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها من منظمة الصحة العالمية من 430 ألفًا و505 حالات في عام 2000 إلى 5.2 مليون حالة في عام 2019.

كما يُخطأ في تشخيص الكثير من الحالات بوصفها من الاعتلالات الحموية الأخرى.

ويشير أحد تقديرات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بوضع النماذج إلى وقوع 390 مليون حالة عدوى بفيروس حمى الضنك سنويًا، وتظهر أعراض سريرية واضحة على نحو 96 مليون حالة منها.

وتشير دراسة أخرى في تقديراتها عن معدلات انتشار حمى الضنك إلى أن نحو 3.9 مليار شخص معرّضون لخطر الإصابة بعدوى فيروسات حمى الضنك، ما يعني نصف العالم الذي يزيد تعداد سكانه عن 7.8 مليار نسمة، بحسب آخر إحصاء صدر عن البنك الدولي عام 2021.