تطوير المضادات الحيوية متوقف.. هل يجب أن نقلق؟

عندما ينجح مختبر في ابتكار مضاد حيوي جديد، لا تكون المبيعات "هائلة" لأنّ المتخصصين في المجال الصحي يريدون "الاحتفاظ بالمضادات الحيوية المبتكرة للحالات الأصعب".

ويهدف هذا الاستخدام المحدود إلى إبطاء تطوّر مقاومة البكتيريا، لكنّ تأثيره الضار يتمثل في الحد من عوائد الاستثمار، مما يشكل "معضلة" بالنسبة إلى الشركات التي يتعين عليها "ابتكار مضادات حيوية جديدة لكنها في المقابل لا تُستخدم"، حسب ما تقول مديرة الشؤون العامة لدى مختبرات فايزر الأميركية كاثرين رينو.

ويُعدّ مجال المضادات الحيوية مختلفاً لأنّ العلاجات الحديثة لا تحل محل القديمة التي لا تزال تلبّي معظم الاحتياجات العلاجية.

والحفاظ على هذه المنتجات الجديدة "معقّد لأن الأسعار تنخفض باستمرار"، بحسب رينو التي حددت مجموعتها هدفاً يتمثل في إطلاق ٢ إلى ٤ مضادات حيوية جديدة بحلول عام 2030.

بالإضافة إلى ذلك، تُستَهلك المضادات الحيوية لفترة محددة حتى التعافي، على عكس علاجات الأمراض المزمنة.

يدرك فريديريك بيران، الأمين العام لتحالف "بيم" الذي يرمي إلى تشجيع ابتكار علاجات جديدة للأمراض المقاومة للأدوية، أنّ صناعة المضادات الحيوية الجديدة ليست مربحة، مشيراً إلى أنّ 80% من المضادات الحيوية قيد الابتكار هي بين أيدي الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومن الصعب جعل المضادات الحيوية الجديدة مربحة في وقت يتم احتساب أرباح شركات الأدوية على حجم المبيعات، وهو ما يدفع عدداً من الخبراء إلى المطالبة بتمويل آخر لتشجيع الأبحاث.

أنشأت إنكلترا آلية اشتراك مع الشركات المصنعة للمضادات الحيوية حتى توفّر الأدوية عند الطلب، وميزة ذلك بالنسبة إلى الشركات هو أن يكون لديها دخل مضمون، أما بالنسبة إلى النظام الصحي سيتيح فرصة التحكم في استخدام المضادات الحيوية لعدم تعزيز ظاهرة المقاومة.

في العديد من دول الشرق الأوسط، يمكن الحصول على المضادات الحيوية بسهولة دون وصفة طبية، بحسب دراسة أجرتها مجلة ذا لانسيت الطبية.

وفي مسح أجرته المجلة شمل 405 من الصيادلة في الأردن، قال 381 إنهم يصرفون أدوية دون وصفة طبية بنسبة وصلت إلى ٩٤٪، ومعظمها مضادات حيوية.

استعمال المضادات الحيوية لدى المرضى بلغ 33٪ في إقليم غرب المحيط الهادئ، وهو رقم مقبول نسبيا، بينما وصلت نسبة استخدام المضادات الحيوية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 83٪ في الفترة من عام 2020 إلى عام 2022، بحسب منظمة الصحة العالمية.