بينها آكلة الدماغ.. أمراض "غريبة" تفتك بإسرائيل

في يوليو الجاري، لقي شاب إسرائيلي، يبلغ من العمر 26 عاما، مصرعه في مستشفى بيلينسون، بسبب التقاطه عدوى الأميبا آكلة الدماغ، في أثناء وجوده على شاطئ بحيرة طبريا.

تلك الأميبا المسماة بالـنيجلرية الدجاجية تعيش عادةً في المياه العذبة الدافئة؛ مثل البحيرات والبرك والمسابح، ولا تصيب الضحية بأي أضرار إلا في حالة دخولها إلى الجسم عن طريق الأنف وتكون مميتة. أما إذا دخلت عن طريق الفم، فإنها لا تحدث أي ضرر ملحوظ؛ لأن أحماض المعدة تقتلها، بحسب مصادر طبية.

وفي حال وصولها للدماغ، فإنها تصيب العائل بمرض التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي، ومن أعراض الإصابة بها: الصداع والحمى والغثيان والتقيؤ وتشتت الانتباه وتصلب الرقبة وفقدان الاتزان والنوبات أو الهذيان.

البكتيريا الأميبية الآكلة للدماغ نادرا للغاية ما تصيب البشر، فسنويا يُصاب بها في الولايات المتحدة 3 أشخاص فقط.

الإذاعة الإسرائيلية تقول إن طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات أصيب أيضا بالتهاب الدماغ، بعد ظهور خراج دماغي نادر يسمى "Nagleria fowleri"، وهو حاليا تحت التخدير والتنفس الصناعي في مستشفى زيف في صفد.

وبعد أنباء موت الشاب العشريني، أصيب الإسرائيليون بالهلع، وهرع 250 منهم للمستشفيات المختلفة، وقالت إذاعة كان إن نحو 52 طفلا و13 بالغا وصلوا إلى قسم طوارئ مركز زيف، بعد ظهور أعراض مختلفة عليهم، إثر مكوثهم في شاطئ غاي بطبريا.

وأُدخِل اثنان من الأطفال لقسم الأطفال، لإجراء مزيد من الاختبارات والمتابعة، بينما جرى إدخال امرأة أخرى إلى المستشفى لإجراء مزيد من الفحوصات.

وفي المركز الطبي الشمالي في بوريا، وصل 40 مريضا لإجراء الفحوصات، أُدخِل 4 أطفال من بينهم لإجراء فحوصات إضافية، في حين استقبل مركز رمبام الطبي في حيفا 9 مرضى، من بينهم شاب و٨ أطفال أقاموا في شاطئ غاي.

وأُجلِي أيضا 20 شخصا إلى مركز عيمك الطبي في العفولة مساء الأربعاء، خوفا من إصابتهم بالأميبا، بعد إقامتهم في مياه شاطئ غاي خلال الأيام القليلة الماضية.

مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في إسرائيل بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، بدأ مرض حمى غرب النيل بالانتشار على نحو لم تشهده البلاد منذ عام 2000.

خلال بضعة أسابيع، سجلت إسرائيل 566 حالة لمصابين بالمرض، ويتوقع أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير، لأن هذه الإحصائية تشمل فقط من ظهرت عليهم أعراض قوية دفعتهم للحصول على تشخيص في المشفى.

أما في عام 2000، فسجلت إسرائيل 425 حالة خلال العام بأكمله، وهو ما يقلق الإسرائيليين من تفشي هذا المرض.

وزارة الصحة الإسرائيلية تصف حمى غرب النيل بالمرض "الخطير عديم العلاج بالأدوية"، الذي "قد يتضاعف خاصّة بين أصحاب نظام المناعة الضعيف". وتنتشر هذه الحمى عبر لسعة البعوض المصاب بالفيروس المسبب للمرض.

فترة تطور المرض من لحظة اللدغة حتى ظهور أعراضه هي 5-21 يوما، ويستغرق المرض لدى البشر 3-6 أيام، ويختفي من تلقاء نفسه.

حمى غرب النيل عادةً ما تكون أعراضها خفيفة لمتوسطة وتشبه الإنفلونزا، إذ يعاني المريض الحرارة والصداع والضعف وآلام المفاصل والعضلات والطفح في الجلد، وفي بعض الأحيان الغثيان والإسهال.

ولكن هناك مضاعفات نادرة محتملة للمرض؛ مثل الالتهاب الحاد في الدماغ أو التهاب السحايا، وقد ينتهي المرض بالوفاة في بعض الأحيان، مثلما حدث مع 38 مريضا إسرائيليا.

للحماية من حمى غرب النيل، أوصت إسرائيل مواطنيها بتجنب لدغات البعوض قدر الإمكان، سواء عبر استخدام طارد بعوض أو إغلاق النوافذ أو ارتداء ملابس طويلة في المساء أو معالجة مخاطر المياه الراكدة في جميع أنحاء المدن والبلدات.

كذلك، تحذر السلطات من أن البعوض قد يستخدم أوعية الماء الخاصة بالقطط والكلاب كمكان لوضع بيضه، وهو ما يستلزم تنظيف تلك الأوعية باستمرار.

القناة 12 تقول إن موجة الإصابة بكورونا في إسرائيل بدأت مجددا في مايو، واشتدت خلال يونيو، وإن المتحورات الشائعة هي JN1 وPK.2 وPK.3، على غرار المتحورات المنتشرة عالميا.

بالإضافة إلى كورونا، حطمت معدلات الإصابة بالسعال الديكي في إسرائيل، مايو الماضي، الرقم القياسي لعدد الإصابات الشهرية منذ اندلاع انتشار ذلك المرض مطلع عام 2023، بواقع 609 حالات إصابة بالمرض.

في يونيو، أُحصِي 460 مريضا في إسرائيل، لكن هذا العدد لا يزال غير نهائي؛ لأن بيانات مرضى السعال الديكي تُحدَّث ببطء، وفقا للقناة 12.

المرض منتشر حاليا في جميع أنحاء إسرائيل، واكتُشِف العديد من الحالات مؤخرا في أشدود والقدس وحيفا ونيس زيونا وعسقلان وريشون لتسيون.