كلية خنزير في جسد إنسان.. لماذا يلجأ أطباء لهذا الاختيار؟

سبق أن أجريت عمليات زرع كلى من الخنازير المعدلة وراثيا لبشر متوفين دماغيا. كذلك سبق لمرضى أحياء أن خضعوا لعمليات زراعة قلب من خنزير معدل وراثيا، لكنهم فارقوا الحياة في وقت لاحق.

ونقل بيان المستشفى عن سليمان، وهو من مدينة ويموث بولاية ماساتشوستس قوله إن الأطباء "شرحوا له بدقة إيجابيات هذا الإجراء وسلبياته".

وأضاف "لقد وجدت في الخضوع لهذه العملية وسيلة ليس فقط لمساعدتي، ولكن أيضاً لإعطاء الأمل لآلاف الأشخاص الذين يحتاجون إلى عملية زرع الأعضاء للبقاء على قيد الحياة".

وأشار البيان إلى أن سليمان يُفترَض أن يتمكن من مغادرة المستشفى قريبا، وأنه خضع سابقاً لعملية زرع كلية بشرية، لكنه اضطر إلى الخضوع مجدداً لغسل الكلى منذ مايو 2023.

ويوجد الآن أكثر من 100 ألف أميركي على قائمة الانتظار للخضوع لعمليات زرع أعضاء، بينهم نحو 88 ألفاً ينتظرون زراعة كلى.

مع تقدم الطب، شهدت عمليات زراعة الأعضاء الحيوانية في أجسام البشر، وتُسمى الطعوم المغايرة، تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة. وأجرى جرّاحون من مستشفى لانغون بجامعة نيويورك في سبتمبر 2021 أوّل عملية زرع لكلية خنزير في جسم إنسان متوفٍ دماغياً في العالم.

وفي نوفمبر 2023 توفيَ لورانس فوسيت البالغ 58 عاماً وهو ثاني مريض في العالم يُزرع في جسمه قلب خنزير معدل وراثيا، بعد 6 أسابيع على إجراء العملية، وتولت شركة eGenesis توفير الكلية في العملية الجديدة.

يحكي رئيس الشركة مايك كورتيس أن هذه العملية "تمثل حدوداً جديدة في الطب وتظهر إمكان تعديل الجينوم لتغيير حياة ملايين المرضى حول العالم الذين يعانون الفشل الكلوي".

يتم تعديل الخنازير وراثياً للحد من خطر تصدي الجهاز المناعي للمتلقي للعضو الدخيل.

وأزيلت بعض جينات الخنازير وأضيفت جينات بشرية باستخدام تقنية "كريسبر" CRISPR للتعديل الجيني. وأوضح البيان أن العلماء لجأوا أيضاً إلى "تعطيل الفيروس القهقري" للخنزير للقضاء على خطر العدوى بعد عملية الزرع.

وقال الجراح في مستشفى "ماساتشوستس جنرال هوسبيتال" تاتسو كاواي إن "نجاح عملية الزرع هذه، يعتبر تتويجا لجهود آلاف العلماء والأطباء طوال عقود عدة ".

استخدام الخنازير في الطب يعود لأسباب منها:

التشابه البيولوجي

يشبه نظام القلب والأوعية الدموية في الخنازير نظام القلب لدى البشر إلى حد كبير، مما يجعل صمامات قلب الخنزير متوافقة مع عمليات الزرع.

التوفر

الخنازير متوفرة بكثرة ويمكن تربيتها بسهولة، مما يجعلها متاحة بسهولة للأبحاث والإجراءات الطبية. تؤدي هذه الوفرة إلى تقليل التكاليف والتحديات اللوجستية المرتبطة بمصادر الحيوانات للأغراض الطبية.

في عام 2019، تم استخدام ما يقارب 83 ألف خنزير لأغراض علمية في دول الاتحاد الأوروبي، بالمقارنة مع حوالي 143 مليون خنزير تمت تربيتها كماشية في نفس العام.

التوافق المناعي

يتشابه أنسولين الخنازير، على الرغم من أنه ليس مطابقا للأنسولين البشري، بدرجة كافية تجعله فعالا في علاج مرض السكري لدى البشر.

إمكانات زرع الأعضاء

يتم أيضا إجراء أبحاث على الخنازير من أجل زراعة الأعضاء أو الأنسجة. وبينما لا يزال نقل أعضاء الخنازير إلى البشر في مراحله التجريبية، إلا أن لديها القدرة على تخفيف النقص في الأعضاء البشرية المطلوبة للزراعة.