صحة

هل قطك "مكلبز"؟

نشر

"لو ظل في البيت ستنام في الخارج أنت وهو"، هذا الحوار المعتاد بين كل أم وأولادها الذين يريدون إضافة فرد جديدة للعائلة. وبعد مرور القليل من الوقت، يصبح القط مهما للأهل، أكثر من أهميته بالنسبة للأولاد. وكأفراد عزيزين في عائلاتنا، لا نريد سوى الأفضل لرفاقنا من القطط. ولكن، في سعينا لإغراقهم بالحب، خصوصا عندما تقرر الأم، قد نعرّض صحتهم للخطر عن غير قصد، فيصبح قطك "مكلبز".

تعتبر السمنة لدى القطط مصدر قلق متزايد، مما يؤثر على صحتهم وطول عمرهم وسعادتهم بشكل عام. وتُلقي دراسة حديثة الضوء على التفاعل المعقد بين الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن وتأثيره على الجهاز الهضمي في القطط.

تكمن المشكلة الأساسية في طريقة إطعامنا للقطط؛ إذ أثبتت الدراسة أنه عندما تأكل القطط أكثر وتكتسب الوزن، تنخفض كفاءة الجهاز الهضمي. في المقابل، عندما يحصل الجسم على كمية أقل من الطعام، يكون أكثر كفاءة في استخلاص العناصر الغذائية.

فكيف تعرف إذا قطك "مكلبز"؟ وكيف تحميه من السمنة؟

اعرف أكثر

شملت الدراسة 11 قطة بالغة معقمة، تم إطعامها جميعًا طعامًا جافًا قياسيًا للقطط. وبعد أسبوعين من تحديد القياسات الأساسية، تم منح القطط حرية تناول الطعام بقدر ما يحلو لها. وقام الباحثون بجمع عينات الدم والبراز بعناية على فترات منتظمة، ومراقبة النشاط البدني عن كثب طوال فترة الدراسة.

وقام الباحثون بفحص التغيرات في إنتاج البراز، ووقت عبور الجهاز الهضمي، وكفاءة الجهاز الهضمي (هضم العناصر الغذائية)، وتكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء على مدار الدراسة التي استمرت 20 أسبوعًا.

كشفت النتائج التي توصلوا إليها عن ظاهرة رائعة: كلما استهلكت القطط المزيد واكتسبت الوزن، انخفض وقت عبور الجهاز الهضمي، إلى جانب انخفاض كفاءة الجهاز الهضمي. في الأساس، عندما يتلقى الجسم كمية زائدة من الطعام، فإنه يتسارع من خلال الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى امتصاص عدد أقل من العناصر الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تحولات كبيرة في التركيب الميكروبي للأمعاء. وتزايدت وفرة بكتيريا Bifidobacterium، وهو ميكروب مشهور بخصائصه المضادة للميكروبات وتحفيز الجهاز المناعي. في المقابل، انخفض مستوى الكولينسيلا، الذي يلعب دورًا في تدهور الألياف والذي تم ربطه بالحالات المسببة للالتهابات. تحدت هذه النتائج المفاهيم الراسخة، ملمحة إلى مدى تعقيد العلاقة بين ميكروبات الأمعاء وزيادة الوزن.

ومع زيادة استهلاك القطط للطعام، زاد أيضًا إنتاجها من البراز. وفي الوقت نفسه، انخفض الرقم الهيدروجيني للبراز، مما يعني أن البراز أصبح أكثر حمضية.

"في البشر، يشير انخفاض درجة الحموضة في البراز إلى ضعف امتصاص الكربوهيدرات والدهون. وترتبط النتائج التي توصلنا إليها بهذا، حيث أن انخفاض درجة الحموضة في البراز يتماشى مع زيادة تناول الطعام وانخفاض قابلية الهضم"، بحسب المؤلف المشارك في الدراسة كيلي سوانسون، الأستاذ في قسم علوم الحيوان والمدير المؤقت لقسم علوم التغذية (DNS).

كثرة الـtreats لها مساوئ. ففي جميع أنحاء العالم، تقدر الدراسات أن ما يصل إلى 63% من القطط تعاني من زيادة الوزن أو السمنة. وترتبط هذه الحالة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك هشاشة العظام والسكري لدى القطط. وتظهر الدراسات أيضًا أن الحيوانات الأليفة التي تعاني من زيادة الوزن أو السمنة لا تعيش طويلاً مثل نظيراتها الأقل حجماً.

ومن العواقب أكثر شيوعا لدى القطط:

انخفاض جودة الحياة

حمل الوزن الزائد غير مريح جسديا للقطط. بالتالي، ستكون هناك صعوبة أكبر في التحرك أو القفز أو اللعب، مما يؤدي إلى الخمول، وقضاء فترات طويلة من الوقت في النوم. وتُعرف القطط بعاداتها الدقيقة في العناية بالشعر، لكن ذات الوزن الزائد ستواجه صعوبة في الوصول إلى مناطق معينة من جسدها. وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل جلدية مما يكون غير مريح لها.

زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

السمنة هي عامل خطر كبير لمختلف الأمراض المزمنة في القطط. تعد حالات مثل داء السكري وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل الجهاز التنفسي أكثر انتشارًا في القطط ذات الوزن الزائد. يمكن أن تؤدي هذه المشاكل الصحية إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع وتتطلب علاجًا طبيًا مكلفًا. وترتبط السمنة بتطور مرض السكري لدى القطط. وتشير التقديرات إلى أن مرض السكري أكثر شيوعا في القطط بثلاث مرات تقريبًا من الكلاب.

مشاكل في الجهاز التنفسي

تواجه القطط ذات الوزن الزائد صعوبة في التنفس بسبب زيادة الضغط على الصدر والرئتين. يمكن أن يكون هذا مشكلة بشكل خاص بالنسبة للسلالات ذات الوجه المسطح مثل القطط البريطانية قصيرة الشعر، والتي تعاني بالفعل من تحديات في الجهاز التنفسي.

تتطلب مساعدة قطك على إنقاص الوزن اتباع نهج متوازن يجمع بين تناول السعرات الحرارية الخاضعة للتحكم وزيادة النشاط البدني. فيما يلي بعض النصائح حول أفضل نظام غذائي للقطط لإنقاص الوزن:

استشر طبيبك البيطري

قبل إجراء أي تغييرات مهمة على النظام الغذائي لقطك، من الضروري استشارة الطبيب البيطري. يمكنه تقديم توصيات مخصصة بناءً على عمر قطك ووزنه وصحته العامة وأي حالات طبية أساسية.

التحكم في الكميات

قم بقياس طعام قطك للتأكد من حصوله على حجم الحصة الصحيح. تجنب ترك الطعام متوفر طول اليوم وحدد فترات معينة لتناول الوجبات بناء على الإرشادات المتوفرة على عبوة طعام القطط.

دمج الطعام الرطب

طعام القطط الرطب يحتوي على سعرات حرارية أقل من الأطعمة الجافة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يوفر الترطيب، وهو أمر مهم للصحة العامة.

وجبات متكررة وصغيرة

فكر في تقسيم حصص الطعام اليومية لقطك إلى عدة وجبات أصغر على مدار اليوم. يمكن أن يساعد ذلك في منع الإفراط في تناول الطعام والحفاظ على ثبات عملية الحرق لدى قطك.

زيادة النشاط البدني

شجّع قطك على اللعب وممارسة الرياضة لمساعدته على حرق السعرات الحرارية الزائدة. يمكن أن تكون الألعاب التفاعلية ومؤشرات الليزر وعصا الريش أدوات ممتازة لإشراك قطك في النشاط البدني.