تخيل مدينة يتم تنظيف شوارعها فقط أثناء الليل، حيث تتحرك شاحنات جمع القمامة في الطرقات الفارغة لإزالة النفايات المتراكمة خلال النهار. ولكن ماذا لو مُنعت هذه الشاحنات من أداء وظيفتها؟ ستتكدس القمامة، ستتلوث الشوارع، وسيصبح التنقل داخل المدينة أكثر صعوبة.
هذا بالظبط ما يحدث في دماغك إذا لم يُسمح لنظامه التنظيفي بالعمل بكفاءة. أثناء النوم، تتدفق موجات من السائل الدماغي الشوكي عبر أنسجة الدماغ، مُخلّصة إياه من البروتينات السامة مثل بيتا أميلويد، التي تتراكم في أدمغة مرضى الزهايمر.
هذه العملية تحدث بسبب موجات من النورأدرينالين، وهي مادة كيميائية تساعد في توسيع وانقباض الأوعية الدموية، مما يسمح بدخول السائل الدماغي الشوكي إلى أنسجة الدماغ لتنظيفها من الفضلات، ثم خروج هذه الفضلات عبر قنوات تصريف خاصة إلى الجهاز اللمفاوي.
لكن عند استخدام المهدئات وأدوية النوم، تتعطل هذه الآلية الحيوية، مما يترك الدماغ محاصرا بنفاياته الخاصة.