تعرّف على أسباب اكتئاب الربيع وطرق علاجه

يُعرف الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي بأنه حالة اكتئاب تظهر غالبًا في بداية فصل الربيع وتنتهي مع فصل الخريف، وتُسمّى "اكتئاب الربيع"، أو تظهر مع بداية فصل الخريف وتنتهي مع بداية الربيع، ومن الممكن التغلب على هذه الحالة بأساليب طبيعية أو باستخدام علاجات حديثة.

متى يبدأ اكتئاب الربيع؟

ينتشر اكتئاب الربيع بدرجة أكبر مما يُعتقد، فهو يترافق مع زيادة حالات الانتحار التي تصل إلى ذروتها خلال الفصل نفسه سنويًا، إذ يبدأ الاكتئاب في أبريل وينتهي مايو، ويُطلق عليه بعض الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الشتاء اسم "متلازمة اكتئاب الربيع".

ويرجع السبب إلى أن قدوم الربيع بشمسه المشرقة وهوائه النقي يؤدي في بعض الحالات إلى تجديد الطاقة بصورة سلبية لدى بعض المصابين، ما يعمّق من حالتهم النفسية بدلاً من تحسينها كما يُفترض.

أسباب اكتئاب فصل الربيع

على الرغم من عدم تحديد الخبراء الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى حدوث اكتئاب الربيع، فإن هناك عدة نظريات انتشرت لشرح أسباب هذه الظاهرة:

1- التعرض الزائد لأشعة الشمس

التعرض المفرط لأشعة الشمس، حتى خلال الأيام الدافئة، يمكن أن يسبب ظهور أعراض الاكتئاب الموسمي الربيعي مثل الاضطراب، والتوتر، والتهيج، وتكون هذه الأعراض أكثر شدة، خاصةً حال امتداد ساعات النهار لفترة طويلة، وهذا الوضع يمكن أن يؤثر في اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية التي تؤثر في نمط النوم، ما يزيد من صعوبة الحصول على كمية كافية من النوم الضرورية للشعور بالراحة والنشاط البدني.

2- خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ

النواقل العصبية -وهي المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر في الحالة المزاجية- تؤدي دورًا مهمًا في ظهور أعراض اكتئاب الربيع إذا حدث خلل في توازنها، على سبيل المثال يمكن أن يكون انخفاض مستويات السيروتونين وارتفاع مستويات الميلاتونين سببًا لاكتئاب الشتاء، في حين قد تحدث التغيرات في مستويات هذه المواد الكيميائية، كما في اكتئاب الربيع، نتيجة للظروف الموسمية التي تؤثر في توازن هذه النواقل العصبية.

3- الحساسية الموسمية

من الممكن أن تكون الحساسية الموسمية سببا في ظهور اكتئاب الربيع، إذ تتزايد مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح خلال فصل الربيع، ويمكن أن يؤدي التعرض المتزايد لهذه المسببات إلى ظهور أعراض التهاب أو حساسية، ما يزيد من سوء الحالة المزاجية ويُسهم في ظهور الاكتئاب الربيعي.

أعراض اكتئاب الربيع

يظهر اكتئاب الربيع في بعض الحالات بصورة أكثر حدة من نظيره في الشتاء، وتشمل أعراض اكتئاب الربيع ما يلي:

• الشعور بالاكتئاب المستمر طوال اليوم بصورة متكررة.
• فقدان الاهتمام بالأشياء الممتعة والأنشطة المختلفة، بمن في ذلك الأشخاص المقربون في بعض الحالات.
• نقص الطاقة لأداء المهام اليومية.
• مشكلات في النوم مثل الأرق.
• تغيّر في الشهية والوزن.
• الشعور بالتوتر والقلق.
• صعوبة التركيز.
• فقدان الأمل والشعور بالذنب بصورة متكررة.
• التفكير في الانتحار.

طرق علاج اكتئاب الربيع

طرق علاج الاكتئاب الموسمي تشمل خيارات طبية وغير طبية بعد التعرف على أعراضه، وفيما يلي تفصيل لكل منهما:

تغييرات في نمط الحياة لعلاج اكتئاب الربيع تشمل:

1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تحسين مزاج الشخص وتقليل الاكتئاب.

2. تنظيم الوقت لتقليل التوتر والضغط النفسي: من المهم توزيع الوقت بصفة منظمة، للتخفيف من التوتر والضغط النفسي.

3. تخصيص وقت للاسترخاء: من المهم تخصيص بعض الوقت للراحة والاسترخاء، للمساعدة في تهدئة العقل والجسم.

4. تناول أطعمة صحية غنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية: تأثير الغذاء على المزاج مهم، وتناول الأطعمة الصحية يمكن أن يعزّز الشعور بالراحة.

العلاجات الطبية لعلاج اكتئاب الربيع تشمل:

1. الأدوية: يمكن للطبيب وصف مضادات الاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، للمساعدة في علاج اكتئاب الربيع.

2. العلاج السلوكي المعرفي: يهدف إلى تحسين أنماط التفكير السلبية، وإدارة الأعراض، والتعامل بصورة أفضل مع التوتر.

3. العلاج بالضوء: يجري استخدام ضوء مماثل لأشعة الشمس لعلاج الاكتئاب، ويكون عبر جلوس الشخص أمام صندوق ضوئي لمدة 20-60 دقيقة يوميا.

لا داعي للقلق بشأن متلازمة اكتئاب الربيع، فهي حالة صحية تحدث نتيجة لتغير الفصول بصورة محدودة، وبالتالي يمكن التعامل مع أعراضه والتحكم فيها عن طريق اتخاذ تغييرات إيجابية في نمط الحياة، أو عن طريق استشارة الطبيب المتخصص، للحصول على معلومات حول العلاجات الطبية المتاحة.