وداعا للفحوصات.. جهاز مصري للتنبؤ بمضاعفات "السكري"
نجح الدكتور أحمد سلطان، الأستاذ المساعد بجامعة النيل ومدير مركز بحوث النُسك للإلكترونيات، في ابتكار جهاز طبي متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى مراقبة مرضى السكري والتنبؤ بأي تغيرات صحية غير طبيعية عن بُعد.
يتيح هذا الابتكار إمكانية متابعة حالة المرضى بشكل مستمر دون الحاجة إلى فحوصات متكررة، مما يساعد على التدخل السريع في الحالات الطارئة وإنقاذ الأرواح.
وصرّح سلطان، في حديث خاص لوكالة الأنباء الألمانية، الأربعاء، بأن الجهاز اجتاز التجارب المعملية بنجاح، ويجري حاليا التنسيق مع هيئة الدواء المصرية لاعتماده رسميا. كما تم نشر تفاصيل الابتكار في مجلات علمية متخصصة، مما يعزز من فرص استخدامه على نطاق واسع في المستقبل القريب.
يعتمد الجهاز على مزيج من أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والإبر الدقيقة. وهو جهاز:
- قابل للارتداء.
- خفيف الوزن.
- يعمل ذاتيا.
- لا يسبب أي إزعاج للمريض.
يقوم بمراقبة المؤشرات الحيوية مثل:
- درجة حرارة الجسم.
- معدل النبض.
- مستوى الغلوكوز في الدم.
بشكل مستمر، مما يتيح للمريض والطبيب متابعة الحالة الصحية لحظة بلحظة.
تقنية غير جراحية لمراقبة الغلوكوز
يتميز الجهاز بأنه غير جراحي، حيث يعتمد على:
- مجموعة من الإبر الدقيقة المصنوعة من البوليمر.
- تُستخدم لاستخراج السوائل من تحت الجلد دون ألم بدلا من الاعتماد على سحب عينات الدم.
- تقوم هذه الإبر الدقيقة بامتصاص سوائل معينة من الجسم.
- يتم تحليلها لقياس مستوى الغلوكوز.
مما يوفر للمريض طريقة مريحة لمتابعة حالته الصحية دون الحاجة إلى وخز الإبر التقليدية المؤلمة.
الذكاء الاصطناعي لإدارة الطاقة وتحليل البيانات
واحدة من الميزات المبتكرة في هذا الجهاز هي استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي ليس فقط لمراقبة البيانات الصحية، ولكن أيضا لإدارة الطاقة بكفاءة، مما يسمح للجهاز بالعمل بشكل ذاتي لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة الشحن المتكرر. ويعتمد الجهاز على تقنية "حصاد الطاقة"، التي تستفيد من الحركة الطبيعية للجسم أو اختلافات الحرارة لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيله.
علاوة على ذلك، يتم إرسال البيانات التي يجمعها الجهاز إلى تطبيق جوال أو بوابة إلكترونية متصلة بالشبكة العامة.
ومن خلال تحليل البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن التنبؤ بأي تغيرات غير طبيعية في الحالة الصحية للمريض. وفي حال اكتشاف أي مؤشر خطر، يتم إرسال تنبيه فوري إلى المريض والطبيب المعالج، مما يسمح بالتدخل السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
خطوة نحو مستقبل الرعاية الصحية الذكية
يعد هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال متابعة مرضى السكري، حيث يوفر وسيلة مريحة، غير مؤلمة، ودقيقة لمراقبة مستويات الغلوكوز دون الحاجة إلى الفحوصات الدورية المزعجة. كما أنه يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال تمكين الأطباء من متابعة مرضاهم عن بُعد، واتخاذ قرارات علاجية استباقية بناء على بيانات دقيقة في الوقت الفعلي.
يأمل الدكتور أحمد سلطان في أن يُحدث هذا الجهاز ثورة في طريقة التعامل مع مرض السكري، وأن يصبح متاحا على نطاق واسع في المستقبل القريب، مما سيساهم في تحسين حياة ملايين المرضى حول العالم.