قاتل في كبسولة.. "مقاومة المضادات الحيوية" تضرب مناطق صراع عربية

هي ظاهرة قديمة، من خلالها تغير الميكروبات في بنيتها الجينية، وتصبح مقاومة للعلاج ما يجعله غير فعال، وتؤثر بصورة كبيرة على الجرحى في مناطق الصراعات والأطفال والأمهات، وتؤدي في أحوال عدة لبتر أطراف وحالات وفاة أو الإصابة بأمراض تستغرق وقتا طويلا لعلاجها، بحسب ما تقول مستشارة التحليل والمناصرة حول مقاومة مضادات الميكروبات في منظمة أطباء بلا حدود كارين نعيم في حديثها لبلينكس.

وتساهم مقاومة الميكروبات في وفاة ما يقدر بنحو 4.71 مليون شخص، بما في ذلك 1.14 مليون حالة وفاة يمكن نسبها إليها بشكل مباشر.

وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن يزيد العبء إلى 1.91 مليون حالة وفاة يمكن نسبها إليها و8.22 مليون حالة وفاة مرتبطة بها في عام 2050، مما يؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة، ومع انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، أصبح تأثيرها على المناطق التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، بحسب تقرير المنظمة الصادر في نوفمبر ٢٠٢٤.

يواجه المتضررون من الصراعات والأوبئة وعدم الاستقرار البيئي وغيرها عادة قدرة محدودة للغاية على الوصول إلى الرعاية الجيدة، بما فيها البنية الأساسية التشخيصية لمقاومة مضادات الميكروبات.

وفي مناطق الصراع، تشير نعيم إلى غياب للموارد الأساسية التي تقلل من الظاهرة وتتمثل في الآتي:

• المياه النظيفة
• التطعيم
• برامج مكافحة الأوبئة ومنها المقاومة للمضادات الحيوية
• صعوبة وصول المرضى للرعاية الصحية
• غياب التشخيص وبالتالي الحصول على علاج غير مثالي

وبحسب تقرير أطباء بلا حدود فإن الأوضاع في البيئات التي تتفاقم فيها الأزمات الإنسانية، يزيد فيها مقاومة المضادات الحيوية نتيجة للآتي:

• ندرة العاملين المدربين في مجال الرعاية الصحية
• ضعف تغطية التطعيم
• انعدام الأمن الغذائي
• سوء التغذية
• التلوث البيئي
• تدهور ظروف المياه والصرف الصحي
• عدم قدرة النظام الصحي على التكيف مع الصدمات

وتقول نعيم إن الجهود المبذولة لمواجهة الظاهرة في مناطق الصراع قليلة وتحتاج إلى تكثيفها، ولذلك فعلى الدول مد يد العون للدول الأخرى التي تعاني من نقص الموارد.

قبل الحرب التي شهدتها غزة في أكتوبر عام ٢٠٢٣، كان معظم مواقع المراقبة المعنية برصد مقاومة مضادات الميكروبات تقدم تقاريرها حول الضفة الغربية، ما ترك القطاع غير ممثل إلى حد كبير، ولكن الدراسات المتاحة، وهي قليلة، تشير إلى ارتفاع مقاومة الأدوية المتعددة.

وأظهرت الدراسات لعينات معزولة تم الحصول عليها قبل وبعد ٦ أشهر من مسيرة العودة الكبرى "٢٠١٨-٢٠١٩" وجود ارتفاع كبير في مقاومة المضادات تصل إلى ٣٠٠٪ في زراعة الأنسجة والعظام.

أطلق القناصة الإسرائيليون خلال المسيرة نوعا من الذخيرة الحديثة "رصاص الفراشة" تتفتت عند الاصطدام ما تطلب عملية إعادة بناء معقدة يضاعفها ارتفاع خطر الإصابة بالتهابات العظام المقاومة والبتر.

وبحسب البيانات التراكمية لأطباء بلا حدود قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فإن ٦٠٪ من العينات المأخوذة من المصابين بالتهاب العظم، كانت مقاومة للأدوية المتعددة، ومن بينها المضادات الحيوية.