كيف نتجاوز شعور "اللاشيء" أثناء الحرب؟

يتنامى لدى لين إبراهيم شعور متزايد بالخدر العاطفي، ما يجعلها تشعر بالذنب حيال ذلك.

الخدر العاطفي هو رد فعل دفاعي من قبل عقل الإنسان للتعامل مع المشاعر الكبيرة التي قد تكون محبطة أو مؤلمة، وفقاً لخبير علم النفس والمعالِج، وائل علي الذي يقول لبلينكس إنه يمكن أن يترتب عليه عواقب سلبية على الصحة العقلية، فيؤدي إلى الشعور بالانفصال واللامبالاة وعدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجلب السعادة في السابق.

تحاول لين الهروب من هذا الشعور فتتحدث إلى بلينكس قائلة: "كنت أحاول التطوع في أنشطة خيرية بجانب المقاطعة والصلاة، ومع ذلك ما زلت أشعر بالعجز الشديد"، لكنها كسائر الأشخاص اللذين يشعرون بعين الإحساس بالذنب والعجز.

يعد إحساس الذنب والعجز آلية دفاعية مشتركة، تحدث عندما تنفصل عقولنا عن أفكارنا وأفعالنا ومحيطنا. يمكن أن يكون هذا مفيدًا في البداية، لكنه قد يؤدي إلى سلوكيات ضارة بمرور الوقت، وفقاً لمنظمة Utility Health الأميركية.

يقول المعالج والخبير النفسي وائل علي: "يمكن أن تؤدي الصدمات والتوتر المطول والقلق والاكتئاب والحزن إلى الإحساس بالانطفاء العاطفي".

كما يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى هذا الشعور، ويشرح في تصريحات لـبلينكس "إذا كانت تُستخدم هذه الأدوية لعلاج اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة. فيختلف الناس في كيفية استجابتهم للصدمات".

ما يمثل تجربة مؤلمة للغاية لشخص ما، قد يكون أقل أهمية لشخص آخر. ومع ذلك، في أية حالة يكون فيها التوتر أو القلق أو الاكتئاب شديدا ودائما، يمكن أن يدخل الدماغ في حالة من الخدر.

يمكن أن يلاحظ الشخص دخوله في حالة الخدر العاطفي:

• نظرات مسطحة وفارغة، إذ يبدو الشخص المصاب بالخدر العاطفي وكأنه لا يشعر بأي شيء.
• عدم الشعور بالإثارة، والصعوبة في الاستمتاع بالأشياء التي كانت تجعل الشخص سعيدًا من قبل.
• العزلة عن الأنشطة والأشخاص، صعوبة التواصل مع الآخرين أو المشاركة في الأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها.
• الإحساس المشوه بالوقت: قد يبدو الوقت يمر ببطء أو بسرعة كبيرة.

يشعر الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الخدر العاطفي بالقلق من أن يعتقد الآخرون أنهم لا يهتمون، ويخشون أن يُحكم عليهم أو أن يُشكك في علاقتهم بالأشخاص المهمين في حياتهم.

يشرح وائل: "عندما يعلق الآخرون على مدى قوتنا أو يظهرون مفاجأة من الطريقة التي نتصرف بها، فقد يجعلنا ذلك نشعر بالخجل،

يضيف: "قد نشعر وكأن الشخص لا يستحق التعاطف أو الدعم".

تقول منظمة ماري كوري لعلم النفس إن "من المهم أن نتذكر أن الخدر العاطفي هو رد فعل طبيعي على الصدمة؛ لا يعني أن الشخص لا يهتم".

يشعر الكثير من الناجين من الصدمات بالخدر العاطفي، يمكن أن يكون هذا تجربة صعبة للغاية، إذ ربما تؤدي إلى الشعور بالوحدة والانعزال، فيواجهون الشعور بضعف التواصل مع الآخرين.

ونظرًا لأن البشر خلقوا اجتماعيين، فمن الطبيعي أن تتوق أنفسهم إلى التواصل والدعم، وفقاً لمنظمة "Saprea" للأبحاث. ويساعد التحدث مع صديق أو قريب أو معالج نفسي للتحدث عن المشاعر التي تنتاب المصاب في التغلب على ذلك.

عندما تبدأ في الشعور بالعواطف مرة أخرى، قد تشعر بالإرهاق، هذا لأنك ستشعر أيضًا بمشاعر غير مرغوب فيها، مثل الحزن والغضب.

وتقول المنظمة إن المهم "تذكر" أن القدرة على الشعور بالعواطف هي هدية. يمكن أن تساعدك مشاعرك على فهم نفسك والعالم من حولك.