صحة
.
تتعرض أنهار وبحيرات أوروبا للتلوث بشكل متزايد بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالجة، مما يؤدي إلى مخاوف خطيرة تتعلق بالصحة العامة والبيئة في جميع أنحاء القارة، حسب ما نشرت بلومبيرغ الخميس ١٥ أغسطس.
من نهر السين في باريس إلى القنوات في بلجيكا، تسمح البنية التحتية القديمة للنفايات الضارة بالتدفق مباشرة إلى المسطحات المائية، مما يجعل الناس مرضى ويهدد الحياة البرية.
في باريس، مرض لاعبو الترايثلون الأولمبيون بعد السباحة في نهر السين هذا الصيف، رغم الاستثمار بقيمة 1.4 مليار يورو لتنظيف النهر.
وأبرزت الحادثة قضية واسعة النطاق في أوروبا، حيث تعتمد العديد من المدن على فيضانات الصرف الصحي المشتركة. هذه الأنظمة القديمة، المصممة لمنع الفيضانات، تفرغ مياه الأمطار الزائدة المختلطة بمياه الصرف الصحي في الأنهار أثناء هطول الأمطار الغزيرة، مما يؤدي إلى أحداث تلوث متكررة.
تتفاقم المشكلة بسبب البنية التحتية القديمة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى قرون.
في المملكة المتحدة، أثارت تسربات مياه الصرف الصحي الخام إلى الأنهار والبحار غضبا عاما، وفي بولندا، تعرض نهر أودر للتلوث الشديد بسبب النفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك.
قدم الاتحاد الأوروبي لوائح أكثر صرامة لمعالجة مياه الصرف الصحي، لكن الامتثال لا يزال يمثل مشكلة.
وتسعى المفوضية الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد إيطاليا واليونان وإسبانيا لفشلها في تلبية معايير المياه النظيفة. وفي الوقت نفسه، تواجه أوروبا موعدا نهائيا في عام 2027 لتحسين صحة مجاري المياه بشكل كبير، وهو الهدف الذي يبدو من الصعب تحقيقه بشكل متزايد.
ويحذر الخبراء من أن الوضع يتدهور.
وتعمل مياه الصرف الصحي غير المعالجة على تعزيز نمو الطحالب التي تخنق الحياة المائية، في حين تشكل البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية مخاطر مباشرة على صحة الإنسان.
ورغم الجهود المبذولة لتحديث أنظمة الصرف الصحي، لا تزال العديد من المدن تكافح التكاليف المرتفعة وتعقيد التحسينات الضرورية للبنية التحتية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة