"التلوث والضوضاء" يسببان العقم.. كيف تحمين نفسك وطفلك؟

تظهر دراسة المجلة الطبية البريطانية أن تلوث الهواء الناتج عن الجسيمات الدقيقة، يرتبط بارتفاع خطر العقم لدى الرجال، بينما يرتبط التلوث الضوضائي، مثل ضوضاء حركة المرور، بزيادة خطر العقم لدى النساء بـ ٪14.

وتكشفت البيانات المأخوذة من مجموعة كبيرة من الأزواج الذين يحاولون الحمل، وجود علاقة واضحة بين مستويات الضوضاء واحتمال الإصابة بالعقم في الدنمارك.

ولضمان دقة النتائج، استبعدت الدراسة الأفراد الذين خضعوا لإجراءات التعقيم، وسمح هذا بإجراء تحليل أكثر تركيزا للتأثيرات المحتملة للعوامل البيئية على الخصوبة.

وخلال فترة الدراسة التي بدأت من عام 2000 إلى 2017 تم تسجيل مستويات التلوث التي يتعرض لها كل مشارك، والحصول على تشخيصات العقم من سجل المرضى الوطني خلال هذه الفترة، وتم تشخيص أكثر من 16 ألف رجلا و22 ألف امرأة بالعقم.

التعرض لضجيج حركة المرور يزيد خطر العقم للنساء فوق 35 عاما بنسبة 14٪ عند زيادة الضوضاء بمقدار 10.2 ديسيبل على مدى 5 سنوات، دون تأثير على النساء بين 30-35 عاما.

ومن أعراض التلوث الضوضائي هي انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والإجهاض، وولادة جنين ميت أو يعاني من التشوهات الخلقية.

عالميا، يعاني 1 من كل 6 أشخاص من العقم، والتعرض للتلوث الهوائي والضوضائي خلال أول ألف يوم من حياة الجنين، من بداية الحمل لغاية عمر السنتين، يؤثر سلباً على صحة الأطفال على المدى الطويل، بجانب ظهور أعراض مثل القلق المزمن والاكتئاب على الأطفال.

ويؤثر تلوث الهواء بشكل غير مباشر على نمو الرئة عن طريق التسبب في مشاكل مثل انخفاض الوزن عند الولادة، أو الولادة المبكرة، أو تطور الجهاز المناعي بشكل غير سليم. وتعتبر الآثار الصحية المترتبة على هذا التعرض حاسمة، خاصة وأن تلوث الهواء قبل الولادة يمكن أن يعطل نمو الأعضاء وتكوينها.

تلوث الهواء والضوضاء يعتبران مشكلة عالمية تصفها العديد من الدراسات بالـ"خطيرة"، وتنتج عن أنشطة الإنسان مثل النشاطات الصناعية أو الكوارث الطبيعية مثل الحرائق البرية.

وتشمل الملوثات الرئيسية ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والأوزون.

وفي أوروبا، وبالذات في بولندا، يعاني 96% من سكان مدنها من تلوث الهواء عام 2020 حسب منظمة الصحة العالمية، وتضم بولندا 36 من أكثر المدن تلوثا في الاتحاد الأوروبي.

إذا تم تأكيد نتائج هذه الدراسة، فإن ذلك يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية للحد من تلوث الهواء والضوضاء. وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل هذه المخاطر البيئية على صحتهم وعلى صحة الجنين:

• ابق على اطلاع بمستويات جودة الهواء المحلي وتجنب الأنشطة الخارجية خلال أوقات التلوث العالي.
• استخدم أجهزة تنقية الهواء في الداخل لتقليل ملوثات الهواء الداخلي.
• اختر مسارات المشي أو ركوب الدراجات بعيدا عن مناطق حركة المرور الكثيفة.
• استخدم سدادات الأذن أو سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء في البيئات الصاخبة.

• أبقِ النوافذ مغلقة خلال الأوقات الصاخبة من اليوم، مثل ساعة الذروة.
• اختر أنشطة وهوايات ترفيهية أكثر هدوءا.
• تجنب الاتصال بالأشخاص الذين يدخنون واطلب من أفراد الأسرة الذين يدخنون القيام بذلك في الخارج.
• قلل من استخدامك لمنتجات القضاء على الآفات مثل بخاخات الذباب ومبيدات الحشرات، وينطبق هذا على الإفراط في استخدام منتجات التنظيف أيضا.