"الهند تغلي" عند 52.3 درجة مئوية

الموجة الحارة العنيفة التي ضربت الهند، جعلت الجميع يتفادى الخروج من منازلهم، خاصة أثناء النهار، حيث كان البقاء داخل المباني السكنية والتجارية، الخيار الأفضل.

يقول روب رام، بائع طعام جوال يبلغ 57 عاما، إنه يجد صعوبة في الحصول على زبائن لبيع بضاعته بسبب عزوف الغالبية العظمى عن التجول في الشوارع والتعرض لأشعة الشمس.

وعن سبب عدم جلوسه في المنزل حتى مرور الموجة الحارة، يقول البائع الهندي لفرانس برس، إن مراوح التهوية الصغيرة التي يمتلكها في مسكنه الصغير مع زوجته ونجليه، لا ترطب الأجواء، ولا تقلل من وطأة الحر.

أما راني، التي تضطر إلى ركوب الحافلات لمدة ساعتين صباحا كل يوم من أجل بيع الحلى اليدوية التي تصنعها، فقالت: "لا أعرف ماذا أفعل، الحر أصبح صعبا للغاية، ونحن نعجز عن القيام بأي شيء".

البقاء في المنازل لن يكون الخيار الأمثل، إذ حذرت السلطات في نيودلهي من خطر شحّ المياه، مع بدء تقنين الإمدادات بالفعل في بعض المناطق.

وزيرة المياه، أتيشي مارلينا، دعت السكان لممارسة "المسؤولية الجماعية" والتوقف عن إهدار المياه في هذه الظروف المناخية الصعبة.

وفي وقت تندر فيه نسمات الهواء بسبب الحر الخانق، اضطرت الحكومة الهندية إلى قطع المياه بالفعل في بعض المناطق بسبب نقص الإمدادات، ما جعل أتيشي تؤكد أن حل مشكلة نقص المياه يتطلب اتخاذ إجراءات وقف وتقليل الإمداد بالمياه من مرتين في اليوم، إلى مرة واحدة فقط في مناطق عدة.

وتوفر الحكومة الهندية إمدادات إضافية للمياه لمناطق تواجه نقصا حادا، إذ يستمر الإمداد لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة فقط يوميا، وتزداد الأمور سوءا بانخفاض تدفق نهر يامونا أحد روافد نهر الغانج شديد التلوث الذي يعبر نيودلهي.

وتعتمد نيودلهي بشكل كامل على ولايتي هاريان وأوتار الزراعيتين في تدفق المياه، اللتين تحتاجان إلى كميات كبيرة من المياه من أجل الري الزراعي، خاصة في أكثر أشهر العام حرا.

وفي ظل تسجيل درجات حرارة قياسية في نيودلهي، سجلت ولاية راجاستان أيضا درجة حرارة مرتفعة للغاية بلغت 50.5 درجة مئوية مع رياح حارقة شديدة الخطورة.

وتعرضت المنطقة الصحراوية في محيط فلودي في الولاية ذاتها شمال غرب الهند، إلى درجة حرارة قياسية عام 2016 مسجلة 51 درجة مئوية آنذاك.

وعلى العكس، شهدت ولايتا البنغال الغربية وميزورام في شمال شرق الهند، أمطارا غزيرة، لكن تقلبت الأجواء سريعا برياح قوية شديدة، تسببت بحالة من الذعر نظرا لتزامنها مع إعصار الرمال القوي الذي ضرب الهند وبنغلادش الأحد 26 مايو، وأودى بحياة 65 شخصا.

هيئة الأرصاد الجوية في بنغلادش أعلنت أن الإعصار الحالي يعد الأطول من نوعه الذي تشهده البلاد على الإطلاق، مؤكدة أن تغير المناخ هو السبب الرئيسي وراء استمراره لوقت طويل لأول مرة.